23 ديسمبر، 2024 6:20 م

العملية السياسية = عملية البواسير + تبييض الأسنان + تصغير الأنف

العملية السياسية = عملية البواسير + تبييض الأسنان + تصغير الأنف

من اقذر العمليات من ناحية بايلوجية في جسم الانسان هي عملية البواسير حيث اعرضاها المزعجة والمؤرقة اذ يحاول المرء تجنبها دون جدوى حتى يقرر استئصالها للقضاء عليها. وهي ليست بذخ يقوم به الانسان , اما عملية تبييض الاسنان او تلميعها او تصغير الانف او الاذن او ربما عمليات تكبير الشفاه او نزولاً لمناطق اكثر حساسية وتخدش المستمع ان سمع بها.
ومما يؤسف له ان تكون قذارة العملية السياسية في العراق تشبه عملية البواسير او هذه العمليات الواردة الذكر وهي بكل تأكيد ناتجة عن بطر وتجاوز واعتداء على احاسيس الناس والمجتمع.
وما تركيبة متسلقي السلطة الا غرابة وضعها الاميركان بالتعاون مع من ركع لهم الا خيانة واجحاف وتجني على الشعب العراقي بتاريخه الناصع الانساني المتنور والمتمدن.
ان الجناية التي وقعت على شعبنا تتطلب الامعان جيداً في ان استمرار هذه العملية هو دلالة على استمرار التخلف والفساد والسرقة وضياع العراق تحت رحمة اشباه السياسيين , ان التزويق الذي صنعته السياسة الاميركية ويتوافق مع القوى الرجعية والدينية من عربية وكردية تزويق الدستور والانتخابات وتأسيس الدولة على يد برايمر هو حقاً مشابه لقذارة عملية البواسير والعتب كل العتب على بعض الشرفاء الذين انغمسوا بالعملية السياسية دونما احساس بالمصير الذي الت اليه حيث الدماء والفساد وضعف الاقتصاد والارهاب وارتماء غالبية القوى السياسية بأحضان اجندات سلبت العراق من كل تطلعاته وضاعت هذه الامال المرتجاة فهل من المعقول ان دولة تمتلك هذه الثروة الهائلة لا تستطيع ان تكبع التدهور الامني والتخلف الاقتصادي وتخلق من العراق وطناً للمدنية والتطور بدلاً من جعله بلداً متخلف في كل مجالات التطور والمعرفة.
دولة تصارع وتصادم وتناحر لا من اجل نهضة وبناء بل من اجل استحواذ وبيع وطن وتسابق على اموال الشعب ودلالة ذلك واضحة للقاصي والداني فلا قوانين ولا تشريعات تخدم الشعب الذي كابد وعانى من شغف العيش والدكتاتورية اذ ان هذه العملية السياسية قد جلبت اصناف من الدمار لشعبنا اكثرها ايلاماً انعدام وتخلف العلاقات الاجتماعية والاقتصادية. ففي الجانب الاول حيث انعدام كل الحريات وان وجدت في ظل ما يسمى انتخابات فهي معدة سلفاً لاصحاب البطون والكروش والسائرين في ركاب السلطة او المؤيدين لها اما الجانب الاقتصادي فهو ايضاً لا تكاد العملية السياسية اتت برجال اقتصاد او تخطيط بل وضعت الاميين والسذج في المناصب القيادية للدولة من اجل الاستمرار بجعل العراق الاكثر تخلفاً ركوعاً لاجندات او توافقات مصلحية وما البطالة والامية وغياب الخدمات الانسانية كالطبية والكهرباء والبلديات هو اشارة تتجلى بوضوح في واقعنا اليومي وما من صحوة تشير في الافق الى اي تغيير الشباب مكبل المرأة مكبلة بقيود وموروث (مقنع بالدين) والشعب الذي يرتضى لنواية اجراء عمليات البواسير والانف والاسنان بامواله الخاصة حتماً ستأتي اليه لحظة الوعي والثورة وهذا على عاتق من يتركز على الفكر الثوري والانساني ولا يدع تاريخه لهوؤلاء ويضيع معهم كضياع موجات البحر لحظة ثورته .