تمر العملية السياسية في العراق بأزمات ومطبات كثيرة، اغلبها مصطنعة، أو موقوتة، يوما بعد أخر تتأزم الأمور، وكل يجر النار لرغيفه، متناسيا إن لهم وطنا اسمه، العراق.
أكثر من 10 سنوات، وسياسيو العراق يقومون بدور القط والفار، كُلاً يوهم أتباعه بالنصر! محاولين اللعب على مساحة الانتماءات الكامنة في العقل العراقي على الأغلب، والشحن الطائفي المزروع في عراقنا الجريح، شئنا أم أبينا، ليبرز لنا كل يوم احد الأبطال مدغدغا شعورنا الطائفية، زاعما دفاعه عنا.
منذ 8 سنوات، استطاع ذلك الشاب العشريني العمر، الذي يعمل بأحد مخابز الأعظمية، ليوحد العراقيين سنته وشيعته، ليضحي بنفسه مقابل إنقاذ أخوته بالوطن والدين، لم ينظر إلى طائفتهم.
لم ينظر إلى عائلته إن فقدته، وان يكن وحيدها، نعم أنقذ العالم كله بإنقاذ أكثر من سبعة أرواح من أبناء وطنه” من أنقذها كأنما أنقذ العالم كله” لكن القدر، وحسن عاقبته أبت إلا أن تكتب له الشهادة، لتأخذه إحدى الضحايا معها إلى جنة، وسعها السماوات والأرض.
عمليتنا السياسية اليوم، بحاجة إلى عثمان ألعبيدي لم ينظر إلى طائفة أو حزب بقدر ما ينظر إلى الإنسانية والوطن، نحن بحاجة إلى سياسي ينظر لمصلحة الوطن، والنهوض به، يتحدى الصعوبات، والطائفية المقيتة يتجاوز المطبات والأزمات المصطنعة، عثمان؛ لا يفكر كم يأخذ من الوزارات أو الامتيازات، وبكم يبيع الوزارة أو الهيئة.
نحتاج إلى سياسي يفكر بشعبه، على انه شعب واحد، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ينظر إلى وطن واحد، تهدده تحديات واحدة، سياسي لا يأخذ تعليماته، وأجندته من الخارج، بل شعوره الوطني هو دليله.
اللهم ارزقنا سياسيين كعثمان يضحون بأنفسهم، كي يفوز أبناء وطنهم.
سلام عليك عثمان يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا.