18 ديسمبر، 2024 11:09 م

العنف على المرأة وسبايا الأمس واليوم

العنف على المرأة وسبايا الأمس واليوم

تثمل المرأة في أغلب المجتمعات؛ مقياس العفة والشرف والقيم، ومنها ركيزة مجتمع رقي خُلقي ومستقبلي؛ إلاّ أن المجتمعات ما تزال قاصرة عن ترجمة حقوقها وتتوارث العنف؛ إمتداداّ من سالف العصور ومتنوع الحضارات، التي تضعها على بُعد مسافات خلف خطوات الرجل.
تناقضت القوانين الوضعية والسماوية، وأُجْحِفتْ حقوق المرأة في تقاليد مجتمعية؟!
يتناول عالم اليوم المرأة بنظرة جاحدة، قد تكون أسوء من عصور الجهالة والظلامية ؛ التي تستعبدها وتبيعها وتتوارثها، وتحملها النار على رأسها؟! واليوم مناداة بالمساواة والحقوق، وعرض كسلعة في الأسواق؛ تقدر حسب مظهرها الخارجي في مجتمعات؛ من الغرب الى الشرق، الذي لم يُعطيها نصف حقها؛ في بسبب الحروب والإضطهاد وهجرة الرجال والترمل؟!
لم تنصف تلك الإنسانة المفجوعة في العراق، سيما بفقد أعزاءها وخيمة سترها؛ حيث تشكل ما يقارب 60% من المجتمع بواقع 10% أرامل، ونسبة آخرى من الفتيات العوانس واليتيمات، وآخريات يشكلّن نسبة أكبر بين 30% ممن يعيشون حالة تحت خط الفقر، وإذا قلنا في العراق 4.5 مليون موظف؛ فنصف هذا العدد نساء لهن 50 ألف مخصصات شهرية، وللطفلة 25 ألف، لا تكفي لقدح حليب وقطعة حلويات يومياً؟!
بدأ العنف على المرأة المسلمة بصورة مباشرة وعلنية؛ منذ واقعة كربلاء، وأقتيدت النساء سبايا أمام الأشهاد وفي الطرقات والأزقة؛ حتى دخلن في الأول من صفر الى مجلس أرذل الطغاة، وفي مجلس الفجور والعصيان، فما كان لعقيلة الهاشمين السيدة زينب عليها السلام؛ إلاّ أن تمثل صوت الحق وتنطق بالفصاحة والشجاعة وهي تحمل رسالة الثورة وتحدي الجبابرة؛ في أول تظاهرة ضد العنف والفساد.
إن المرأة في عموم المعمورة، والمسلمة والعربية بالخصوص، تعاني التعنيف والكبت وكمد الطاقات، الذي أضمر دورها وتمثيلها نصف المجتمع ونصف آخر تقوم بتربيته، وحجر في زاوية بناء إسرة؛ بعض منها جعلتها ثانوية ممتهنة؛ لذا إعتبار الأول من صفر يوم لمحاربة العنف على المرأة، صلب هدف الرسالة الإنسانية التي كانت ذروة صراع الحق والباطل في كربلاء، وقمة العنف على المرأة في السبي، وهنا تزامن الذكرى بأحداث كربلاء، تحقيق لهدفين؛ أولهما الإمتداد بالمرأة الى نساء أهل بيت النبوة، ورفع المظلوميات عن النساء، وربط التاريخ ببعضه،؛ لإيصال الحقائق الى جذورها، ومعرفة سر إستخدام العنف ضد المرأة.
للمرأة في كل المجتمعات والحضارات؛ إعتراف بالنصوص، ونكران بالنفوس لدعوات المساواة؛ ومن أنسانة الى بضاعة؟!
تعرضت المرأة العراقية للعنف المباشر والمصائب والويلات، وتصدت الى شظف العيش بغياب فرصة العمل؛ في مجتمع لم يضع دراسات دورية لواقعها، أو تخصيص مشاريع تنموية وقوانين تمنع تعنيفها، وعدم وجود نظام معلوماتي يرصد العنف والمهارات، وبين غفلة حكومية وعنف مجتمعي؛ فقدت النساء حقوقها الطبيعية كأنسانة شريكة، والإساءة لها؛ تحطيم لركيزة بناء المجتمعات، وسبيٌ للمرأة بالتقاليد والعرض والطلب وإجحاف القوانين؟! ما يعني أن أغلب المجتمعات؛ أخذت لنفسها دور الجلاد الذي ساق السبايا من كربلاء؟!