من الغباء تسابق تركيا وايران للاستحواذ على منطقة الشرق الاوسط الغنية بالثروات والموقع الجغرافي الاستراتيجي ودخولهم في منافسة مع الغرب الذي خطط وتأمر وعمل على تقسيم المنطقة ضمن مراحل استعمارية متعددة وفي حقب زمنية تجاوزت القرن من الزمان إبتداءً من سايس بيكو وزرع اسرائيل شرطي لحماية مصالحهم الى زلزال احتلال العراق فضلاً عن خلق بؤر للصراع في سوريا واليمن ولبنان وليبيا لأضعاف قدرات تلك الدول لغرض السيطرة عليها بالكامل .. كل ذلك وياتي اردوغان وخامنئي على الحاضر للاستيلاء على كنوز تلك الدول والتنعم بثرواتها تحت مسميات احياء الإمبراطوريات التي انقرضت منذ قرون، واذا اعتقدت تركيا وايران انهم حققوا موطئ قدم لتأسيس مشروعهم السياسي عندما فسح لهم المجال بالتدخل في دول المنطقة فانهم على وهم لان ذلك لا يعدو سوى جر رجل لغرض الاستنزاف الذي بدأ بايران والدور على اردوغان الذي تورط في فخ حروب الاستنزاف التي يراد لها ان تكون من غير غالب ولا مغلوب، وما المناورات العسكرية المشتركة بين اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا في شرق المتوسط الا رسائل تؤكد على ان المنطقة ليست لقمة سائبة يسرقها أياً كان من افواه الحيتان .. وايضاً دون الادراك ان الوقت قد حان لترتيب اوضاع المنطقة وفق مسلسل التطبيع الذي بدأ بين الامارات واسرائيل مما يعني ان الطبخة أستوت على نار هادئة لأكمال مشروع الشرق الاوسط الكبير، وان مرحلة دغدغة مشاعر الناس بالشعارات الرنانة لتحرير القدس قد انتهت لان من باع بغداد لن يشتري القدس وان من يريد ان يعادي اسرائيل عليه ان لا يرسل المرتزقة لنهب نفط وغاز ليبيا .. بمعنى ان العنتريات لن تعيد الإمبراطوريات .