18 ديسمبر، 2024 7:56 م

العناد السياسي الجزء الثاني

العناد السياسي الجزء الثاني

ان ازمه صفقه الحبوب الاوكرانيه هي في الظاهر عنوانا اقتصاديا لكنه اصبح رهينه وضحيه العناد السياسي بين الدول المتحاربه والمتورطه في الحرب الاوكرانيه الروسيه وهذا بدوره خلف وسيخلف ازمه حبوب دوليه ، من هذا الموضوع نستطيع ان نستشف بان العنوان الغالب والمسيطر على كل العناوين الاخرى سواء كانت اقتصاديه او اجتماعيه او ثقافيه هو العنوان السياسي الذي يخضع للامزجه والتجاذبات والتحالفات ويكون العناد السياسي حاضرا في كل الاوقات والازمنه ولو اردنا ان نبحث عن مبررات العناد السياسي لوجدناها تتفاوت وتختلف من شخص الى اخر ومن منظمه الى اخرى ومن دوله الى اخرى حيث ان الامزجه والاحقاد والمصالح هي المحرك الرئيسي لهذا العناد والذي يعتبر المفتاح الرئيسي لكل العناوين الاخر، ولو اردنا ايضا ان نبحث عن الجهه او الجهات المستفيده او المتضرره من هذا العناد فسوف نجد كما اشرنا في الجزء الاول بان العناد السياسي السلبي سواء كان فرديا او جمعيا ومن اسمه نستشف بان المتضرر او المتضررين قد يكون احد الاطراف او الطرفين او تمتد لابعد منهم سواء على المدى القريب او على المدى البعيد وقد لا يعترف اي من الاطراف اصحاب العناد السياسي بغلطهم لانه وجود هذا العناد يدل على الاصرار المسبق والمخطط على ان يتم اتخاذ هذه الخطوه الا وهي خطوه القرار والعناد السياسي وبالتالي سوف يكون الضرر واضحا ايضا سواء عاجلا او اجلا ونسبه الضرر يعتمد على نوع القرار الذي اتخذ نتيجه العناد السياسي والمده التي يستغرقه هذا العناد فقد يتراجع الشخص عن هذا العناد وهنا يكون الضرر اقل وقد يمكن تلافيه او قد يستمر في عناده وهذه قد تسبب الويلات كما حدث في قرار العناد السياسي لصدام عند غزوه للجاره الكويت وما زال العراق لحد هذا اليوم يدفع ثمن ذلك التهور والعناد السياسي ، وهنا اود ان انوه على مساله مهمه جدا الا وهي انه قد يصعب قراءه ودراسه وتتبع قرارات الذي يتخذه المعني بالعناد السياسي لانه هذا النوع لا يخضع لضوابط ومقاييس والتي من خلالها يمكن توقع الخطوه القادمه بل هي تتبع مزاج الشخص المعني فعندها تصعب على المجسات ان تقرا ما يخطط له المعني بالعناد السياسي وهنا تكمن الصعوبه والخطوره الحقيقيه لذلك على المتابع ان يجعل جميع الابواب والاحتمالات مفتوحه كي يستطيع ان يتوقع ولو بنسبه معينه الخطوه القادمه او المستقبليه للمعني بالعناد السياسي مساله اخرى مهمه وهي احيانا قد يكون للعناد السياسي ايجابيات وهذا ايضا كلنا قد اشرنا اليه في الجزء الاول من مقالنا هذا حيث هنالك حالات يجبر متخذ القرار ان يلجا الى اسلوب العناد السياسي بانه ليس هنالك اي بديل اخر ممكن ان يستخدمه هذا الطرف للتعامل مع الطرف الاخر فيضطر هنا ان يتخذ القرار بصيغه واسلوب العناد السياسي نعم قد تكون تكلفه هذا القرار غاليا ولكن الحفاظ على بعض المكتسبات افضل من ضياع كل المكتسبات ،وهنا يجب على متخذ القرار قرار العناد السياسي يجب ان يتوخى حذر الشديد في الخطوات اللاحقه من اتخاذه لقرار العناد السياسي في التعامل مع الطرف الاخر لانه الطرف الاول الذي هو طرف الفعل لديه من الامكانات والمقومات التي يجبر الطرف الثاني والذي هو الطرف العناد السياسي ان يصل الى قرار العناد السياسي وهنا يجب مراعاه هذا الشيء اي ان الطرف الاول يجعل من العناد السياسي للطرف الثاني فخا كي يسقط فيه في من اجل تمرير رغباته وما يريده من الطرف الثاني وهنا الذكاء والحنكه السياسيه والتماسك واخطبوطيه العلاقات الخارجيه والداخليه تلعب دورا في الصمود والبقاء قويا دون ان ينخر سلبيات ومضاعفات هذا القرار في جسد الشخص او المنظمه او الهيكليه او الدوله التي اتخذت القرار العناد السياسي