23 ديسمبر، 2024 7:17 م

العنف ضد الرجل = وداعا “سى السيد ” وأهلا ست السيدة “

العنف ضد الرجل = وداعا “سى السيد ” وأهلا ست السيدة “

تزايدت جرائم العنف ضد الرجل فى مجتمعاتنا العربية فى الأونة الأخيرة بشكل لافت للنظر ، يجعلنا نقف لنبحث الأسباب والآثارالمدمرة كظاهرة . وإن كان البعض يرى أن العنف ضد الرجل يمكن تقبله فى بعض الحالات النادرة التى تستدعى ذلك مثل الدفاع الشرعى للمراة عن نفسها عندما تقوم بممارسته ضد زوجها دفاع عن نفسها ومواجهة لعنفه معها . ورغم أن معظم حالات العنف ضد الرجل من جانب المرأة لا يتم رصدها بسبب عدم إفصاح الرجل للعنف الذى حدث معه حفاظا على كرامته وخوفا من سخرية باقى الرجال ، لكن يجب أن نعترف جميعا بوجود الظاهرة وانتشارها فى العصر الحديث (عصر العلم والتكنولوجيا والإنترنت ) مع الوضع فى الإعتبار أنها لاتخص الوطن العربى وحده بل موجودة فى كافة دول العالم مع العلم أنها بدأت فى الخارج قبل أن تتواجد لدينا .
العنف ضد الرجل يمكن تعريفه بأنه سلوك إنحرافى من المرأة ناتج عن حالة مرضية أو غير طبيعية تجاه الرجل . كثيرا من قضايا العنف ضد الرجال تأتي نتيجة اعتداءات من قبل المرأة مثيرة للدهشة ، وذلك بسبب التراث الذكوري الذي يرزح تحته المجتمع العربي ، الأكثر من ذلك هو حجم المزاح والسخرية التي يتعرض لها الرجال المعنفون من قبل المجتمع،وهذايمثل عنفا بالطبع فوق العنف الذي يتعرضون له من قبل زوجاتهم . المثير هنا للدهشة، ويحتاج إلي كثير من التأمل ، أن العنف الذي بات سمة من سمات الأسرة في المجتمعات العربية تجاوز الرجال وأمتد بغلظته إلى الجنس اللطيف لتتحول الزوجة برقتها وأنثويتها الناعمة في بعض الأحيان إلى كائن متوحش يعتدي بالضرب والسباب والإهانة علي زوجها، وقد يمتد العنف إلي المنع من الذهاب إلي العمل والحبس والاحتجاز داخل المنزل أو الضرب بآلات حادة ، ما يجعل أجهزة الشرطة تتحرك ، حال لجوء الرجل إلي الاستعانة بهم ، وهذا لا يحدث إلا في حالات نادرة ، لأخذ تعهدات خطية على الزوجات بالامتناع عن الاعتداء علي أزواجهن الذين قد يتعرضون للقتل في بعض الأحيان .
