واقبل العيد… ودماءٌ تُسفك، وأرواح تُزهق، وأجساد تُحرق، وتُسحل بالشوارع، وتُعلَّق على الأعمدة، ودور تُهدم وتُحرق، وعوائل تُشرد وتُهجر وتذل… والبراميل المتفجرة والقصف والمفخخات والتفجيرات تحصد رؤوس الأبرياء من الأطفال والنساء…
أقبل العيد…وأموال تُسرَق، وخيرات تُنهب، وحريات تُذبح، وحقوق تُسلب، ومقدسات تُنتهك، وأصوات شريفة تُقمع، وفساد ينخر، وساسة تفجر، وتجار دين تُضلل وتمكر، وإجرام مليشياوي وإجرام تكفيري يقتل ويحرق وينحر، يسرح ويمرح…
أقبل العيد… ليس بما مضى، وإنما… بما هو اشد مضاضة ولظى، فلا جديد إلا المآسي… وتغطرس العبيد، فثوب الأحزان ما فارق الأجساد…والقتل والحرمان قرين العباد…، وطفلنا يقول: خرجت يود العيد بملبس التليد، أقول للإخوان لننشد الأشجان…، فعيدنا الهموم… ويومنا مشؤوم، سمائنا حزينة… تحجبها الغيوم، وشمسنا غائبة…مسارها الأفول، مصيرنا مجهول… وغدنا مهول…..
فأي عيد والعراق بلا امن ولا أمان ولا سيادة، اختطفه الفاسدون والطائفيون… وقدموه على طبق من ذهب لأسيادهم وأربابهم من دول الإمبراطوريات الهالكة والاحتلال. وهل ثمة معنى وطعم لإقامة مراسيم الفرح والبهجة… والعراق مختطف وشعبه معذب ومهجر ونازح…ويذبح بدم بارد….
العيد يكون له معنى وقيمة وفرح عندما يسود العدل والأمن والسلام والتعايش السلمي، ويُنبذ العنف والتطرف والكراهية والفساد والمفسدين…العيد هو يوم التضامن الحقيقي العملي الصادق مع المستضعفين والمظلومين في كل العالم وخصوصا في العراق الجريح، نعم هذا هو المعنى الحقيقي للعيد وبهجته الذي نستوحيه من رسالة السماء والقيم والمثل الإنسانية وهو ما نراه واضحا وجليا في البيان الذي أطلقه المرجع الصرخي والذي جاء فيه:
(( بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك للأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك وتقبل الله منهم الطاعات والمبرات ونعلن عن عدم إظهار أي زينة وبهجة واحتفالية لا تتناسب مع واقع شعبنا المأساوي المؤلم المبكي حيث الفقر والجوع والمرض والخوف والترويع والتشريد والخطف والقتل .كما نعلن تعاطفنا وتضامننا وتفاعلنا بكل ما نستطيع من اجل التخفيف عن أهلنا النازحين والمهجرين والمهاجرين وكل السجناء والمختطفين وذويهم وكل المستضعفين المظلومين من أبناء شعبنا العزيز)).