18 ديسمبر، 2024 11:06 م

العيب والحرام والممنوع

العيب والحرام والممنوع

ثلاثة ارتكزت عليها البشرية لكبح جماح شهوات الإنسان وغرائزه واندفاعه….وصولا لتنظيم أمور المجتمع ما يتيح حياة عادلة وأمنه للجميع…..

العيب يتعلمه الإنسان طفلا في آسرته لا ترفع صوتك لا تلعب……. وفي وقت لاحق , قريبا من مرحلة النضوج , يبدأ دور الحرام متمثلا بالمعتقدات الدينية السائدة حيث يتم تبويب سلوكيات الإنسان في إطار الحرام والحلال…..

وقد أدركت البشرية بوقت مبكر  إن العيب والحرام غير كافيان لخلق إنسان سوي غير مضر بموازين والتزامات وشروط  بناء المجتمع ولهذا وضعت البشرية ,ربما قبل شريعة حمورابي , القوانين والدساتير الوضعية – الممنوع – وأشبعتها تنقيحا وتمحيصا لتواكب تطور المجتمع بعيدا عن الثبات والقدسية….ولهذا كان الممنوع أكثر فعالية في تنظيم المجتمعات وحفظ حقوق الناس………..

ونحن مقبلين على مرحلة الإصلاحات علينا أن ندفع ونشجع الناس للتخلي عن المفاهيم والأولويات السائدة من قبيل هذا خوش ولد خلوه مدير , وهذا سيد , وذاك ابن شيخ………. فلا يوجد خوش ولد بالمطلق حتى كاتب هذه السطور ربما لو أتيحت له الفرصة لكان مثل الآخرين ولا يكفي نسب الإنسان وأصله لتزكيته… العيب والحرام والخواطر والنسب والأصل والفصل والقسم بالله والأولياء والصالحين ….أمور لا تبني بلدا , علينا وضع القانون ,النظام system الذي لا يسمح للإنسان الواقع في دائرته أن يسرق آو يغش…وهذا حال البلدان المتطورة فليس الفرق بيننا وبينهم أنهم خوش ولد ونحن لا أنما الفرق انه هناك نظام- قانون لا يمكن خرقه وهنا لا يوجد نظام – قانون أنما تحل الأمور على معطيات وأوليات بدائيه لا تزيد ولا تنقص معطيات الخوش ولد وابن الشيخ …وهذا لا يعني الانتقاص من مكانة هولاء إنما المراد وضع نظام فيكون لابن الشيخ ديوانه ولشيخ الجامع مسجده وللمهندس معمله…هذا النظام هو الذي يجعل الأوربي وكأنه يبدو متفوقا علينا أخلاقيا ومن يعلم بدون القانون كيف ستكون أوربا…ورد في تقرير لبرنامج خواطر الذي تبثه محطة mbc إن عدد كاميرات المراقبة في لندن تبلغ ما يقارب مليون ونصف كاميرا تقوم بالمراقبة ووحدات سيطرة تحذر من يرمي القمامة أن يضعها في مكانها……….  وبالإمكان الاستعانة بشركات متخصصة لوضع هذا النظام وترتيب السلوكيات وتعديل ما يمكن تعديله…..

موعدنا الجمعة لا تتركوا الوحشة تلف نصب التحرير……….