22 نوفمبر، 2024 5:22 ص
Search
Close this search box.

العملية نجحت لكن المريض مات !

العملية نجحت لكن المريض مات !

عند الحديث عن ما يعرف اليوم الربيع العربي بشكل واسع نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات غير الدقيقة ونعتقد ونحن نخوض تجربة هذا الموضوع , ويجب التفريق بين الربيع العربي اليوم الذي دخل دولنا العربية في هذه الأيام , والربيع الغربي في منتصف القرن الماضي بعد الحروب العالمية الأولى والثانية التي تمثل الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أن واحد , أن المقصود بالربيع ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج جهود متعددة داخلية وخارجية تدفع إلى أحداث تغيير في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية .كما آن تطبيق هذا الربيع على قاعدة الحرية والديمقراطية الحرة والعدالة الإنسانية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء إلى العنف كما حدث في جميع بلدان العالم المتحضر لتحقيق الأهداف السياسية , أن حديقة الأمن القومي في الدول العربية تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية , أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة ويشوه الإنسان , وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الربيع العربي الجديد , فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم الأعداء ومن يساعده وتحمي موقفه , في الوقت ذاته تمزق القلب العربي الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , الربيع العربي في العهد الجديد أمام امتحان صعب حيث فشلت بشكل مخيف من بين مظلة وهذه سابقة خطيرة على المستقبل السياسي العربي , وذلك لعدم وجود توافق سياسي ووطني وقومي ومذهبي بين أعضاء الحكومات الانتقالية الجديدة ولا احد يتقبل الأخر , وهذا ما لوحظ على الساحات السياسية العربية في العراق وتونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا بعد انتهاء سلسلة الحكومات الأبدية المتكلسة .لان ديمقراطية الربيع الخرف بنيت على أساس تكتلات حزبية ودينية سياسية وقومية , والسؤال المطروح هنا هل تتمكن الحكومات الجديدة السير في الخطوات التي تتضامن مع أفراد الشعب , ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا كما يحدث اليوم في بلدي العراق , هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء والتضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين , تحت مظلة البلد الواحد لخدمة الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن الديمقراطية المتجزئة , والإسراع بجلاء المتبقي من القوات الأجنبية من البلدان العربية أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العربي , والعيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير , المواطن في كافة الدول العربية يصرف ساعات طويلة من وقته في رحلة ذهابه وإيابه إلى عمله محشوا بمناقشة متى يستتب الأمن في دول الربيع العربي الجديد , ومتى يقدم أعضاء الحكومات العربية الانتقالية للشعب حيث دخلت الأحزاب المتعددة والمتشبعة إلى الانقسامات وتصفية الحسابات القديمة والجديدة مع بعضها البعض , وهذا ما جرى ألان على الساحة الداخلية والخارجية العربية وبدعم مباشر من الدول الأجنبية والإقليمية هي صاحبة الحظ الأوفر لتدمير المواطن العربي البسيط , وهذا ما لاحظناه من خلال أراء الشارع العربي حين سقط الكبار مثل صدام وبن علي والقذافي ومبارك وعلي عبداللة صالح ومن التالي الأيام القادمة نتعرف على من يسقط , وعليكم السلام.

أحدث المقالات