المجتمعات العربية في قضايا العنف ضد الرجل تقف علي قدم المساواة مع بعضها البعض ، وقد ذكرت الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت لرصد هذه الظاهرة أن سيدات مصر الأعلى ياتين في صدارة قائمة النساء المعتديات علي أزواجهن متفوقات على كل سيدات العالم ، فيما تأتي السعوديات بنسبة 5% ، والكويتيات 10% ، صدارة المصريات القائمة بدأن منذ عام 2003م بنسبة 23% وارتفعت بعد ذلك عاماً بعد الآخر لتبلغ 28% في نهاية العام 2006م، وفي عام 2013 ارتفعت لتبلغ 28% بين النساء . أما فى دول أخرى مثل الهند تصل النسبة 11% فى إنجلترا 17% فى الولايات المتحة الأمركية 23 %
دراسات الكثيرة التى اجريت في مجتمعاتنا العربية عن حوادث العنف ضد الرجال تدق ناقوس خطر يشير إلي تحولات خطيرة في مجتمعاتنا ، وهناك دراسة مصرية سابقة أعدها الدكتور السيد عوض أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة قنا ، قال فيها أن أكثرمن نصف الرجال المتزوجين في مصر معرضين للضرب أو للقتل من قبل زوجاتهم ، ووصلت نسبة عنف الزوجات ضد أزواجهن إلى 50.6 % من إجمالي عدد المتزوجين في مصر . وطبيعي جدا أن حالات العنف ضد الأزواج يسبقها نشوب خلافات زوجية بين الطرفين ، لكن الجدير بالملاحظة أن أكثر حالات العنف تكون ضد الزوج الذي يتخطى سن الخمسين عاماً من عمره ، فهل معني ذلك حدوث تحولات نفسية وإجتماعية واقتصادية  في الأسر العربية حينما يكبر الأزواج تؤدي إلي جنوح المرأة إلي ممارسة عنفا ما ضد زوجها ، ولا فرق هنا بين الحضر والريف في ذلك ، مما يعني أن ما يطال المدينة من تحولات يلحق بالريف أيضاً ، تؤدي إلي ممارسات عنيفة من قبل الزوجات ضد الأزواج سواء كانوا تجاراً أو يعملون خارج البلاد أو موظفين أو فلاحين في المزارع ، أو حتي مدربين ورياضيين .
دراسة أساليب العنف ضد الأزواج ، واستقصاء الأسباب التي تقف وراءها في الريف تشير إلي أن أنها تبدأ بالشتائم ثم تتصاعد إلى التهديد بالضرب ، ثم بالاعتداء البدني وربما القتل في بعض الأحيان ، أما في “الحضر” فإنها تبدأ بالمناقشة والحوار ثم تتطور إلى الشتائم والتهديد بالضرب واللجوء إلى الشرطة وفي بعض الأحيان إلى القتل أيضاً . و من بعض أسباب لجوء الزوجات إلى العنف ضد أزواجهن تعود إلى الشك في سلوك الزوج ، أو شكه في سلوك زوجته ، أو بخل الزوج الشديد ، أو سوء معاملته لزوجته والأسرة ، الغريب أن الزوجة في الريف تكون أميل إلى قتل زوجها عندما يتشكك في سلوكها دفاعا عن شرفها ، وأن الخلاف مع أسرة الزوج من الأسباب السائدة في الريف اكثر من الحضر وأن المعيشة مع عائلة الزوج في الريف يترتب عليها بعض المشاحنات والخلافات بين الزوجين التي تبدأ صغيرة ثم تتراكم حتى تصبح فجوة كبيرة قد يترتب عليها حدوث جريمة قتل . والمثير للدهشة أن العنف فى الأماكن الراقية اكثر من العنف فى الأماكن الفقيرة. والشعبية بصفة خاصة ، وألأكثر غرابة أن الذى يمارس العنف ضد الرجل المرأة ذات الجمال والغنى وعلما أكثر من غيرها  من النساء الفقيرات الأقل تعليما  ومالا .
نتائج الدراسات الحديثة تؤكد أن الظاهرة في تنامٍ مستمر ، فوصول بعضها إلي نتيجة أن 30 % من الرجال في العالم العربي يعانون من العنف الزوجي ، وأن هذا العنف يتوزع بين العنف الجسدي والمعنوي ويصل في حالات إلي ما يقارب 20% يستدعي أن تتحرك مراكز البحث والدراسات الاجتماعية لوضع حلول لمجابهة ما يحدث في مجتمعاتنا من تحولات وحصار مسببات انتشار العنف . المدهش أن هناك مظاهر جديدة للعنف لم تعرفها المجتمعات العربية ضد رجالها، والغريب أن منها حرمانه من النفقة ، ما يشير إلي أن ارتفاع معدلات البطالة يهدد كيان الأسر في بلادنا ، فالرجال من الطبيعي أنهم هم الذين يتولون الانفاق علي أسرهم، لكن أن يتحول الأمر إلي المرأة فهذا يشير إلي أن البطالة وعدم وجود عمل لرجل سوف يؤدي إلي اختلالات كبيرة في مجتمعاتنا العربية . الجدير بالملاحظة أيضا، أن انتشار العنف ضد الرجل لا يقتصر علي فئات اجتماعية معينة ، بل يشمل جميع الشرائح الاجتماعية ، كما أن العنف ليس مرتبطا بالفقر ، بل يشمل الفقراء والأغنياء . ويمكن أن يكون الرجل الذي يتعرض للعنف من جانب زوجته قوي الشخصية أمام الآخرين ، ويدافع عن حقوقه ، لكن في البيت هناك توازنات أخري ، وعندما يختل أحدها قد تكون الغلبة للزوجة ، ما يضع الرجل في حالة ضعف أمام زوجته ، ولهذا يمكن القول إن شخصية الرجل الذي يتعرض للعنف ليس لها صفات محددة . وتتداخل أسباب عدة في مسألة العنف ضد الرجل كما هو الحال أيضا بالنسبة للعنف ضد المرأة ، وأهم هذه الأسباب ، طبيعة مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تشكل الأسرة محورها كالبيت الذي تغيب فيه فضاءات الحوار والنقاش والتسامح ، وتكون الغلبة لأحد الطرفين حسب التفوق المادي أوالجسدي . يمكن إجمالى أسباب العنف ضد الرجل فى نقاط محددة :-
1- العنف ضد الرجل قد يكون ناتج عن تصرفات الرجل وممارسته العنف تجاه المراة مما يسبب رد فعل من المرأة لهذا السلوك كنوع من الدفاع وقد يكون رد الفعل مساوى أو اقل أو أكبر من عنف الرجل معها .
2- العنف ضد الرجل قد يكون سببه نفسى داخلى كامن لدى المرأة ناتج عن الحياة القاسية التى عاشتها سواء فى طفولتها أو فى شبابها  مع أسرتها أو مع الغير وما شاهدته من ممارساة أمام عينها وبصفة خاصة فى العلاقة بين والديها .
3- العنف ضد الرجل قد يكون ناتج عن ضغوط الحياة التى تتعرض له المرأة وتحملها كافة المسئوليات داخل أسرتها من تربية ألأولاد  والدراسة لهم وكافة الأعمال المنزلية ونزولها لسوق العمل لمساعدة زوجها وتعرضها لضغوط العمل ، مما أوجد تركيبة سيكولوجية جديدة فى المرأة مما ينعكس على سلوكها. 
4- العنف ضد الرجل قد يكون ناتج عن انحراف سلوكى للمرأة غير مباشر لايناسب طبيعتها كأنثى ناتج عن تعاطى المخدرات أو تناول الخمور وهذا يكون فى حالات نادرة جدا فى مجتمعاتنا العربية نظرا لطبيعتنا كدول أكثر تدينا بالإضافة لتقاليدنا الشرقية الرافضة لذلك .
5- العنف ضد الرجل قد يكون ناتج عن الحالة السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية وما يتعرض له الرجل من قهر سياسى أو عدم قدرة إقتصادية مما ينعكس على قدرته على التحمل والتى تؤدى لضعف واضطراب سلوكى ونفسى مما يؤثر على ضعف شخصيته ، وهنا لابد ان نذكر أن العلم والأبحاث التى أجريت أثبتت ان المرأة  اكثر تحملا من الرجل للضغوط الإقتصادية والسياسية .
