انصر أخاك تعبير نردده ولانعرف معناه او مقصده وكم من جرائم ترتكب تحت هذا العنوان ، والعنف الدينى يخرج من تحت هذا العنوان ليرتع فى المجتمع ، وكلما اقتربت السياسة من الدين نجد الجرائم والدسائس والمكائد والمؤمرات تحاك فى الظلام ، فلم يكن مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وخيلفة المسلمين عثمان ابن عفان ، والإمام على بن أبى طالب ابن عم النبى و زوج الزهراء إلا نتيجة للعنف الدينى فهم اكبر مثال ونتاج فج لهذا العنف
كما صلب المسيح سواء صلب أو مُثّلَ له فالأمر سيان من حيث مبدأ محاولة العنف بتنفيذها أو برفع الظلم من الله .
العنف الدينى هو أخطر أنواع العنف على الإطلاق لأن نتائجه تدمير المجتمع بخلق صراع دائم بين أبناءه على أساس دينى وإغراق الجميع فى حمام من الدم وهذا لايقتصر على الصراع بين مسلمين فيما بينهم أو مسلمين ومسحيين أو مسيحين و يهود أو يهود ومسلمين او ملحدين و وثنيين او لا دينيين بل يشمل أديان أخرى عديدة ولايقتصر على مجتمعنا العربى فقط أو الدول الإسلامية بل يوجد فى العالم من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه والعنف الدينى اخطر مافيه أنه ساحة خصبة للإرهاب يحقق من خلالها مآربه وأهدافه .
فهو السبيل والمتنفس للتعبيرعن احتقان مجتمعى بين أفراد المجتمع الواحد على اساس دياناته بكافة السبل من تحريض وزرع بذور الفتنة واستغلال الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية لفناء المجتمع.
سؤال يتبادر دايما على أذهان الكثيرين وهو هل الدين اصله قائم على العنف ؟ او بمعنى آخر هل الدين يدعوا للعنف ؟ أو هل العنف هو بداية وقاعدة للدين ؟ هل العنف من موجباته ؟ أو الدين طبيعته هى العنف ؟
أعتقد أن كل هذه الأسئلة إجابتها جميعا بالنفى لأن كافة الأديان السماوية تدعو للتسامج والحب فالدين كما فى الإنجيل محبة ، والإسلام يدعو لحرية العقيدة والإعتراف بكافة الأديان السماوية والتعايش معها فى سلام بعيدا عن التطرف والعنف فالإسلام لم يتنشر بحد السيف كما ردد بعض الغربيون ، والتوراة تدعوا ايضا للتسامح والمودة بين الجميع . حتى الديانات الوضعيه والأرضيه كذلك كونفوشيوس وغيره كلهم دعاة سلام ومحبه وخير ولكن كل هذه الإجابات اختلفت كثيرا لدى البعض بعد الأحداث التى حدثت فى سبتمر 2001 عندما فجر برج التجارة العالمى واتهم بها بعض الإسلاميين المتطرفين وظهرت فى العالم كلمة جديدة بدأت تتردد وهى التطرف الدينى الذى يدعو للعنف واستخدام السلاح والقتل ودعوات الدم من اجل نشر الأفكار المتطرفة والهدامة من قلة لاتعرف معنى الدين ، بل جاءت تصرفاتها عكس ما أراد الدين ومادعت إليه الديانات السماوية جميعا وكان المتهم الأول فى كل الأحداث العنف الدموية فى العالم هو الدين ، بسبب بعض التصرفات الحمقاء من بعض التيارات الأصولية سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية وبدت موجة جديدة من إرهاب جديد مرتديا عباءة الدين ليخفى خلفه وحش كاسر مدمر هدفه تكميم الأفواه وإزهاق الأرواح ، وجريان أنهار وبحور الدم . ضحاياه وصلت على مستوى العالم بالملايين ، لم يقتصر على الأديان السماوية فقط بل إمتد لكافة الأديان جميعا بأفكار متطرفة لاتناسب الجنس البشرى ولكن مع ألأسف أفكار الحيوانات فى الغابات وصراعها الدائم مع بعضها بل الحيوانات ارحم و أرأف بدليل تداول الكثير من الصور والفيديوهات للحيوانات وخاصة المفترسه تتراحم فيما بينها ولن انسى منظر النمر الذي عطف على القرد و رباه عندما قتل امه . فأصبح البشر أقسى من كل شيء كما أنه انتشرت الجماعات الدينية وألأصولية كما تنتشر النار فى الهشيم . لتحرق وتقتل الحياة فى كل شىء . مستخدمة الدين كغطاء لأهداف خبيثة وتشويه للدين وفى النهاية ستكون سببا فى فناء الجنس البشرى بأسره . والعنف يمثل لهذه الجماعات المتطرفة الهواء الذى تتنفسه لتعيش فهو مصدر السلطه والمال و الأهميه. بإنتهائه ستنتهى حياة هذه الجماعات والتطرف بكافة صوره . وهذه الجماعات توظف الدين باحكامه ومفاهيمه لتبريرالعنف الذى تمارسه . وما الإرهاب إلا صورة مقربة لأفكارهؤلاء المتطرفون . ودائما نسمع من هذه الجماعات فكرة القربان وأن الدماء التى تسال والضحايا التى تموت ماهى إلا قرابين نقدمها تقربا لله زلفا . وهو مايمثل ويشكل نظرية المؤامرة ، لتشغيل طاحونة الدم ليطحن فيها الجميع بافكار شاذة مرفوضة . والحجة دائما لدى هذه الجماعات الأصولية المتطرفة أن هدفهم الدين ونشره ، والدين منهم براء . ودون إحترام لحرية الآخر وأفكاره ورغباته ومعتقداته .
