9 أبريل، 2024 2:05 م
Search
Close this search box.

العنف المنظم والمبرمج استهدف العراق منذ أكثر من عشر سنوات.. اين العالم؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

إحدى الحقائق الثابتة في الواقع الإنساني منذ نشأت الحياة على الأرض العنف الذي يتسم بالوحشية فظهرت الحاجة إلى خلق قواعد يجب مراعاتها تعمل على مراعاة الاعتبارات الإنسانية . وتشكلت هذه القواعد حتى بلغت في عصرنا الراهن فرع هاما من أفرع القانون الدولي العام هو (القانون الدولي الإنساني) لقد جاء القانون الدولي الإنساني للتعبير عن قيم سامية نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين البشرية بهدف تكريم الإنسان وبلغة قانونية ألزمت الدول والإفراد احترام هذه  القواعد ، . لحماية الإنسان  وكرامته . يلاحظ هنا انطباق قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني كل منهما يكمل الأخر لان الحقوق الأساسية للإنسان كما هي معرفة في القانون الدولي ومدونة في المواثيق الدولية تظل سارية في كل الظروف .
ونخلص من هذا إن هناك هدفا مشتركا بين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان واتفاقيات القانون الدولي الإنساني الغرض منها حماية حقوق الإنسان وحرياته والحفاظ على كرامته ، ولما كان للقانون الإنساني أهداف تسري معظمها خلال الحرب والنزاع المسلح فان مضمون حقوق الإنسان يتفق مع الضمانات الأساسية التي يكفلها القانون الإنساني ، و منظومة حقوق الإنسان تعمل على ضمان حرية الفرد المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضد أي تعسف.. وبذلك يتحقق الهدف المشترك مع القانون الإنساني بضمان كرامة الإنسان من خلال القواعد الدولية المستقرة والمتعارف عليها .
ما يحدث الان في العراق من عنف يتجاوز كل هذه القوانين والأعراف الدولية بل حتى القوانين الداخلية وتعد جرائمه من جرائم الإبادة للجنس البشري تخضع للمسائلة امام المحكمة الجنائية الدولية ، ان دماء أبنائنا تسيل على ارض العراق كالأنهار على ايدي المليشيات والعصابات لا فرق بينها وبين  جرائم ما يسمى داعش ، اكثر من عشر سنوات دم يراق يوميا دون ان يكترث له احد ؟ على صعيد السلطات الثلاث في الدولة ، وكذلك الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية المعنيتان بمراقبة تنفيذ قواعد القوانين الدولية الخاصة بحقوق وكرامة الانسان  .
اما الدول الكبرى والتي تتحرك اساطيلها وجيوشها  في جميع انحاء العالم بسبب جريمة واحدة أصابت مواطنيها وتقتل وتدمر بصواريخها وطائراتها المناطق التي تشك ان مرتكبي الجريمة انطلقوا منها  وتضغط على الأمم لمتحدة باتخاذ اقصى العقوبات بحق هذه الدول ، الغريب ان هذه الدول التي تدعي  رعايتها لحقوق الانسان وكرامته لم تتحرك بخطوات جدية لإنقاذ شعب يباد على مر اكثر من عشر سنوات وكان دم هؤلاء يختلف عن دم أبنائهم ، صمت وسكوت غريب ؟ امام اعينهم داعش الإرهابية تقتل وتمزق شعب وتدمر تأريخه وحضارته ومليشيات تقتل وتخطف وتسرق وتشرد تنفيذا لأجندات خارجية مع هذا لم تتحرك هذه الدول ولا الأمم المتحدة ولا ممثلها في العراق . اما الدول العربية وجامعتها المصونة فمشغولة بخيبة جهودها التي لم تفلح بحل مشكلة واحدة من قضايا هذه الامة المظلومة.  اذن من يحمي هذا الشعب؟ لا الدولة ولا الأمم المتحدة ولا الدول الكبرى ولا مجلس الامن ولا محكمة الجنايات الدولية.؟
شعب يتظاهر في كل محافظات العراق يعلن عن مظلوميته وفضائيات تبنت مطاليب الشعب وتصرخ بوجه الفاسدين وتكشف سرقاتهم وتفضح جرائمهم ويتم الرد عليها بغلق مكاتبها وتهديد العاملين فيها ومطاردة وقتل مراسليها كما يحدث دائما مع الفضائية البغدادية ، واختطاف وقتل محرريها .كما  حدث سابقا وأخيرا مع الفضائية الشرقية  ، وغيرهما من المحطات الوطنية . 
أصبح الامر واضحا الحكومة برئاسة الدكتور حيدر العبادي لا تستطيع تنفيذ الإصلاحات لان اطراف الفساد تتصددا لها وتفشلها كما انها لا تستطيع احتجاز أي فاسد او مجرم من العصابات لأنه محمي من المليشيات التي تمتلك كل الأسلحة الثقيلة والمقرات والعجلات والملابس العسكرية لهذا عمليا قوى الامن عاجزة عن التصدي لهم وهذا ما لاحظه الشعب في كل الازمات اليومية. والحكومة فقدت الفرصة الأولى عندما خرج الشعب مؤيدا لها عن بكرة ابيه.
بل أصبح الامر أكثر وضوحا بعد ان كشرت  دول الجوار انيابها كل يرغب بنهش قطعة من جسد العراق بعد ان اضمحل وأصبح عاجزا عن الدفاع عن نفسه تصدر لنا يوميا سموم الحقد والكراهية والتخلف وعصابات وميليشيات دون وازع من تقاليد الجيرة والأعراف الدولية والإنسانية.
الان لا حل بيد احد الا الشب هو الذي يستطيع تحويل سفينة العراق الى شاطئ الأمان.. والا فالأعداء يبغون مسح سجله؟!
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب