العنف سلوك وفعل أنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية ،صادر من طرف قد يكون فردا اوجماعة أو دولة وموجه ضد الآخرين بهدف إخضاعهم واستغلال القوة غير المتكافئة ..الأمر الذي يتسبب في إحداث إضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة اوطبقة اجتماعية أو دولة أخرى ..وكثيرا ما يصدر العنف عن بعض إفراد السلطة من خلال انتهاك حقوق الإنسان وممارسة أنواع التعذيب المخالف لكل القواعد القانون ،وعلى يد مكلفين بالتنفيذ لا يملكون أي فهم تربوي أو علمي ، وبالتأكيد هم جهلة وفاشلون لأنهم لا يفهمون منطق الحياة ولا فرضية التطور ، لكن هناك أيضا عنف جماعي خطير تقوم به مجموعة بشرية أو ميليشيات بسبب عرقي أو طائفي أو عنصري أو ثقافي أو مادي ضد إفراد ومجموعات، وهذا النوع من العنف سبب الكوارث والويلات لكثير من شعوب العالم ..وقد تكبد وعان شعبنا من العنف أكثر من إي شعب في العالم (( السؤال هنا لماذا العنف يسكن بلادنا)) عدد من المختصين ينسب هذا العنف إلى رواسب المنهج الهمجي الذي مر على تاريخ العراق في بعض الحقب ،وما زال عالق في أذهان وسلوكيات البعض وهم مستمرون بالتعاطي بأسلوب عنف جديد هو أصلا امتداد لمأساة عنف قديم يختلف عن السابق باستخدام الوسائل والطرق الفاعلة بإيذاء البشر ومسخ إنسانيتهم ..إلا أن نضال شعوب العالم ضد العنف والظلم قد حال دون التستر على صانعيه من خلال الرفض والاحتجاج والاستعانة بالمنظمات الدولية الإنسانية إذ استجابت الأمم المتحدة بإصدار قرارات رافضة لكل أساليب العنف، والتمسك بحقوق الإنسان وكرامته ..وهنا لعب الإعلام دورا كبيرا بفضح كل مسببي العنف ..ونعود للسؤال هل فعلا أن بعض الإحداث التي مرت بتاريخنا هي سبب فعلي وامتداد عالق في أذهان وسلوكيات البعض ؟؟؟ نعم هو سبب متأصل في أذهان البعض الذي يعيش في زمان غابر رحل وليس زماننا هذا .. وليس هي قاعدة عامه كي يسري نفاذها ..ومن غير المعقول إن يستمر العنف في بلادنا ونحن في قرن ارتياد الفضاء والتطور العلمي الهائل الساعي لرفاهية الإنسان .. وليس من العدل إن تسيل دماء أبنائنا انهارا على مر الزمن وبلدنا صاحب أقدم الحضارات ….. صح أن العراق مر بفترات عنف دامية وكوارث لم يستقر على امتداد تاريخه ولحد ألان
لكن هل نستنتج بعد هذا إن العنف الذي حل بالعراق ومزق شعبه امتداد لتاريخنا. لوحده فقط ؟.. لا نعتقد إن الأمر مبالغ فيه لاعتبارات عدة أهمها إن الإنسان في هذا الزمن غير الإنسان الذي عاش قبل مئات أو ألاف السنين ….الإنسان يعيش منذ القرن الماضي بسعة الذهن من خلال القفزة الهائلة بالعلوم والتكنولوجيا وما وفرته له من وسائل بحث واطلاع – فهل يعقل إن نجد احد ممن نال العلم والمعرفة يقوم بتنفيذ إعمال لها صلة بالجريمة والعنف والإرهاب بنفسه .. لا أبدا إلا الشواذ ..علينا إن نتمعن أكثر، أن نعرف لمصلحة من تأجيج العنف بين شعب مسالم وموحد.. وعلينا إن نبحث عن المنفذ ومن وراءه المحرض سنجد أن هناك جهات أجنبية أنفقت ملايين الدولارات وبمعرفة المحتل وتجار الجريمة من اجل إشعال نار الفتنة والثار بوسائل عنف مختلفة هيئتها لأناس سذج بسطاء من ذوي الحاجة أغرتهم بالمادة .. وأشخاص آخرون لا يملكون الشرف والوطنية ممن امتهن العنف والإجرام دون ضمير… .يقتل ويذبح لقاء اجر لا يفهم غيره ****** .متى نعمل سويتا لإبعاد العنف عنا ، وصنع الأمان والاستقرار والازدهار لبلدنا .
نعرض بعض المقترحات عسى إن تساهم بإزالة العنف :-
1- الاستعانة بعلماء النفس –لأنهم الأفضل في المعالجة .
2معالجة العوامل الاقتصادية كالفقر والبطالة
3- معالجة غياب العدالة والقانون
4- معالجة العوامل السياسية والثقافية
5 – السعي لتحسين التربية في المحيط الدراسي والعائلي
6- والاهم إن نقطع دابر التدخل الأجنبي بعد رحيل الاحتلال وكذلك خطر تدخل دول الجوار وإنهاء دور الميليشيات ..وتعزيز عمل المؤسسات والقطاع المدني.
[email protected]