6- العنف ضد الرجل قد يكون سببه كبر سن الرجل  والذى يصل فارق السن فى بعض الأحيان لأكثر من عشرين عام والذى قد يؤثر فى العلاقة بينهما وبشعر الرجل بضعفه وعدم قدرته أوزيادة الشك فى سلوك زوجته  بدون مبرر مما ينعكس على تصرفاته معها ممايؤدى لتغير فى سلوكيات المرأة ضده وممارستها العنف ضدالرجل لمعرفتها بضعفه بدنيا أو ضيقا من الشك بدون سبب . 
– خطورة ظاهرة العنف ضد الرجل ألمح إليها المركز القومى للبحوث الاجتماعية عبر دراسة أجرتها الباحثتان فادية أبوشبيهة وماجدة عبدالغنى فى بحثهما عن الزوجات مرتكبات جرائم القتل ، وأشارتا فيه إلي أن 84.04 % من النساء القاتلات متزوجات، وأنهن يقدمن على استخدام العنف ضد الرجال نتيجة لعدة دوافع وانفعالات وصراعات مكبوتة تجاه المجنى عليهم وتكون أشد أنواع العنف موجهة للأزواج . وأن هذا نتيجة للحالة الاقتصادية والنشأة الإجتماعية والدوافع المتنوعة لارتكاب مثل هذه الجرائم خاصة اذا تعرضت المرأة للقهر والقسوة لمدة طويلة أو الخيانة والبخل فتنفجر بداخلها قوة الإنتقام ويمكن ان تستخدم فى جرائمها اسلحة متعددة مثل الاسلحة البيضاء .
وعنف المرأة ضد الرجل مرفوض بكافة صوره وأشكاله وخاصة أنه يتعارض مع الأنثى وطبيعتها الرقيقة الحساسة ومشاعرها المرهفة وتقاليد وعادات مجتمعاتنا العربية مع عدم إخلال بحق المرأة فى الدفاع الشرعى عن نفسها والدفاع عن حقوقها التى كفلتها لها كافة الشرائع السماوية والوضعية وعنف ضد الرجل يأخذ أشكال وصور متعددة منها :-
1- لفظى : مثل السب أو السخرية أو المعايرة والتى تمثل لدى الرجل نوع من الإهانه وتعتبر عنفا ، وكذلك هناك التهديد بالعنف ، أو فضح أمر يثير سخط أو سخرية الأخرين منه ، أو مايسبب له العقاب أو يتسبب فى مشاكل بينه وبين الأهل أو ألأصدقاء  . 
2- الإيذاء البدنى : مثل الضرب سواء باليد أو أى اداة أخرى مثل قطعه من الخشب أو أدوات المطبخ  تشمل بالطبع السكين  وكذلك  الحذاء بقصد الإيلام والإهانة أو الجرح . اللضرب يأخذ العديد من الصور المختلفة حسب نتائجه والهدف منه :-
– ضرب بهدف المداعبه والذى تمارسه المرأة مع الرجل كنوع من المداعبه والهزار أو المزح مع زوجها 
– ضرب كنوع من الدفاع كرد فعل لعنف الزوج
– ضرب بهدف الإنتقام من الزوج نتيجة تصرفاته سواء بالخيانة أو بخله أو عنفه معها
– ضرب السادى وهو مرض يصيب أحد أطراف العلاقة الزوجية ويكون الضرب معبرا عن الحالة المرضية وهو قد يصيب المرأة كالرجل تماما لافرق بينهما
– ضرب آخر تمارسه المرأة ذات الشخصية والتى تأخذ صفات الرجل يسمونها المراة المسترجلة .
3- الإيذاء بقصد إزهاق الروح : مثلا بإستخدام أدوات القتل مثل السكين أو دس السم فى الطعام او إستخدام مسدس الرجل
4- السحر :- ويكون ذلك باللجوء للدجالين محاولة منها لتقريب الرجل لها ووضع محبتها فى قلبه للسيطرة عليه وعدم رؤيته لغيرها أو عدم رؤيته لعيوبها أو إيذاءه أو سلب إرادته .
5- هجره و طرده من البيت و إبعاده من قربها أو من بيته وعقابه بتجنبه و عدم الإهتمام به.
أزمة الرجال الشرقيين مع زوجاتهم في هذا الشأن تنبع من كون الرجل تارة يكون مهزوز الشخصية ، لا يقوي علي القيادة ، ويشكو تسلط زوجته ، وهذا النوع لايختلف كثيرا عن الرجل الذي يذيق زوجته صنوفا من العذاب الجسدي والنفسي مايدفعها في النهاية إلي أن ينفجرغضبها في وجهه ليصير من الرجال المعنفين.  الغريب أن هناك تراثا انسانيا اجتماعيا يتقبل أن يضرب الرجل زوجته ، ولكن أن تضرب المرأة الرجل ، فهذا غير مقبول اجتماعيا ، والرجل الذي يقبل أن تضربه زوجته قد يكون مريضا نفسيا بمرض يسمي المازوشيه ، أي الاستمتاع بعنف الآخرين ، هذه الحالات غير منتشرة في المجتمعات العربية ، ولو قبل الرجل هذا الوضع فإن المرأة تشعر في قرارة نفسها بأنها سيئة الطبع ، وتفقد احترامها لنفسها كأنثي ، لذلك فوجود هذه الحالات يحدث هزة في المجتمع. وقد يكون لجوء الزوجة لضرب زوجها دفاعاً عن النفس ، لكن هذا يدل علي ظاهرة نفسية خطيرة ، وهي غياب الحوار بين الزوجين ، وغياب التفهم لموقف الآخر نتيجة لعدم احتمال استيعاب الرأي الآخر ، وهذا له مدلول اجتماعي في المجتمع نتيجة لأزمة الديمقراطية في المجتمعات العربية التي مازالت تصارع للوصول إلي الديمقراطية مازال لديها الكثير للوصول إليها .
وأعتقد أنه بعد سنوات طويلة من تسيد الرجل على الحياة والعلاقة بينه وبين المراة والتى صورها كاتبنا الأديب الراحل صاحب نوبل نجيب محفوظ فى الثلاثية من خلال الشخصية  الشهيرة “سى السيد ” ورغم إعجابى وأنبهارى بأدب كاتبنا الكبير لكنى كنت رافضة للسلبية الشديدة التى أظهرها بشخصية ” أمينة” فى الثلاثية وأعتقد أنه يوجد غيرى رافض لوجودها وخاصة خلال العصرالحديث وخاصة مع وصول المرأة لدرجات علمية منافسة للرجل . ولكن الغريب والمثير أن نجد بعد هذه السنوات الصورة تنعكس كليا فتأخذ المراة مكان الرجل وياخذ الرجل مكان المرأة وأقصد هنا أن المرأة تمارس العنف ضد الرجل الذى كان يمارسه ضدها . وكأن الواقع يعلن فى صورة صريحة لالبس فيها ” وداعا سى السيد” وأجد نفسى رافضة أيضا لهذه الصورة المعكوسة والتى أرى أن غيرى كثيرات من النساء رافضين لها وناقدين لما يحدث من عنف ضد الرجل لأن ما يحدث من عنف مبالغ فيه من المرأة فى أحيان كثيرة يتنافى مع طبيعة المرأة  كأنثى رقيقة وماتتمتع به من مشاعر واحاسيس مرهفة ويجب أن تتكاتف كافة الجهات لوضع المشكلة موضع الدراسة المستفيضة لوضع الحلول والمعالجات للقضاء على هذه الظاهرة التى تنخر مثل السوس فى جسد مجتعنا العربى .        
