العميد سعد معن الناطق بإسم وزارة الداخلية ومدير الاعلام فيها كان ضيف برنامج (بصمات) من قناة ديوان الفضائية، وهو برنامج حواري رائع تقدمه إحدى الاعلاميات المتألقات في إعداد الحوارات التلفزيونية ، نغم التميمي!!
تحدث العميد الدكتور سعد معن طيلة ساعة كاملة من البرنامج الشيق عن سيرة حياته الشخصية ومسيرة عائلته ودور والده في تلك العائلة، التي كانت تقطن حي العامرية ببغداد لسنوات، الى ان إستشهد والده قبل سنوات، إبان الاحداث الطائفية، بالرغم من أن عائلته ذات تركيب طائفي مختلف تماما ووالده كان محاميا ، لكن العائلات البغدادية لم يكن يدور في مخيلتها قبل أكثر من عقد من السنين ان موضوع التعدد الطائفي والمذهبي داخل العائلة الواحدة الا أنموذجا للإنسجام واللحمة الوطنية، التي تشعر الجميع انهم عراقيون أولا واخيرا ، وهم في تمازج اجتماعي لاتنفصم عراه ، حتى في أغلب فترات العراق تأرجحا وتوترا وبقي العراقيون هم الورقة التي لاتقبل القسمة الا على نفسها وعلى واحد!!
كان سعد معن قد انهى دراسة اللغات وبخاصة الانكليزية في بغداد في التسعينات ، في وقت كان هو ضابطا في الشرطة على صنف المرور، لكنه واصل دراسته في مجال اخر فيما بعد في كلية الاعلام ، ونال منها البكالوريوس في الاعلام وبعد فترة تقدم للماجستير وبعدها اكمل الدكتوراه في تخصص حقوق الانسان، ذات الصلة بقضايا السجون والمعتقلات في دوائر وزارة الداخلية، في دائرة الشؤون العامة التي كانت اخر محطات عمله، ومنها انطلق ناطقا اعلاميا بإسم وزارة الداخلية ومن ثم ناطقا بإسم عمليات بغداد، وأخيرا عودة الى مهمته كناطق بإسم وزارة الداخلية ومدير الاعلام فيها مرة أخرى!!
وانت تشاهد مجريات الحوار الشيق حتى يشعرك الرجل ببساطته وانفتاحه على الاعلاميين وعموم اطياف المجتمع كون عمله يتطلب التفاعل مع انماط اجتماعية وثقافية واعلامية متعددة ، تجد ان العميد سعد معن متفاعل مع عمله الاعلامي والأمني ، ولهذا انصب جهده على تطوير مجالات عمله في مختلف جوانبها، مشيرا الى ان الاعلام الأمني يعد واحدا من التخصصات الحديثة في علوم الاعلام ، وقد ساعده تخصصه في مجالي اللغة الانكليزية ومن ثم الاعلام ان يكون واحدا من كوادر الأسرة الاعلامية التي تعنى بالعمل الأمني وفي مجالات الاعلام والدعاية، حتى انه أعد دراسة عن الاعلام الامني بالتعاون مع أحد أساتذة الاعلام وهو زميلنا الدكتور أكرم الربيعي، الذي أشاد الدكتور سعد معن بدوره في ظهور كتاب بهذا الإسم، وما أسهم به الدكتور أكرم الربيعي في ان يظهر هذا المطبوع الى العلن ، لخبرة الأخير في مجالات البحوث الاعلامية ، واصدار منشورات أخرى باللغة الإنكليزية في مؤتمر حول الإرهاب عقد قبل سنوات ، كما أشاد بدور استاذ اعلامي آخر كان معينا له في مجالات الاعلام ، الى ان تحقق أمله في أن يرى جهده وقد صدر عبر مؤلف بهذا العنوان الذي يعد ربما المحاولة الاولى في تخصص صحفي واعلامي، يعنى بعلوم الاعلام الأمني المرتبط بقضايا الشرطة وسمات المتحدث او الناطق بإسم وزارة الداخلية، كما يصفها العميد الدكتور سعد معن، التي تعد من اصعب المهام كونها تتعلق بتوضيح بعض مظاهر الوضع الداخلي، بالتوازي مع الوضع السياسي وكيف يتعامل الناطق الاعلامي مع تصريحات ذات طابع أمني وسياسي في آن واحد !!
كاتب هذه السطور كان العميد سعد معن أحد من قدموا له الخدمة لاحد أقربائه تتعلق بسكنه داخل بغداد ، وأسهم الرجل في جهد طيب يشكر عليه قبل سنوات، وهو دوما يقدم كل جهوده لمن يحتاجها من رجال الاعلام وبخاصة كوادره المهمة ومراسلي الفضائيات، وقد كتبت عنه العديد من المقالات التي تشيد بدوره في خدمة الأسرة الصحفية وهو متعاون فعلا مع الأسرة الاعلامية في المؤتمرات الصحفية وفي الجولات التي كان يقوم بها منذ أن اسهم في قيادة عمليات بغداد بزيارة مناطق الانفجارات والتوترات الأمنية، منذ سنوات، وكان يسهل مهام الاعلاميين ، مع الجهات المختصة ، ولديه مع الكثير منهم علاقات طيبة!!
للعميد سعد معن الأب اربعة أولاد بضمنهم ابنته الكبرى ( ريم ) التي هي الان طالبة في كلية طب الاسنان، واولاده الاخرين في مراحل دراسية من السادس الاعدادي نزولا، وهو يتابع دراستهم، وهم متفوقون على سر والدهم، وهو يتمنى لهم مستقبلا زاهرا في قادم الايام بعون الله!!
تحياتنا للعميد الدكتور سعد معن وقد كان طوال فترة الحوار التي امتدت لساعة كاملة، والابتسامة لاتفارق شفتيه، واظهر انه طيب القلب، وهو بسيط في تعامله مع الناس، ولديه علاقات واسعة وبخاصة مع الاعلاميين ، وقيادات الأسرة الصحفية وأساتذة الجامعات وبخاصة كليات الاعلام ، التي يرتبط مع أساتذتها وطلبتها بعلاقات وصلات وطيدة، هي من أسهمت في نجاح مهمته الاعلامية وفي مجالات الاعلام الأمني في مختلف توجهاته..مع تقديرنا له !!