23 ديسمبر، 2024 3:34 ص

العيداني. ..فوز بطعم الخسارة

العيداني. ..فوز بطعم الخسارة

قالوا عن السياسة أنها فن الممكن، ويبدو أنها فعلا هكذا حتى وإن تجسد الممكن في خيانة العيداني لمن كان سببا في وصوله إلى ما هو عليه!
هذا الأمر لم يعد مستغربا في وضع استثنائي توفرت فيه كل مقومات الخداع والتضليل.
سوء الطالع الذي إكتنف العيداني الذي توقع الجميع أنه سيحدث طفرة نوعية في الأداء الخدمي لمحافظة بحجم البصرة وما تعانيه من نقص في الخدمات لا يتناسب مع ما توفره للعراق وما تحتويه أرضها من خيرات .
كان حري بالعيداني أن يستثمر الإخفاقات السابقة لصالحه ويصحح الأداء الخدمي السيء الذي سار عليه من سبقه من المحافظين السابقين.
يبدو أن الرجل لا يختلف كثيرا عمن سبقه وهذا ما تحكيه أحوال تلك المدينة التي أضحت نقطة تقاطع الإرادات في مشهد ينذر بخطر محدق بالبلاد.
بالرغم من الأداء السيء للعيداني،إلا أنه كان داهية في اغتنام الفرصة، حيث استثمر اللامبالاة المعهودة للناخب العراقي، وطرح إسمه كمرشح ضمن قائمة الفتح التي فاز بأصوات ناخبيها في الإنتخابات الأخيرة.
بغض النظر عن الأثر الإيجابي المتوقع من فوزه في نظر ناخبيه، إلا أنهم إستبشروا خيرا بعد إعلان نتائج الإنتخابات وذكر إسمه ضمن الفائزين .
لا شك أن فوز المرشح من الأمور التي تدخل السرور على قلب الناخب وتزيد ثقته بالعملية السياسية، إلا أن فرحة ناخبي أسعد لم تكتمل بعد زهده بمقعده البرلماني وتمسكه بكرسي المحافظة والذي يبدو أن لسان حاله يقول إن الرجل (ما ينطيها) على طريقة حليفه المالكي ذي الولايتين!
كيف يقرأ ناخبيه رفض بقية الكتل استمراره محافظا للبصره؟ وأين منهم ثقافة الإعتراف بالشريك الآخر؟
إذا كان منصب المحافظ مهما بالنسبة للعيداني؟ لماذا رشح نفسه للبرلمان وهو يعلم الفارق بين عمل وصلاحيات النائب والمحافظ؟فهل يتصرف العيداني بذهنية العيداني نفسه؟ أم أن آلة التحكم عن بعد لها دخل في ذلك؟