وفى رأيى الدين ليس عنيفا ولكن العنف ممكن يكون دينيا بمعنى أن العنف هو العنصر الدخيل على الدين باستخدامه للتفرقة بين الإنسان وآخر على اساس ديانته ومعتقده الدينى ومايؤمن به بالتدخل فيما يعتقد ومايجب أن يكون عليه رغم أن كافة الأديان وخاصة الإسلام (لكم دينكم ولي دين) يدعوا لحرية العقيدة لكل انسان ايا كان جنسه أو جنسيته لكن دعاة العنف والفرقة دائما يرتدون عباءة الدين ليؤججوا المشاعر بين اصحاب الأديان المختلفة بأفكارهم المتطرفة المتعصبة ، والتبشير بالجنة لهؤلاء و النار لهؤلاء رغم أن الدين براء من أفعالهم وأفكارهم ومايريده من تدمير لكل ماهو جميل وتمزيق المجتمع واوصاله وإغراقه فى حمامات الدم .
من ولاكم على من قال ارسلكم عليهم من سمح لكم التحدث نيابة عن الله كما قد يقال والعياذ بالله من سمح لكم أن تقرروا نيابة عنه جل جلاله و تنزه عن هذا التشبيه .
من الذي يقرر الصح من الغلط الظلال من النور الحق من الباطل هل انتم؟!
هل مفاتيح الجنه بأيديكم هذا يدخل وهذا يرحل وتقصوا هذا و تقرروا لهذا الدخول !؟
عجيب أمركم وكأنكم بواب للجنه والنار والعياذ بالله من ان يكون أحد غير الله هذا.
تعاظمت وكثرت فى الأونة لأخيرة
هذه الجماعت المتطرفة التى تستخدم الدين ستارا لأفكارها وأهدافها وانتشرت فى كافة أرجاء المعمورة وكلها فى رأيى مرتبطة ببعضها البعض سواء فى الفكر أو ألأسلوب او الهدف أو أنها يمكن أن تشكل كيان واحد وروح واحدة وبعضهم يستغل الابرياء والجهلاء و يغسلون ادمغتهم فيتبعونهم على العماء . ولاننسى أنه يوجد حروب حدثت على مدار التاريخ وسببها وستارها هو الدين مثل الحروب الصليبية التى حدثت ضد الإسلام والعالم الإسلامى ، وكذلك حرب التتر، وأعتقد أن إسرائيل ماهى إلا أمتداد لهذه الحروب وهدفها أيضا ديني كما انها دوله قائمه على الدين و من قبل جمعات ذات أفكار متطرفة أسست لهذه العداوات والعنف الدينى . وماحدث من حروب دينية فى لبنان وتشاد والنيجر وغيرها من الدول . ولاننسى وسط ذلك تنظيم القاعدة والدورالذى لعبته فى نشرالعنف الدينى بكافة صوره .
التطرف الدينى هو مرادف العنف الدينى فى الحقيقة وقد أصبحت ظاهرة عالمية تستحق الوقوف أمامها وتحليلها ووضع الحلول لوقفها والقضاء عليها . وبداية يجب أن نعترف أن وراء العنف الدينى جماعات دينية متطرفة أو دول أصحاب مصالح تختفى وراء هذه الجماعات تعيش فى حالة من العداوة مع المجتمعات الدينية مستخدمة الدين عباءة تختفى ورائه . ويجب أن نعرف امرا طريفا أن المناطق الوحيدة فى العالم التى لاتعانى من العنف الدينى هى الأمريكتين وأكثر مناطق العنف الدينى والتطرف فى العالم فى منطقة الشرق الأوسط ودول شرق آسيا وبصفة خاصة الدول العربية وشمال افريقيا وخاصة مصر ولبنان وليبيا والعراق وكذلك الهند والصين وأندونسيا وبورما وباكستان والبوسنة والهرسك ولم يسثتنى أى ديانة سماوية من هذا العنف الدينى فشمل المسلمين والمسيحيون واليهود وخاصة خلال السنوات الأخيرة . أما صربيا ورومانيا وقبرص قد شهدت أنخفاض كبير فى اعمال العنف الدينى . ومن خلال أستعراض العنف الدينى فى عدد من الدول مؤكد سوف نعرف الأسباب الحقيقية للعنف الدينى لوضع الحلول وطرق المعالجة لظاهرة تجتاح العالم :-
– مصر من الدول التى تعانى من العنف الدينى على مدار التاريخ بصفة خاصة خلال الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير ووصول الإخوان للحكم وماتلاه من عزل محمد مرسى والتى تخللها عنف دينى كرد متبادل بين الثلاث جهات تجاه ألأحداث السياسية ومايحدث داخل المجتمع المصرى مما جعل المسيحيون بها يدفعن جزء كبير من هذا الثمن وأسباب ذلك عديدة منها :- موقف ألأقباط السياسى الرافض للحكم على أساس دينى في دولة بها تعدد ديانات وتأييدهم للحكم المدنى ، وماحدث من أحداث بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن شاهد على ذلك العنف الدينى من حوادث مستمرة وبصفة خاصة ماحدث من أحداث ماسبيروا وماتلاها من حوادث خلال الفترة من 29 يوليو وحتى 3 أغسطس 2012 والتى رصد خلالها أكثر من 50 حادث ضد ألأقباط فى مناطق عديدة من صعيد مصر مثل قرية ديرمواس ودلجا وملوى بالمنيا ونجح حماد وأسيوط وسوهاج وبورسعيد وشمال سيناء وتعددت صور العنف الدينى بين إعتداء على المسيحيين وإعتداء على ممتلكاتهم من حرق البيوت والسيارات والإستيلاء على الممتلكات وحرق دور العبادة من كنائس وأديرة والتى أشارت معظم وسائل الإعلام أن القصد منها عنف ديني بشكل او بآخر .
– وأندونسيا من الدول التى يوجد بها عنف دينى ضد المسلمين والمسيحيين على حد سواء فقد رصد أكثر من 225 حالة عنف دينى بمعظم محافظات اندونسيا عام 2013 بزيادة كبيرة عن عام 2012 رغم الجهود المبذولة من جانب جهات عديدة هناك للتعريف والتوعية بالديمقراطية وحرية العقيدة الدينية ، والدعوة لإزالة العنف الدينى بالقضاء على اسبابه وخاصة فى ظل التنوع الثقافى والدينى بين الشعب الأندونيسى ، حيث أكد الجميع على أهمية دور مؤسسات الدولة فى اتخاذ إجراءات حازمة وقوية لمواجهة المجموعات المتطرفة وحماية الأقليات الضعيفة سواء من المسحيين أو الشيعة هناك فالعنف الدينى يعتبر مشكلة صعبة فى أندونسيا ، وقد خرجت مظاهرات من كافة المجموعات الدينية المختلفة هناك لتعلن رفضها للعنف الدينى فى دعوة عامة للتسامح الدينى بين أبناء المجتمع الواحد وإحترام حريات الأخرين وحقوقهم . وفى محاولة للتعامل مع العنف الدينى كظاهرةٌ عامة باندونسيا نظمت الحكومة يوم أطلق عليه يوم الوئام الدينى يتم الإحتفال به سنويا من خلال مسيرات شعبية ولقاءات ثقافية فى أنحاء اندونسيا علما أن اندونسيا تعتبر ذات أغلبية إسلامية يصل المسلمين بها لأكثرمن 80%من السكان .
– وتونس بدأ يجتاحها العنف الدينى المرتبط بالسياسة منذ اندلاع الثورة التونسية عام2011 وبدأت تتكون جماعات ذات مرجعيات دينية بالتواجد على الأرض وفى المشهد التونسى وظهرت عبر وسائل الإعلام بعد الإنتخابات الأخيرة من خلال عمليات عنف ممنهجة ضد خصومهم دينيا ، فهذه المجموعات تفرض ماتسميه الشرعية من وجهة نظرها بالعنف والقوة لتأديب من ينتقدها أو يقف أمامها أو يعارضها وأكبر دليل على فكرهم المتطرف مااعلنته حركة النهضة التونسية أن مايحدث فى مصر وتونس وتشبيهه بغزوة بدر التى انتصر فيها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” على كفار قريش . ولكن الحقيقة تبرز أن استخدام العنف ماهو إلا برهان على العجز والضعف السياسى وعدم وعى ومعرفة وتخبط .
– وبورما عانت العنف الدينى فى أبشع صوره على الإطلاق وهو حوادث العنف بين البوذيين والمسلمين فى بورما والذى وصفه البعض بأكبر مأساة إنسانية يتعرض لها المسلمين فى بورما، حيث تعرضت الأقلية الروهينجا الإسلامية لأعمال عنف وإبادة جماعية ، يعيش 800 ألف منهم فى ولاية راخين تعتبرهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات بالعالم تعرضا للعنف والإضطهاد الدينى بصورة مطلقة فى العصر الحديث.
– ودولة أفريقيا الوسطى شهدت أعمال عنف دينى متصاعدة خلال عام 2012 ارتكبها المسيحييون والمسلمون ضد بعضهم وخاصة فى ظل أنعدام القانون والأمن وعدم توقيع العقوبات على المحرضين والمشاركين فى أعمال العنف والقتل مما أوجد كارثة إنسانية لايمكن تصورها وزاد الأمر سوء مع تدخل قوات المتمردين فى افريقيا الوسطى والمرتزقة من الدول المجاورة وكذلك هروب بعض السجناء ومشاركتهم فى الصراع الدائر بين الجانبين ومناصرة طرف ضد آخر لأهداف خاصة بكل منهما ولم يقتصرعلى ذلك مما يدل على مدى بذور الكراهية التى تم زرعها هناك بالإضافة لتفكك الحادث بالقوات الرسمية بالبلاد سواء شرطة أو جيش مما جعل سكان البلاد ومعظمهم من المسيحيين لتكوين قوات للدفاع عن نفسهم وممارسة العنف ضد المسلمين بالبلاد وخاصة فى القرى الواقعة بالشمال ، وقد بلغ عدد اللاجئين بسبب الصراع الدائر بالبلاد حوالى ربعمائة ألف شخص تم تشريدهم بالغابات والأحراش فى ظل ظروف معيشية صعبة من مياه غير نظيفة وقلة الطعام وندرته وعدم وجود قوافل الإغاثة الدولية لصعوبة عملها بالمنطقة . وقد حاوت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المساعدة فى تخفيف الصراع ووقف العنف و القتل بمعاونة منظمات المجتمع المدنى فى الدول المجاورة ولكن بائت كافة المحاولات بالفشل ولم تنجح فى تحقيق النتيجة المبتغاه من عملها . مما أوصل البلاد إلى درجة من السوء لايمكن تصورها وبدون مبالغة خوف من عمليات الإبادة الجماعية بسبب الإنقسام والعنف بين الجانبين المسيحييون والمسلمون رغم أنهم أبناء وطن واحد . والذى جعل الجميع من كلا الطرفين لترك منازلهم والأطفال مدراسهم والرجال والنساء لترك عملهم وممتلكاتهم للنجاة بارواحهم ، مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يخشى من جراء العنف الدينى فى أفريقيا الوسطى أن يؤدى لتقسيم البلاد