 
العنف ضد الرجل لا يكون فقط من قبل المرأة سواء كانت الأم أو الأخت أو الزوجه أو زوجة الأب فقد يشمل العنف ضد الرجل عنف الرجل للرجل أو عنف الرجل من قبل أولاده و قد يكون الرجل كبير السن و يواجه عنف و اضطهاد من قبل أولاده العاقين
ومن الممكن أن يواجه الرجل عنف في بيئة عمله أو مديره و رئيسه بالعمل او من قبل إمرأه تعمل معه العنف ضد الرجل ليس محصوراً بالعنف من قبل المرأه
وليس محصوراً بالعنف من قبل محارمه و أقاربه فقد يكون العنف خارج نطاق الاسرة و الأقارب

عنف المرأة ضد الرجل له زوايا عديدة و ربما أكثرها عدداً من حيث النوع هو عنف الزوجة لزوجها ويليه عنف الأم على إبنها وعنف زوجة الأب على أولاد زوجها و يظهر هذا العنف بأشكال عديده منها السب والشتم و الإهانه و الإزدراء كما إهانة الكرامه في البيت أو بالأماكن العامه وقد يكون علناً أمام الناس و المجتمع دون حياء و بمحاهرة تامه تصل لأن يسمعها الجيران أو بحضور الأهل و أمام الأصدقاء.  لكنها احيانا تمارس بسريه و تكتم حيث ترى الزوجين بكامل أناقتهم الإجتماعيه أمام الغرباء بينما هم في الواقع يمارسوا العنف في الخفاء و بهذه الحاله يكون وقعها على الزوج الشرقي أقل وطأة كون مجتمعاتنا الشرقيه مجتمعات ذكوريه تستهجن أقل تصرف من المرأة إتجاه الرجل فما بالك بالعنف ضده
لا يقتصر العنف على الألفاظ و الضرب و الحبس و التهديد و الإيذاء الجسدي بل يصل للقتل مروراً  بالمعايرة و التوبيخ و الصراخ و اللعن كما أن هناك نوعاً من العنف تحدث عنه النبي محمد عليه الصلاة و السلام وهو إنكار الزوجه لكل خير بدر من زوجها عند أول خصام فعدم الموضوعيه بالخلاف يجرح احد الاطراف أو الطرفين معاً و يصيب الزوج بخيبة الأمل عندما يُنْكَر له فضله وتعبه و كل ما بذله فالمفترض أن تناقش الزوجه مع زوجها ما يزعجها أو ماتجده من سلوك باطل من قبل زوجها برقيّ و اتزان بعد ذكر حسناته و مناقبه ثم تطلب منه أن يعدل من السلوك المحدد الذي سيجعله أقرب للمثاليه بعينها وعين اولاده و اسرته فالحياة تحتاج لأسلوب للإستمرار بها و للنجاح بأختراق عقباتها و تذليل عواقبها و الأسلوب هو الحنكه و الذكاء و القول الجميل و الأسلوب اللين و إن لم ينفع هذا الأسلوب بعد المحاولات والصبر من الممكن اللجوء الى أسلوب الحده بالموقف من حيث إعطاء بدائل و خيارات و إن لم تنجح بهذا فمن الممكن التواصل مع الجهات المختصه لعلاج مشاكل الأسرة من خبراء و أطباء بعد فشل حلها أسرياً و برأيي الإنفصال و الطلاق أرحم ألف مره من العنف و الأذيه لأي طرف من الأطراف و لكن الإنفصال بالتفاهم بما يجعل الحياه مستمره بشكلها صحيح من حيث وضعية الأبناء و ايضا قضية النفقه.
العنف من قبل الأم هو حالات منتشره ولكننا لا نعيها كوننا لا نجرمها حيث الكثير منا يحلل للأم تعنيف و توبيخ و ضرب أطفالها على عكس الصحيح بأن العنف غير مقبول و إن كان من أعز الحبايب فهم مصدر الأمان فكيف يفقدن أطفالهن الشعور بالأمان النفسي حيث من يلجأوا لها هي مصدر الخوف و الرعب لديهم فمن يكون الحامي و النصير إن كانت الأم مثل (البعبع) فالقصاص التربوي له شروطه و اشكاله المقبوله أما العنف فهو غير مقبول بتاتاً
أما زوجة الأب أو زوج الأم عندما يمارسوا العنف ضد الرجل كونه إبن زوجها أو إبن زوجته فهو أمر شائع في المجتمعات الريفيه و الحضريه بعد الطلاق او موت أحد الابوين و الزواج بآخر أو أخرى و هنا نحن لا نتحدث عن العنف ضد الأطفال كوني ناقشته في موضوع سابق و إنما أناقش العنف ضد الإبن الرجل أي الذي تعدا مرحلة الطفوله الى الشباب و الرجوله و يكون العنف ضد الرجل بهذه الحاله من قبل زوجة أبيه بالضرب و الصراخ و التهديد و حرمانه من التواصل مع أبيه و إثارة الفتن و المشاكل بينه و بين أبيه حتى يغضب عليه طمعاً بالاستحواذ على كامل عطفه و حبه و ماله و حرمان إبنه من هذه الأمور.
العنف ضد الرجل من العامه قد يكون بالعمل أو أماكن الدراسه أو الترفيه أو الطرق العامه وقد يكون مقصوداً منه النوع أي ضد الرجل كرجل و قد يكون عنفاً لا عاما لا يستهدف جنساً معين و يقع به الرجل على سبيل الظرف أو الصدفه
تستخدم المرأة أحياناً أساليب أنثويه ضد الرجل في العمل و الدراسه كالشكاوي الباطله ضده أو إتهامه باطلاً بالتعدي عليها نفسياً أو أخذ حقوقها الماديه أو في نطاق العمل حين تقوم إمرأة بالإدعاء أن رجل تفوق عليها بسبب تحيز الإدارة لجنس الرجال أي الإتهام بالعنصريه رغم كفاءة الرجل و استحقاقه العلاوات و الترقيات كونه أكثر عملا و تعباً و كفاءة منها و طبعاً هذه ليس كل الحالات ففي بعض الحالات المرأة تكون أكثر كفاءة و التزام و استحقاق و إنما نحن نتكلم عن العنف ضد الرجل عندما يمارس بالباطل .
في بعض الدول يعاني الرجل من بعض الظلم إنتصارا للمرأه في حالات الطلاق حيث يجحف القانون بحقوق الزوج كزوج و حقوقه كأب و ربما جاء هذا الظلم النسبي بعد معاناة للمرأة على مدى عصور عانت منها من الظلم و التهميش فكانت ردود الأفعال اللاحقه بالمزايدات في الإنتقام أجد أنها مجحفه بعض الشيء في بعض الحالات رغم أن سببها كان حالات أكثر بكثير من حيث النوع و العدد ضد المرأة و لكن وقع فيها المظلوم بعدما تسبب بها الظالم.

العنف ضد الرجل يحصل بثلاث حالات إما خلل في شخصية المعتدي أو خلل في شخصية المعتدى عليه أو خلل في شخصياتهما معاً
فضعف الرجل أمام إمرأة ظالمه و غير سويه يسهل إعتدائها بالعنف عليه وقد يكون الضعف آت من كبر سنه أو مرضه أو عجزه و قد يأتي من حيث القوامه من الإنفاق فالإنفاق يعزز القوامه في البيت فالرجال قوامون على النساء بما انفقوا وبما فضل الله بعضهم على بعض حسب فهمي للآيه أن القوامه بالبيت ليس فقط لمن ينفق وإنما تكمن لمن فضله الله عن الآخر بصفات أخرى مثل العلم الفهم العقل الادراك فكيف تكون القوامه للرجل إن كان مختل عقليا و زوجته دكتورة مثلا تدرس أجيال في الجامعه فإذا هي من ضمن من فضل الله بعضهم على بعض ومشكلتنا هنا ليست بالقوامه لان القوامه تعني تطبيقها بعدل و إنصاف دون ظلم وعنف و إهدار الحقوق و إنما مشكلتنا بإستخدام القوامه كيفية تطبيقها فمن الممكن ان تلزم القوامه إمرأة بسبب إنفاقها على بيت و تكمنها المادي بينما أخلاقياً و تربويا هي لا تصلح لهذا الدور ومن هنا تبدأ هذه السيده بإستخدام قوتها الماديه لممارسة سوء أخلاقها و سلوكها المنحرف.
