23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

لا يختلف اثنان أو أحد بأن العمل إضاءة في دروب الحياة يشكل اتجاهه هوية الإنسان.. تتجسد فيه معاني الخير والعزة والكرامة ويحمل حصيلته ملامح سلطة العائلة وما تفرضه زوايا المجتمع ثم سلطة الدولة التي تفرض هيمنتها كالعث فتتلف كل شيء.
في مواجهة شظف العيش وإرادة الحياة بدأ [أبو رياض ] بعمل كشك من المقوى والحديد عنوان يرشد إليه ..وخيمة تقيه حر الشمس.. والنطاق الذي يتحرك فيه ببيع الجرائد اليومية والمجلات الاسبوعية والدوريات الشهرية ويدقق في وجوه رواده ويعرف حاجتهم وما يبغون..امتزج حب الناس والثقافة ومنافذها ومصادرها المتعددة لديه التي تنعش الذاكرة مع رغبة العيش في تواصل الزمن وظروفه القاسية .
يدين الكثير لهذا الرجل بمميزات حسنه وبفضله نحصل على ما نبغي من الصحف والكتب والذي اقترن عمله بحرفيه النهوض الساعة الخامسة صباحا ومهنية استلام الحصيلة حتى الواحدة ظهرا بعد أن ينام منهك القوى ويسرح بأفكار المتعاملون معه باحترام متبادل وهنا تكمن أهمية ألرزق الحلال معجون بالجهد والرضا .
رأيته في صباح ذات يوم وهو يغلي ليس كعادته المرحة وعلى غير المألوف يبدو انه كسب الرهان في حياة جديدة ..لحظة وصول شظية قاتلة بقربه من حادث تفجير بغداد الجديدة الغادر.. التقط الشظية المسننة والكبيرة الحجم ليريها للناس [أنظروا ما زلنا على قيد الحياة ] لواقع جرى ولعب القدر لعبته إذ كان الموت الأهوج يتربص بالجميع ومنهم الطيب أبو رياض !! وهذا لا يعني بقائك سالما وتفجيرات الدواعش والحاضنة من أمامك !!
الحياة بكل ما فيها من معاناة تسير ويوطن الإنسان نفسه وفق الأشياء التي تحقق مشاريعه وان كانت بسيطة وان كانت فيها نواقص.. إلا أن تجد نفسك محاصر وعاجز ان تمنع أشياء تقع فوق إرادتك  سيكون أمر سيء للغاية ..كالعطل الكثيرة التي ألقت بظلالها على عمل بائع الجرائد وغيره من الكسبة في كسل غير مثمر لجهده الفردي في عطلة إجبارية أنهكته في تحصيل قوته اليومي .
التفجيرات والعطل غير المبررة والطويلة التي  تستهدف حيوية العمل وتعطيله في الدوائر الحكومية بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تضر المواطن ولا تفيده اذ انتاجية الموظف هي هي المكان مبرد وسيارته تكييف وانما تؤذي كسبة القوت الفردي والمراجع على معاملة معطلة أساسا.. الفساد وهل الجيش مشغول بالمظاهرات أم بقتال داعش..  أكثر الأمور التي تشغلنا ونتداولها في أيام العطل متناسين ضعف الخدمات وانقطاع الكهرباء في هذا الصيف اللاهب ..وبقائنا تحت رحمة أهل المولدات الأهلية لا أبقاهم الله .