– الهند من الدول التى تعانى من العنف الدينى حيث تعرضت أحياء إسلامية فى مدينة أحمد آباد لهجمات من بعض المتشددين من الهندوس بأن حرقوا أكثر من 200 مسلم أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن وإصابة أعداد كبيرة من المسلمين وهذه الهجمات هى رد فعل لقيام مجموعة من المسلمين بقتل أكثر من 50 شخص من الهندوس أثناء قيامهم ببناء معبد لآلهتهم مكان أحد المساجد بالبلدة ، وتعتبر هذه الأحداث ضمن أحداث عديدة تتعرض لها الهند من أسوء أحداث العنف الدينى . وهنا تظهر مسئولية الحكومة الهندية وتقصيرها تجاه الأحداث الجارية من عنف دينى بين المسلمين والمتشددين الهندوس وسبب أستمرار الأحداث هى الخلط بين الدين والسياسة مما يؤدى لموجات من العنف والحل الوحيد فى رأيى هو تطبيق القوانين وإحترام حق الهنود بكافة أديانهم فى وطن واحد لهم جميعا . ولابد تمكين كلا الطرفين من العيش فى سلام ووئد أسباب العنف من البداية والسيطرة عليها . وكانت بداية أحداث العنف الدينى بين الهندوس والمسلمين فى الهند عام 2002 عندما قتل مسلحون 166 شخصا فى هجوم بمدينة بومباى وتشريد الآلاف . وقد وجد إزاء قصر تصرفات الحكومة الهندية أن قامت الأمم المتحدة بتحذير الحكومة من التحيز ضد المسلمين الأقلية لصالح الأغلبية من الهندوس المتشددين . والهند عبر تاريخها الطويل الممتد تعانى من توترات بين الأغلبية من الهندوس والأقلية المسلمة والتى تتطور كل فترة لأعمال عنف دينى وبحور من الدم . وتشهد أيضا الهند عدد سكانها يصل مليارنسمة منهم حوالى 2% مسيحيون يتعرضون لأعمال عنف منذ فترة طويلة مما أدى لمقتل العشرات منهم وحرق كنائسهم ايضا . كما يوجد مواجهات وصراعات وبحور من الدم بين الهندوس والمسلمين فى ولاية جوجارات الهندية .
أما نجيريا من الدول الأفريقية التى تتعرض للعنف الدينى فى ظل وجود جماعات متطرفة وأشهرها جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة والتى لها مجلس شورى يتكون من 18 عضو تسعى لإسقاط النظام العلمانى فى نيجيريا التى تنتشر فى كثير من المدن والقرى النيجيرية وأمتد نشاطها لبعض الدول المجاورة وقد قامت هذه الجماعة بعمليات عنف ضد الحكومة فى نيجيريا وخاصة فى شمال البلاد وخاصة عملياتها المسلحة ضد رجال الشرطة والجنود وحراس السجون والدفاع المدنى والمسيحيون فى البلاد . والبداية المعروفة لهذه الجماعة كان عام 2002 كانت جماعه غير عنيفة وبعد ذلك لجأت للعنف كأسلوب لفرض إرادتها وظهرت الجماعة تحت أسماء أخرى متعددة منها المهاجرون والبوسفية وطالبان نيجيريا وبوكو حرام وحماة أهل السنة للدعوة والجهاد . وهذه الجماعة تعتبر الغير اعضاء فيها كفار ومفسدين ويحرمون بعض المنتجات الغربية . رغم أستخدامهم للتكنولوجية الغربية مثل المحمول والسيارات والأسلحة الغربية . وجماعة بوكو حرام تجذب إلى عضويتها اعداد كبيرة من كافة المناطق النيجيرية ولها أعضاء فى النيجر وتشاد والسودان منتمين لها ، وقد نتج عن عنف هذه الجماعات هروب الإستثمارات ألأجنبية والمحلية لخارج البلاد والهجرة القسرية لبعض السكان من منطقة لآخرى داخل البلاد وتدمير متعمد للمتلكات وترميل النساء وقتل الشيوخ وألأطفال ونساء بصورة جماعية . وشكل نشاط هذه الجماعة نوع من التمرد داخل البلاد وبدأت تتعامل معه النظام الحاكم على أنه تمرد مسلح . وسعت الحكومة في إيجاد حل سياسى لتمرد هذه الجماعة . مع إستخدام عصاة الأمن فى القمع بشكل حازم متشدد للقضاء على نشاط جماعة بوكو حرام بدلا من إيجاد حلول للمظالم وحل مشكلة البطالة ورفع مستوى المعيشى للطبقات الدنيا من أبناء الوطن . وقد تعرض أسلوب الحكومة النيجيرية لنقد سواء من سياسيين داخل البلاد أو معارضين للنظام بالخارج أومنظمات ودول أجنبية أخرى لها مصالح بنيجيريا.
