23 ديسمبر، 2024 4:15 م

العواقب ورفع العقبات

العواقب ورفع العقبات

لِكُلِّ عَمَلٌ عواقبهُ, ولا ضَيرَ في أن يَعْمَل من سيقوم بعمل ما باستشارةِ مَنْ هُمْ ذَوو عَقلٍ راشِد حكيم, حتى يُؤَمِّنَ عاقبةَ الأمرِ الذي سيقوم به.
يَجبُ على المرء مهما كان إدراكُه, أن يحسب لكلِّ قولٍ وعَمَلٍ حساب, أن يبتعد عن الزَلَلِ ما استطاع, فلا يُلزمنَّ نَفسهُ بما لا يَتَمَكن مِن تحقيقه, حتى لا يَكونَ مَلوماً على كلمةٍ يتفوهُ بها من أجل رفع مكانته, أو مكانةِ من هم ليسوا أهلا للمسؤولية, كذلك أن لا تكون الكلمةُ الصادرةُ من الفمِ جارحةٌ لشخصٍ ما, حتى يأمن على الأقل الغيبة والاستهزاء. “فرحم الله إمرأً جب الغيبة عن نفسه”
عندما تَكون لشخصٍ ما مسؤولياتٍ, مع صلاحيات كبيره, وأدوات متعددة, ثم يُلغي كل ما لديه من الآليات, ويوكلها إلى مُقَربيه وينكل أمام الناس بكل أدواته, بل ويحاول أن يُحَجِّمَ دورها, من حيث يعلم أو لا يعلم.
وما جَرى في كلماتٍ صَدرَت من رئيسِ الوزراء, القائد العام للقوات المسلحة, لهو استخفاف بكل الأجهزة الأمنية, حيث قال:أن شخصا يعمل (مقاول) لديه ما لديه من أسلحة كاتمه, سيارات مهربه, عقارات في المنطقة الخضراء متجاوز عليها, ومطلوب للدولة بملياراتٍ من الدنانير العراقية, تخافُ أجهزةُ الداخليةِ والدفاع من القبض عليه, مِليونَ شَخصٍ أو يزيد, مابين ضباط ومراتب بالإضافةِ إلى قوات سوات الخاصة به, يتهمها بالجُبنِ والخوف, فيبعث ابنه ليلقي القبض عليه, مع قوة أمنية محتمية بأبوة المالكي له , بينما نحن نرى خروجَ قواتٍ مدَجَجَةٍ بالسلاح والعتاد الحي, لمقابلة تظاهراتٍ سِلميةٍ مُطالبةٍ بِحقٍ وطني, لإرجاعِ حقٍ من حقوقِ المواطن كالكهرباء أو محاولة استرداد ما سرق من أموالهم.
فبدلا من أن يقوم بطمأنة المواطن لامتلاكه قوة رادعة للفساد والمفسدين قام من حيث يعلم أولا يعلم بإحباط لوزارتين سياديتين والاستعاضة عنها (بحمود) الشاب الذي يريد أن يؤهله للقيادة بديلا ليس عنه فقط بل عن كل سيادة العراق وهيبة جيشه وقوات ألداخليه.
غير مكترث بعواقب نتائج أقواله الساذجة التي لا تنطلي على أصغر مواطن, فسرعان ما تم الكشف أن ما قام به ابن المالكي هو من ثلاثة سنين وإن المقاول المقصود يمتلك شركات أمنية مسئولة عن حماية المنطقة الخضراء, مطارات النجف والموصل ..الخ, بالإضافةِ إلى تسلمه بعض المشاريع كبوابة بغداد السكني في مطار المثنى وغيرها, الذي لم يبنى به حجر واحد لعدم استلامه الأرض من قبل الوحدات العسكرية التي لت تنفذ أمر القائد بالإخلاء. ما هو سبب إثارة هذه البطولات الخارقة في هذه الأيام؟ ولم لا يصرح عنها في حينها؟ لاسيما انه شخصٌ واحد, على ما يبدو متأكَدٌ من فساده, إنها الحملة الانتخابية وقربها, لعدمِ وجود إنجازات ملموسة من قبل الحكومة, جعلها تؤلف قصصا من الأفلام, الشبيهةِ بالهنديةِ, ممزوجةً بالبطولاتِ لحكام الدكتاتورية, عندما كان يذهب (عدي) إبان الحرب على إيران ليحرر منطقة ما, حسب البياناتِ ألصداميه, والفرقُ بينَ المالكي وصدام أن الثاني كان يصدر البيان حينَ الحدثْ, بينما الأول بعد سنوات, فلا هو بحكم فردي ولا حاكمٍ بالدستور, بل هجين بين ذا وذاك, يحاول جاهدا أن يتمسكَ بعرشٍ أوقع الآلاف قبله, ومقولته المعروفة”بعد ما ننطيها”. تنافي سياسةَ العراق ودستوره.
من جانبٍ آخر طرح أحد القادة شعارا, يستحقُّ الوقوف عنده لأهميته, (شَعبٌ لا نخدمُه لا نَستَحقُّ أن نمثِله), فالخدمة هي المقياس, لا البطولات الوهمية, أو المراوغةِ والاستخفاف ببناءِ المؤسسات,  بالأخص الأمنية منها.
إن الكلمة يحاسب عليها المواطن عاجلا أو آجلا فمن ينطق بكلمة يجب أن يفهم أن بالمقابل يوجد مستمعين ومحللين فلا تطلق الكلمات والجمل جُزافاً, و”نحن” كما في “محافظتي أولا”, قال العرب قديما فإن أنت أكرمت الكريم ملكته—وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا, فيا أيها المُرشحون, كونوا كُرماء, فالمواطن قد أثبت كرمه في الانتخابات السابقة, ولا تكونوا متصفين باللؤم بعد كرم السيد المنتخب.
[email protected]