8 أبريل، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

العناية في اختيار طلبة المنح الدراسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

دعت وزارة التعليم الطلبة للتقديم على المنح الدراسية التي منحتها جامعات دولية من بلدان مختلفة للجامعات العراقية لنيل الشهادة الجامعية الاولية والعليا , وهي من جامعات متقدمة وقطع التعليم فيها شوطا ومديات كبيرة وسبقتنا منها فرنسا والصين وكوريا الجنوبية والهند وتركيا وغيرها ,هذه المنح والبعثات التي تقدر اعدادها بالمئات مهمة للتنمية , ونحن بأمس الحاجة لكوادر بناء الاقتصاد الوطني وتنميته المستدامة .

بلا شك وضعت وزارة التعليم العالي شروطا ومبادئ للحصول على هذه الفرصة التي تشكل منعطفا في حياة الطلبة وتحديد مستقبلهم ودورهم في المجتمع والبلد. هذه الزمالات في الجامعات الاجنبية تتحمل كلفتها ونفقاتها كافة الجهة المانحة ولكنها . محسوبة على العراق للارتقاء بمستوى اعداد الكفاءات العلمية فيه ونامل ان تكون المخرجات بعد عودتها تسهم في نهضته وتلبي حاجته.

ان توفير هذه الاعداد من المقاعد الدراسية يعد الخطوة الاولى لا بد ان تقترن بأجراء صائب ثان وهو سلامة الاختيار من الناحية العلمية و تشغل من الطلبة المتفوقين على وفق المعايير الصحيحة والسليمة المعتمدة والتنافس والتباري على اساس المعدلات والشروط المطلوبة .. هذه الخطوة في غاية الاهمية لتحقيق اقصى منفعة من هذه الفرص.

من المفيد الاقتراح تحديد معدل مناسب كحد ادنى للتقديم , كأن يكون 80% فما فوق , وليس من ذوي معدلات الستينات , وان اتضح لاحقا انه تم الاخلال به وبالشروط يتم سحب المقعد وتغريم ومعاقبة كل من اسهم في هذا الفساد لحرمان الاحق منه والبلد من تهيئة كوادره .

لابد منا الاستفادة من التجربة السابقة وقطع الطريق على الذين يستغلون ومواقعهم في الاستيلاء على ما هو ليس من حقهم , ففي سنوات سابقة شابت منح الزمالات اخطاء وشوائب وابتعث طلبة لا تنطبق عليهم الشروط والتعليمات وابتعثوا باستثناءات خاصة صدرت لمراعات فئات معينة , خصوصا ابناء المسؤولين والنافذين في الاحزاب والسلطة , فأهدرت المنح وعرقلت عملية البناء واعادة تأهيل البلاد وتوطين الفساد وترسيخه.

ليس من سبل للحد من هذا النوع من الفساد واللامسوؤلية غير ان تكون عملية القبول شفافة وعلنية ومتاح الاطلاع على المعلومات عنها بكل تفاصيلها .. ففي ذلك فوائد كثيرة، فهو يحفز على التقديم من قبل الطلبة ذوي الكفاءة والمقدرة ولكنهم يعتقدون انهم لا يستطيعون المنافسة على هذه المقاعد ما لم يكونوا مدعومين من نافذين في السلطة

او من ذوي الجاه والنعيم .

ان العناية في الاختيار لأشغال هذه الزمالات غاية في الاهمية والضرورة للبلد لان هؤلاء عند اكمال دراستهم سيكونون عماد المؤسسات التي يعملون بها في المستقبل، وعلى ضوء المستوى العلمي الذي يحصلون عليه ستكون الفائدة .. وهم ايضاً يمثلون العراق ويعكسون مستوى التعليم فيه، وايضاً يشجعون الجامعات الاجنبية على تعزيز تعاونها مع وزارة التعليم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب