18 ديسمبر، 2024 6:07 م

عندما أفل بريق الشعارات النارية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و خفت طنينها و صخبها الکبير و تبين للشارعين العربي و الاسلامي بإنهما کانا يرکضان وراء سراب بقيعة، وبعد أن تبين بأن هذا النظام ليس لم يقم بتوجيه حرابه و مدافعه نحو إسرائيل و أمريکا فقط وانما أيضا يقوم بطعن الشعوب العربية و الاسلامية من الخلف و يتمادى في إستغلال ظروفها و أوضاعها من أجل تحقيق أهدافها و غاياته المشبوهة.
هذا النظام الذي کان ومنذ اليوم الاول لمجيئه عبارة عن مشروع فکري ـ سياسي موجه ضد العالمين العربي و الاسلامي، لابد من الاعتراف بأن شعاراته التمويهية التي رفعها ولاسيما تلك المتعلقة بتإييد نضال الشعب الفلسطيني لم تکن سوى لذر الرماد في الاعين و خداع العرب و المسلمين من أجل تمرير مخططات مشبوهة له تستهدف دول المنطقة برمتها، إستفاد دائما من تجاهل مخططاته و ألاعيبه السامة من جانب دول المنطقة و العالم، حيث کان دائما يفسر هذا التجاهل بإنه خوف و حذر منه ولذلك فإنه کان يتمادى أکثر و يزيد الطين بلة.
السيطرة على أربعة عواصم عربية و تهديد عواصم أخرى بصورة سافرة بطرق مختلفة، يٶکد بأن الحرب السوداء لهذا النظام ضد دول المنطقة مستمرة وإنه يبتغي في نهاية المطاف فرض نفوذه و هيمنته بصورة أو بأخرى على المنطقة، والذي يجب أن نلفت النظر إليه هنا و نتوقف عنده مليا هو إن تحوطات و حذر دول المنطقة و دفاعها السلبي أمام مخططات هذا النظام لم تجد نفعا بل وإنها دفعته الى المزيد من التجرٶ، وهذا الامر يثبت حقيقة طالما طرحتها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي و أکدت عليها مرارا من إن هذا النظام لايفقه سوى لغة التهديد و القوة وإن تجاهله غض النظر عنه يفسر دائما من جانبه بخوف الدول منه مما يدفعه للتمادي في تدخلاته أکثر فأکثر.
إننا نعتقد بأن عهد الاجتماعات السياسية و إصدار البيانات الادبية و السياسية ضد هذا النظام والتي لاتحظى ببعد قانوني و دولي، قد ولى و على دول المنطقة أن تفکر بخيارات أخرى تجعلها في موقف هجومي و ليس دفاع سلبي ضد هذا النظام الذي تحاصره المشاکل و الازمات و ليس في وضع يمکنه من فتح جبهات إضافية أخرى ولذلك فإن ممارسة الضغط عليه و دفعه لزوايا ضيقة أمر يخدم السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و يجعل هذا النظام في موقف ضعيف يجبره في النتيجة على التراجع و تقديم التنازلات.