22 ديسمبر، 2024 7:39 م

العيب بآلعراقيين لا بأسيادهم!

العيب بآلعراقيين لا بأسيادهم!

والله وكما يعرف الكثير داخل العراق و خارجه وفي أكثر من دولة و جامعة معروفة؛ بأنيّ – و أعوذ بآلله من آلأنا – منذ طفولتي أحبّ الحُبّ للحُبّ حتى بين الكائنات و المخلوقات الأخرى وما زلت أبكي على الأنسانيّة وأتألم للفقير وآلمظلوم أينما كان وأحاول الأنتصار له ما إستطعت لأنّ الله أودع فيَّ قلباً عطوفاً شفوقاً وفطرة بيضاء لم تُلطّخها الحرام حتى العوز لأنها تتّكأ على الصّبر وآلحقّ, وآلآن ناهز العمر السبعين, قضيتُ نصف قرن منه بالغربة, بل كنتُ غريباً قبلها في بلادي لإختلاف عقيدتيّ مع الناس والعالم, برفضي للظلم و الرّشوة و الفساد والخيانة و التسلط ليس في العراق فحسب بل في بلاد العالم!

ومصداقي؛ أنّي رغم حقوقيّ القانونيّة وآلشّرعيّة والعرفيّة والعالميّة والكونيّة التي أقرّتها حتى الحكومات الأرضيّة كسجين ومفصول سياسيّ و معارض و مُتقاعد ومُلاحق ومُجاهد في كلّ الجبهات ولحدّ ألآن؛ لكنّي والله ليس فقط لم أستلم و لم أحصل على دينارٍ من رواتبي وحقوقي منذ عام 1979م وهي سنة تعيّني مسؤولاً في قسم التأسيسات الكهربائيّة في مركز التدريب المهني التابع للمؤسسة العامة للكهرباء, بل رفضت أعطاء الرشوة للحصول عليها حين طلب المعنيون ذلك وقلت لهم: [أنا جاهدت ضد الرشوة و الخيانة كل عمري و الآن بعد سقوط صدام أدفع الرشوة .. ما لكم كيفي تحكمون]!
وبعد ما تعرضتُ للملاحقة و الأعدام ثم خروجي من العراق قسراً, بآلأضافة لكل هذا .. كنتُ أعيل فترة الحصار الظالم وقتها عشرات العوائل المنكوبة, وكان الشعب العراقي الذي خطّ أقداره الهوجاءُ بيديه مع مراجعه الفكرية و بإصرار يَغطّونَ بنومٍ عميق مُؤيّديين صدام وحزبه كل بحسب موقعه بسكوتهم على الأقل حتى لم يبق نصير للحقّ سوى الله بعد إعدام الدّعاة المائة في نفس عام 1979م وبعده ولم يبق لي مكان آمن ألتجأ إليه لأنّ أكثر العراقيين باعوا ضمائرهم لصدام وحزب البعث وبدؤوا يقتلون حتى أبنائهم ويكتبون التقارير على المؤمنين للحصول على الغنائم, والعجيب أنّني حين رجعتُ عام 2003م بعد سقوط النظام رأيتُ كلّ الشعب العراقيّ يدّعي الجّهاد ضدّ النظام البعثي و يدعي المظلومية و السّجن ووو… للحصول على المناصب؛ فبقيتُ مبهوتاً حائراً وسط جيوش المنافقين حتى قلتُ لبعض المقرّبين؛ أ تذكرون سني السبعينات حين بقيتُ وحدي في بغداد أواجه جيوش صدام ولا أحداً يدعمني لأيصال مجرد رسالة فقط .. ولم أجد عوناً منكم, فأين كان هؤلاء المدّعين؟
فغاضني تلك المواقف و إشمئزت نفسيّ من كل العراق الذي لم يعد يستسيغ إلا المؤيدين للباطل والقسوة والعنف ..

لذلك هاجرت بعد ما بقيتُ وحدي بلا صديق وما زلت مهاجراً بسبب الظلم و النفاق .. لا ,خوفا و لا جبناً .. بل لمصداقيتي و عدم قدرتي على مهادنة الظلم وكما فعل الجميع للحصول على الرّواتب وآلغنائم باسم الصدر و الجهاد بلا حياء أو دين وإبتليت الآن بأنواع العاهات و الأذى وما مددّتُ يدي لأحد, و بعد كل هذا .. صِرتُ أنا المهزوم .. والمنافن هو الفائز!

وبعد خراب العراق على أيدي الفاسدين الجُّدد بمظلة الدّيمقراطيّة المُستهدفة وجعله مديناً بمئات المليارات من الدولار لتغطية رواتب الفاسدين ومن إنضمّ معهم من جيوش المنافقين الذين إنتصروا لصدام بآلأمس حتى الرّمق الأخير كآلرّفحاويين, وآلآن ورغم كل هذا التباين و الفساد و النفاق الذي صار حلالاً و جهاداً؛ بآلله عليكم:
لو أقَدّمُ نفسيّ مرشّحاً لرئاسة العراق لتغيير الأوضاع من الجذور خصوصاً مسألة الرّواتب والقوانين المُتحيّزة لمحو الطبقية من الجذور عبر انتخابات شرعية وشعبية؛
فهل ستَنْتخبوني .. أم ستنتخبون قادة الاحزاب الفاسدة التي جربتموهم لتُبرهنوا للمرّة العاشرة أمّيّتكم الفكريّة والعقائديّة!؟

ولتُثبتوا بما لا يقبل الشّك في النّهاية بأنّ العيبَ بكُم .. لا بآلفاسدين!
إذا كان الغراب دليــــل قوم
فعيب القوم لا عيب الغراب
لكن إطمئنّوا و تأكّدوا وأقسم بآلله بأنّيّ لنْ أرشّح نفسيّ بعد الذي رأيته, خصوصاً من قبل الرؤوساء الذين معظمهم يعرفونني لأنكم (لا تستحقّونيّ ولا أنا أستحقّكم) لموت الأنسانيّة والرّحمة و المحبة في قلوبكم و تَنَمّر الشّهوة بدل ذلك في وجودكم, وسأبقى غريباً لأبَيّن لمن يعيّ الآن و للأجيال المقبلة فلسفتيّ الكونيّة حتى يكتب لي الله أحدى الحُسنيين, إنّهُ ربّي وربّ الحسين(ع) و[إن تكذّبونيّ فقد كذّبتُم رُسلاً من قبل وإلى الله تُرجع الأمور].