23 ديسمبر، 2024 12:27 ص

العنصرية الفارسية تكشف أكذوبة الجمهورية الإسلامية

العنصرية الفارسية تكشف أكذوبة الجمهورية الإسلامية

لقد أثبتت السياسة الداخلية والخارجية التي ينتهجها الملالي في إيران أن  النظام الإسلامي الذي زعمت إقامته بعد الإطاحة بالشاه لا يمت إلى الدين ولا المذهب الشيعي بصلة، وإنما هو مجرد شعار لخداع الشعوب واستقطابها، لأن العقلية العنصرية هي التي ترسم خارطة السياسة الإيرانية القائمة على تحقيق المشروع الإمبراطوري الذي تحلم به، حتى لو كان على حساب خراب البلدان وسحق الشعوب بما فيها الشعب الإيراني نفسه، حيث لم تستطع الايدولوجيا الإسلامية التي سخَّرَت لها إيران ماكنتها الإعلامية للترويج لها، لم تستطع إخفاء تلك النزعة العصرية،
 فقد تلاشت وانهارت كل الشعارات واليافطات الدينية والمذهبية التي رفعتها إيران أمام عقدة العنصرية المتجذرة في شخصية رموز وساسة الحكم في طهران، وما تعانيه الأقليات في إيران والمنحدرة من أصول غير فارسية كالعرب والبلوش وغيرها من قمع وإقصاء وتهميش، خير كاشف ودليل على أكذوبة ما يسمى بالنظام الإسلامي أو الجمهورية الإسلامية، لأن الإسلام المحمدي دين الإنسانية والرحمة، يرفض التمييز والتهميش والقمع، ويحفظ حقوق الجميع ويصون كرامتهم، فهو رحمة للعالمين.
فإذا كانت إيران تتعامل مع شعبها بالنار والحديد، فبالتأكيد تكون سياستها مع شعوب المنطقة بنفس الطريقة، بل أبشع وهو ما أثبته الواقع الملموس بكل وضوح، حيث نرى آلة البطش والقمع الإيرانية طالت الشعوب العربية والإسلامية وغيرها، وخصوصا الرافضة لمشروعها التوسعي الإمبراطوري، في الدول التي زرعت وسلَّطت فيها إيران جذورها واذرعها الدينية والسياسية والمليشياوية، كما هو الحال في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين وغيرها…
حول انتهاكات إيران بحق الأقليات بالداخل وممارستها في دول الجوار والمنطقة، قال المتحدث الرسمي باسم المرجع العراقي العربي طالب الشمري في تصريح خاص لـصحيفة المدينة: ((إيران حكمت وتحكم الشعب الإيراني بقبضة من حديد ونار حيث سلطت عليه الإطلاعات ومليشيات البسيج المرتبطة بالنظام والمحامية عنه ومواجهة كل صوت معارض لها ورافض لسياستها القمعية بحق معارضيها من الأقليات غير الفارسية كالعرب والبلوش وغيرهما، كما أنّها تفتعل الأزمات والصراعات المذهبية والعرقية في الدول المجاورة لها كل ذلك من أجل تنفيذ مشروع توسعي إمبراطوري وكما صَرَّحَتْ عنه مؤخرًا بإنشاء إمبراطورية فارسية وعاصمتها بغداد.)).
مؤكدا في السياق ذاته على أن الواجب الشرعي الإنساني الأخلاقي يفرض على الجهات المعنية بحقوق الإنسان وغيرها، يفرض عليها القيام بمسؤولياتها باتخاذ الإجراءات والخطوات التي من الممكن تفعيلها على المستوى الداخلي في إيران لتحجيم ممارسات القمع والاضطهاد والتهميش التي تمارس بحق تلك الأقليات حيث قال الشمري:
((يكون ذلك عبر الدعم للأقليات المظلومة المقهورة غير الفارسية ماديًا ومعنويًا وتمكينها من المطالبة بحقوقها ومواجهة النظام ومنهجه، والوقوف معهم في المحافل الدولية لانتزاع قرارات دولية تحقق لتلك الأقليات الاستقلال والأمن والحرية بحماية دولية، ومنع اعتداءات إيران وعنجهيتها وغطرستها وأجهزتها القمعية، وتأمين ممارسة الطوائف والأقليات حقوقهم القومية والوطنية والدينية وحقهم في حرية التعبير والفكر والمعتقد، ودعم المعارضة الداخلية وكل صوت حر يرفض منهج وسلوك النظام وجبروته وطغيانه ومشروعاته.)).