في المسلسل الكارتوني كلندايزر, كان العم دامبي شخص متذمر, يسعى دوما لتضخيم ما يفعله, ويحاول إن يشعر الآخرين بأهميته, وانه المنقذ الحقيقي للأرض من الغزو الفضائي, معتبراً أفكاره شيء من الخوارق, مع الأسف لشخصية دامبي نسخ متكاثرة في حياتنا اليوم.
فكان الساعي للتفرد يشعر بشعور دامبي! حيث يعتبر أخطاءه عين الصواب, وفشله امرأ ليس بسببه, وانه وجد ليحكم, وانه موعود بفتوحات لا تنتهي, وان الكرسي فصل على مقاسه , فلا يليق به أحدا غيره, كان دوما يخلق العداء كي يشعر بوجوده, ويحسس الغارقين في اللاوعي بأنه محارب, فمسلسل كلندايزر له بداية وليس من خاتمة له.
قد أشاع إن معرضيه هم سبب الفشل, حيث كان يرمي العلة في ساحتهم, كي يحقق حلمه بالتفرد بالسلطة, لكن تم سحب البساط من تحته, وأرغم على القبول بالترضية الممكنة, فكان مجرد منصباً تشريفياً من دون صلاحيات, البعض اعتبره حماية له من الملاحقات القانونية, فبعهده تبددت أموال البلد, وضاعة حقوق الناس, وانتشر الفساد بكل الهرم.
لكن غرور الأمس لم يغادره, لذلك مازال يشعر بأنه سوبرمان العراق, وانه يملك مفاتيح الخلاص, وانه يعرف طريق الحل لكل الابتلاءات, فعمد إلى جعل نفسه معارضاً, فجعل ما اتفق عليه تحت قدميه, كي يبني فكرة التفرد والحق, فها هو يطير بين محافظات البلد, مروجا لنفسه باعتباره المنقذ, وانه يبٌصر الناس على خطوة الحال من دون وجوده المؤثر, وان التاريخ سيحاسبهم لأنهم تركوا فلتت العصر, ورضوا بالأدنى, فلبس دور الأمس بالمقلوب , فها هو يعارض كي يوقف عجلة التقدم, كي يبرز دوره ليعود.
مخالفاته الدستورية لا تنتهي, وقد ضاق بها مرئوسيه اليوم, ونبهوه على أخطاءه, لكن لا ينفع.
اعتقد أن المشكلة تكمن في غياب الوضوح, فيجب إن توضح مهام كل منصب, وإبراز مدى صلاحياته, وإلا عشنا بفوضى عارمة, فتتحول المناصب كمخلوق متعدد الرؤوس, يعيش تخبطاً خالداً, وقديما قيل للسفينة قبطان واحد وإلا غرقت, لذا تحديد مساحة كل منصب, من قمة الهرم إلى القاعدة تنجينا من محن اليوم, بل من يتعدى عن مساحته يعتبرا مخالفاً للقانون, ويتم محاسبته, وعلى النخب والمراقبين والإعلام إن تسلط الضوء على أي مخالفة, التحديد والوضوح يساعدنا جميعا في تحديد الأخطاء.
رسالة إلى العم دامبي, الدور الأهم المطلوب منك اليوم, أصلاح خطايا الأمس التي صدرت عنك, فمن ظلم بعهدك فاقوا العد, والمساعدة في إرجاع ما تم هدره من المال العام, هذا الدور هو ما يجعلك قديسا عند الناس.