أما غي حالات المرض يفقد الرجل قوته و إن كانت إمرأته أو قريباته ليسوا من أصحاب الخلق و الضمير فسيسيئون اليه بالعنف و الضرب و الإضرار و أيضاً الإهمال وعدم الرعايه المطلوبه
وخاصة إن كان الرجل عاقر فكثير من السيدات لا يذلبن الطلاق بل يبقين على ذمة هذا الرجل العاقر و لكن يمضين حياتهن معه بمعايرته و السيطره عليه و أذيته النفسيه وهذا الأمر ضد الأخلاق و الدين و الضمير فإما أن ترضي و تعامليه بما يرضي الله و إما تطلبي الطلاق و تنصرفي بحياتك.
يأتي العنف ضد الرجل أحيانا كرد فعل أو إنتقام فربما كان في شبابه ظالما و قاسيا فيدور الزمان يكبر بالسن و يمرض فتنتقم المرأة منه و ينقلب السحر على الساحر
ومن الممكن ايضا ان لا تنتظر حين يكبر زوجها سنا بل تنتقم حينها بوضع سم بالاكل أو بقتله وهو نائم أو بالدس عليه في عمله ومصالحه وكل هذا انتقاماً لمعاملته السيئه لها سواء كان ضربها او سبها او عدم احترامها او خيانتها وغيرها من المنكرات.
فمن الأمثله على ذلك القصه الشهيرة التي حدثت بأحد الدول العربيه عندما قامت إمرأة بحرق قاعة الإحتفال الخاصه بزفاف زوجها من أخرى و قد ادت لضحايا وخسائر كثيره و هذا العنف تولد عند المرأة لشعورها بالغبن والخيانه و إهانة كرامتها كأمرأة و أنثى و ربما بدافع الحب و الغيرة على زوجها الذي أخذته منها إمرأة أخرى.
ومن الأمثله التي قد نتصورها وهي موجودة بالواقع:-
* إمرأة تضع السم لزوجها بالطعام بعد إكتشافها لخياناته
*إمرأة تقتل زوجها البخيل طمعا بماله الذي حرمها منه بحياته
* بنت تقتل ابيها لانه ضربها ضربا مبرحا او تصرف معها تصرف غير لائق أخلاقيا
*ابن يطرد اباه من المنزل لان زوجته لا تريد اباه معهم في المنزل بعد موت أمه
*زوجة أب تتهم إبن زوجها إتهامات شريرة حتى يقوم والده بالتبري منه لتستحوذ هي على كل شيء
الأمثله كثيره فلكم أن تتخيلوا ما شئتم….
ربما قضية العنف ضد الرجل غريبة و جديدة على مجتمعاتنا كونها غير مطروقه فالجميع يخجل من ان يناقشها فالرجل لا يحب ان يشعر بالضعف او يشعر الناس بضعفه والمرأة عامة لن تدافع عن حقوق الرجل الذي طالما سلبها حقوقها فبقي الرجل معلق بين خجله من هذا الواقع و تخلي المرأة عنه انتقاما لتخليه في مواقع كثيره عن المناداة بحقوقها وانا عندما أعمم اتكلم عن الأغلبيه و انما هناك إستثناءات من الطرفين بالدفاع عن الطرف الآخر و حقوقه و احتياجاته و مساندته.
فلن يحق الحق و لن تتم العداله إلا لو أحببنا لغيرنا ما نحبه لأنفسنا.

كاتبة و ناشطة في مجال حقوق الطفل