– وليبيا من الدول التى تعانى أيضا من العنف الدينى والذى ظهر فيها خلال الفترة الأخيرة وعرف عبر وسائل الإعلام من قيام مجموعات مسلحة بإستهداف المسيحيون وقتلهم والتمثيل بهم لمجرد أنهم مسيحيون وهو الحادث الذى تعرض له عدد من المسيحيون ألأقباط وقد أعلن البعض أنها جماعات أصولية إسلامية وأنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين . والخشية من زيادة هذه الحوادث وخاصة مع عدم وجود حكومة قوية ونظام سياسى بعد مقتل القذافى داخل البلاد مما يؤدى إلى زيادة أعداد هذه الجماعات وإنتشارها فى ربوع البلاد .
وقد عقدت مؤتمرات دولية للتحذير من العنف الدينى ومخاطره وما يترتب عليه من إهدار الحريات وحقوق الإنسان التى أقرتها كافة المواثيق الدولية . وخاصة حرية الرأى والعقيدة الدينيه لكل إنسان ، وقد عبر جميع المشاركين بهذه المؤتمرات عن قلقهم البالغ ممايحدث بمنطقة الشرق الأوسط ودول الربيع العربى سواء مصر وليبيا وتونس ، وكذلك سوريا وما يتعرضه له شعوبه من عنف دينى مطالبين المجتمع الدولى بوقفه ومواجهة عمليات القتل الممنهج القائم على أساس ديانة الضحايا وترويغ الآلاف وتهجيرهم قسرا والتصدى للإرهاب الاعمى الذى لاوطن له.
اسباب العنف الدينى يمكن إجمالها فى :
1- التملك والتي منها تتفرع غرائز اخرى كثيرة غير صحية ، حينما يكون اي تملك تملكا غيرمشروع ، يقوم بتحريف الدين ، او المذهب ، والدخول إلى عمليات جدلية غير حقيقية منافية للواقع وصولا للحصول على ما لايستحقه ، أو أستخدامه بشكل تعسفى لتحقيق مصالح ذاتية بصورة أنانية مع إبعاد ألآخر وعدم إعطائه الحق فى ممارسة حقوقه او تحقيق رغباته بنوع من التميز عليه والتقليل من قدراته والحط منها وابتزازه وأتهامه بأشياء ليست فيه لسلب مايمكلك من حقوق سواء مادية أو معنوية .
2- البطالة من الأسباب الرئيسية للعنف الدينى حينما لايجد الشباب العمل المناسب فيوجد لديهم فراغ كبير مما يكون فرصة لبعض الجماعات الدينية أن تبث سمومها فى عقول هؤلاء الشباب بافكار ومعلومات دينية مغلوطة لتجنيدهم ليكونوا أدوات تستخدم فى الفتنة ونشر العنف الدينى .
2- الفهم الخاطىء للدين من بعض الجماعات الدينية بمعلومات مغلوطة ، والمصاحبة للتطرف الفكرى فى التعامل مع الآخر والرؤية القاصرة لتعاليم الدين وأحكامه .
3- التعصب ألأعمى من جانب بعض الجماعات وأفكارهم الهدامة بزرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
4- إصدار الأحكام المطلقة والمسبقة على الآخرين بدون مناقشة وحوار بين كافة الأطراف . قال تعالى : ” فذكر غنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ” ، ” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” .
5- عدم الإنفتاح على الأفكاروالثقافات الأخرى لمعرفتها والتعامل معها ورفض أفكار وثقافة الغير بدون وعى وفهم لها يدفع للعنف بصورة أو بأخرى .
6- ارتباط العنف الدينى بالإرهاب حيث يستخدم ألإرهاب العنف الدينى وسيلة لتحقيق أهدافه .
7- استخدام مخابرات بعض الدول المختلفة للعنف الدينى كسلاح للضغط على الدولة لتنفيذ مخططاتها بالتواصل مع الجماعات الدينية مما يولد العنف الدينى .
8- استغلال القوى الخارجية الأجنبية للعنف الدينى فى المجتمعات الأخرى للسيطرةعلى مقدرات الدولة وقراراتها السياسية والإقتصادية وتحالفاتها.
9- تجار السلاح المشجعين للعنف الدينى من أجل رواج تجارتهم غير المشروعة سواء كانت دول أو مجموعة إجرامية .
9- تقاعس الدولة عن القيام بدورها فى حماية الأقليات قد يكون بشكل عمدى أو غيرعمدى بسبب الظروف الأمنية داخل البلاد والذى قد يكون بسبب الثورات أو الصراع على السلطة كما فى ليبيا أو مصر .
10- عدم تطبيق القوانين بشكل حازم وصارم على الجميع بدون أستثناء. وعدم تحقيق العدالة للوصول للمحرضين أيا كانوا انتمائاتهم وميولهم الساسية ومعاقبتهم.
11- غياب دور المؤسسات الحكومية والمدنية الخاصة فى معالجة أسباب الظاهرة وعدم التدخل السريع لتقليل حالة الإحتقان الموجودة بالمجتمع . مع غياب دور رجال الدين سواء من الأقباط أو المسلمين لوئد الفتنة فى مهدها .
علاج العنف فيكمن في إصلاح البيئة الاجتماعية ـ السياسية المسؤولة عن العنف بشكل رئيسي . وبصفة خاصة البيئة الاجتماعية التى لها القدرة على اصلاح نفسها بنفسها ، بناء على تركيبة الانسان الذاتية ، وذلك اذا توفرت عناصر اساسية مهمة وهي :
1- الجهاد والنضال الانساني بالطرق المناسبة للتحرر من استعباد الدول العظمة القوية عسكريا وإقتصاديا ، حتى تيا س هذه الدول مما تقوم به من قتل الناس ونشر الفوضى الخلاقة فى الدول الضعيفة لتحقيق مصالحها .
2–العامل الانثروبولوجي الذي يقول: ان الانسان، مهما كان شريرا لا يتحمل ضميره الا قدرا معينا من القتل والتدمير الذي يحصل على يده.
3–اسهامات المفكرين ورجال دين الصادقين مع ايمانهم ومع ربهم ومصلحين في فضح تعسف ولا انسانية الوضع الذي تسببه الوحشية الرأسمالية المدافعة عن وجودها وهيمنتها.
4- إحترام البشر بغض النظر عن معتقداتهم الدينية .
5- إيجاد بيئة للحوار السلمي والشامل للجميع وإعترافاً بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان والطوائف وأقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5 (2010) الذي أشار إلى أن التفاهم المشترك والحوار بين الأديان يشكلان بعدين مهمين لثقافة السلام وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان كطريقة لتعزيز الإنسجام بين كل الناس بغض النظر عن إنتماؤهم الديني. وكانت أنشطة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هي مؤشر واضح على أن المصالحة تتطلب تعزيز السلام والتسامح والانفتاح. وبصرف النظر عن المخاوف السياسية ، فأنه ليس من المستغرب ان يكون الإرهاب في المرتبة الأولى من بين أبرز التحديات الأخرى . ويمكن للمؤسسات الدينية ، وبشكل أخص التضامن بين الأديان ان تلعب دورا رئيسيا في مكافحة الإرهاب وبناء السلام . أبرزت الخطابات المختلفة من الزعماء الدينيين أيضا ضرورة كسرالهوه بين المكونات الاجتماعية المختلفة ، والاعتقاد في التعددية الفكرية والسياسية والدينية ورفض كل أشكال العنف والأيديولوجيات المتطرفة.
-6 تعزيز الحوار بين الأديان على المستويات الوطنية والإقليمية ، والقيام بمزيد من التعاون مع الزعماء الدينيين بغية وضع خطة عمل من شأنها أن تشمل البرامج والمشاريع التي تشجع التعاون بين الأديان وتعزيز الجهود على التعايش السلمي.
وفى النهاية أرى أنه لابد من الحوار والبعد عن العنصرية والسلوكيات التى تؤدى للعنف الديني والتحريض على الكراهية ضد بعض الأقليات الدينية فى داخل مجتمع الدولة الواحدة .
