أخونا أبو إسراء رئيس الوزراء العراقي ،ولمواجهة الضغوط التي جوبه بها بعد حملة الاعتقالات ،لشراذم من بقايا حزب القائد الضرر ،لم يجد بدا من التصريح ، بان من يعلن براءته من هؤلاء الخاسرين سيطلق سراحه .
دعونا نستعرض الانجاز الأكبر للعملية السياسية ، ونستعين بما يعرف ، الدليل ألانجازي ، أي ما تحقق فعلا ، ولا أريد هنا أن اجتر نسب ، الفقر ، والأمية ، والبطالة وتدني الخدمات العامة ، وأولها ، خدمات الـ لآ صحة “أقولها لان وضع الصحة في بلدنا مأساوي ومزري “، مع العلم أن الصحة والتنمية حق من حقوق الإنسان وفق دساتير الأمم المتحدة .
لكني مضطر لأن اجتر وأوثق ، مع كل المليارات التي قيل عنها ميزانية عامة ،أنفقت خلال الأعوام الـ7 الماضية ، لم يتحقق ولا حتى ولو تسجيل طفيف لما يطلق عليه عالميا دليل التنمية البشرية ،أي وظفت هذه المليارات بلا جدوى ، وعندما نقول بلا جدوى ، فهي تعني التخلف والخسارة ، خسارة موارد مالية وبشرية ، وسنوات من حياة شعب ، توطيد التخلف ، وضياع التحضر والتمدن .
لنستعرض ، الوجه الآخر للعملية السياسية ، الفساد وتفشيه ، بالأرقام ووفقا للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة” وليس الشفافية الدولية لأننا وبكل فخر فسادي أخرجنا من تقريرها ” لننظر ما يلي :
الدولة ضبط الفساد [2009]
الجزائر -0.49
البحرين 0.3
جزر القمر -0.75
جيبوتي -0.26
مصر -0.41
العراق -1.38
الأردن 0.27
الكويت 0.42
لبنان -0.8
ليبيا -1.1
موريتانيا -0.66
المغرب -0.23
عُمان 0.48
فلسطين -0.44
قطر 1.64
السعودية 0.15
الصومال -1.73
السودان -1.24
سوريا -0.96
تونس 0.02
الإمارات 1.04
اليمن -1.03
لنرى انجازاتنا العظيمة في ضبط الفساد ” وهو مفياس من درجة اعلى 2.5 موجبة وأدنى2.5 سالبة “، التقدير الذي حصلنا عليه هو -1.38أي تحت السودان و فوق الدولة الأولى بالفساد في العالم وهي الصومال ، أي نحن الدولة الثانية في العالم في تفشي الفساد وفشل سبل مكاف�ل سبل مكافحته .
إذا كانت هذه الإحصاءات ،مدسوسة علينا ، ومن وضعها ،متآمر وحسودا ويغار منا لأننا البلد الوحيد الديمقراطي في المنطقة ، وفيه عملية سياسية ، علامتها الأولى انتفاخ جيوب القائمين عليها بمالا سحتا في حق للفقراء واليتامى والأرامل والعاطلين عن العمل ، لنتبع الفضائيات ونسجل وقائع الفساد التالية:
سلام الزوبعي يعلن بان جبهة التوافق باعت منصب وزير الدفاع السابق بـ10 ملايين دولار
سعدون الدليمي يعلن بان ملفات فساد كبيرة في وزارة الدفاع والداخلية تم تسليمها لهيئة النزاهة
وزارة التجارة ، فساد وزيرين ، وملفات بمئات الملايين
وزارة الكهرباء فساد مستمر بأزممستمر بأزمة كهرباء دائمة
وزارة التربية ، ملفات فساد مدارس ” الشيلمان “، بخمسين مليون ،تصويت البرلمان على غلق الموضوع ، ومكافئة الوزير ، بمنحه منصب نائب رئيس الجمهورية ، دون اعتبار لاحتجاج المرجعية الدينية ، التي أعلنت مؤخرا أن لا تواصل مع السياسيين الحاليين مالم ، يعفى صاحبنا من منصب نائب رئيس الجمهورية .
وزارة الخارجية / ملفات فساد قمة بغداد ، صرف 50 مليون دولار لصيانة فندق مريديان مع أن إنشاء فندق جديد بنفس المواصفات سعره 18 مليون دولار
وزارة الخارجية / ملف تعيين أقارب السياسيين البارزين في السفارات وملف تعيين دبلوماسيين وإحالتهم على التقاعد في نفس اليوم .
وزارة الرياضة / ملف فساد المدينة الرياضية في البصرة
ملف فساد المفوضية العليا للانتخابات ، والذي إدارته ، بأداء مسرحي رائع شاطرة دولة القانون ” حنان فتلاوي “، ولم تكتفي بذلك بل اتهمت النجيفي بصرف مليارات على صيانة داره ، واصطحاب إخوانه وإفراد عشيرته الى لندن وهو في مهمة رسمية .
وزارة الزراعة / الدولة يعين ابنه في مكتبه ، ويعين ابن النجيفي أيضا ويوفدهما مباشرة الى الأردن لمتابعة العقود ، وهما لم يثبتا في الوظيفة بعد حسب قانون الخدمة المدنية .
ملفات فساد عن هيئة الإعلام والاتصالات ، يجري إعداده حاليا ، لغرض تقديمه للجنة النزاهة
هروب سجناء خطيرين من المعتقلات /والتحقيقات تشير لوجود فساد من القائمين على المعتقلات .
وزير الاهوار يصرف 23 مليار دينار لبناء نصب تذكاري في الاهوار ، وأهالي الاهوار يشربون الماء الملوث .
ربما أتخمتكم بملفات الفساد التي ذكرتها ، ولازال في جعبتي المزيد ، لكني ، أوصلكم الى التعريف الأول للفساد حسب منظمة الشفافية الدولية ” درجة الفساد الأولى ، استلام شخص لمنصب عام ، دون ان تكون له الخبرة والكفاءة ، بإدارة المنصب بأعلى درجات الجودة” ، لكم قياس عدد أصحاب المناصب في بلدنا الذين ينطبق عليهم هذا التعريف ،لكني ساجد لهم عذرا ، فالمشاركة ، وا�لشراكة ، أجبرتهم على المحاصصة ، وهذه تعطل تعريف الشفافية الدولية كما عطلت الدستور والمؤسسات القضائية .
سادتي ، سأوجه ، نداء الى أخونا أبو إسراء ، والى المرجعيات الدينية ، والا كل مواطن عراقي نزيه ، كل مآسي بلادنا سببها الفساد ، واخطر مؤامرة على الشعب هم قادة الفساد ، وكل الضحايا والشهداء العراقيين ، قتلهم الفساد ، اذن يا إخوتي دعونا نفعل كما يفعل الإيرانيون في الحج بتبرئهم من المشركين ، دعونا جمعيا نعلن براءتنا من الفاسدين ، ومن يحمهم ومن يتستر عليهم نحكمه بقانون ” العيب ” أي نجعله مواطنا لكن “بدون ” .