وان كان بعضها أكثريه ويعاني من اضطهاد الاقليه وانا هنا ليس لدي مشكله بالاقليه او الاغلبيه لأن الظلم ظلمات ليس بناء على العدد او التمثيل السياسي او الاغلبيه البرلمانيه او من حيث عدد المواطنين بشكل عام فمن قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا
العنف الديني يأتي بصور كثيرة ابتداء من النظرة السلبيه او نظرة شخص لشخص آخر نظرة دونيه بسبب دينه او عزلته في مجتمعه بناء على معتقده الديني
يكون العنف الديني أحيانا من الأفراد و أحيانا من السلطات وأحيانا من الحاكم على المحكوم أو العكس من المواطن على الحاكم فيحكمون على الناس من خلال دياناتهم وليس كفاءاتهم وهذه البدايه الحقيقه للعنف الجسدي
حيث يبدأ العنف بالفكر والعقل و المعتقدات ومن ثم يبدأ بالتنفيذ على ارض الواقع اولا بالتجنب للشخص المخالف و عزله وعدم مشاركته حياته الاجتماعيه وافراحه واتراحه الى اخره من هذه الامور الى أن يبدأ المجتمع بمؤسساته رفض ذاك الشخص او تلك الفئه بالوظائف الحكوميه و الخاصه ايضا ولن يجد عمل الا لو كان صاحب اموال بحيث يفتح هو مصلحه خاصه
وينتقل الأمر للسب و التجريح و العنف اللفظي و العدواني من حيث الفكر و الاعتقاد الذي ينعكس على الكلام و ينتقل الى مرحلة الخطر في العنف الجسدي الذي يتشكل باشكال عديده من ضرب و قتل وتعذيب و سجن وتوقيف و تشويه
كما يكون العنف الديني ايضا بمنع ممارسة الطقوس الدينيه لكل شخص (فكل انسان له حرية الممارسه لشعائره الدينيه مهما كانت) ان لم يكن بها شغب او تأثيرات أمنيه على البلد و الاهم ان لا يكون خلفها احزاب سياسيه متستره بالدين فإن خلا الامر من هذا فلكل حريته في ممارسة طقوسه
كما يظهر العنف الديني اعلاميا على المحطات الفضائيه والمواقع الالكترونيه و الجرائد و المجلات التي تحرض فئة على فئة اخرى
تشوه سمعة فئه و تختلق الاكاذيب و الاقاويل لتشويه دين معين فمن يقرأ وهو جاهل سيصدق ما يقال من خزعبلات ضد دين ما و سيتسبب بحقد و كراهيه الناس لهذا الدين ظلما و بهتانا ومن ثم سيبدأ معتنقي هذا الدين بالمعاناة معاناة تفسير نفسهم وتبرير ما اتهموا به ومن ثم مواجهة حقد وكره الناس لهم ومن ثم العزله في وطنهم وهذا خطر كبير يؤدي لاحساس فئة ما بالظلم وهذا الظلم سيولد رد فعل يبدأ بتكتل اساسه الدين ومن ثم يتحول لتكتل له تحركات سياسيه ابتداء بالمطالبه بحقوقهم المسلوبه ومن الممكن ان يتحول لخطر يهدد كيان الدوله
ومن هنا نستننج ان العداله و الاحتواء للجميع بالمواطنه بناء على الوطنيه وليس الدين سيضمن الامن والسلام للدوله وكيانها والعكس صحيح
كما يكمن العنف الديني في الدوله بإختيار المناصب بناء على الدين كأن يحرم مواطن كفوء من وظيفة حساسه كون القانون لا يسمح بتنصيبه مثلا بالجيش او وزير او اي موقع هام ومن هنا تكون العنصريه الدينيه بأسخف مظاهرها
ويكمن العنف الديني بصور عديده منها الزواج بحيث يرفض الأهل او العشيره التزاوج بين طائفتين من نفس الدين احيانا لكن بطوائف مختلفه مثل كاثوليك اورثوذكس بوتوستانت ،شيعي سني وغيرها من الامثله
ويظهر العنف الديني ايضا بإزدراء الاشخاص بناء على لباسهم الذي يمثل دينهم مثل العنف الديني الذي تواجهه المسلمات في بعض البلدان بلبس الحجاب وهو حرية شخصيه فلا يجدر بأحد ان ينتقد من تلبس الحجاب ان كنا في بلادنا لا ننتقد سيخي يلبس لباسه الديني مثلا او يطيل شعره ليصل لامتار فكل شخص حر بمظهره طالما لم يخدش الحياء العام
او التطاول على الرهبان والراهبات الفاضلات و النظرات المستعجبه واحيانا تأخير المعاملات او رفضها فقط بناء على ما ظهر من ملابس تدل على الديانه ..يا لسوء اخلاق من يفعل هذا مع أي كان
و يتمثل العنف الديني ايضا بالتشكيك بالوطنيه بناء على الدين متناسين ان الدين لله والوطن للجميع
وهناك صورا كثيره للعنف الديني تتمثل في اشكال عديده يشمئز منها كل صاحب خلق وكل مثقف وكل من يحمل معاني الانسانيه
كلمه اخيره اقولها في هذا الموضوع انه يجب على الدول اعادة النظر في الخطاب الديني الذي يصدر من منابر بيوت الدين ومن خلف كل متحدث وما مضمون حديثه فليس كل من وقف على منبر كفوء بأن يسمع منه
يجب ان يكون هناك رقابه لكن رقابه غير عنصريه بل هدفها محاربة العنصريه الدينيه التي ستؤدي لخراب الديار.