في محاولة الإحاطة الأوليّة لهكذا عملية , فمن الملاحظ اوّلاً أنّ كبار القادة العسكريين الأسرائيليين بدأت ومنذ ايّامٍ < وبشكلٍ تصاعدي ملحوظ > عن الإعلان المسبق لنيّتها للقيام بهذه العملية , وقد جرى توظيف وتجيير الإعلام الصهيوني بشكلٍ لافت ومكرّر للترويج للعملية المفترضة او المقبلة ربما .. وقد تكون لذلك بعض الأهداف المزدوجة ” وربما اكثر ” وراء ذلك , وهنا لايمكن الإستغناء عن الإعتبار عن العلاقة بالحرب النفسية وحرب الأعصاب الملازمة لكلّ حرب , لكنه من المحتّم أنّ للمسألة من الأبعاد ماهو ابعد من ذلك بكثير . فبجانب أنّ الأستخبارات العسكرية والكابينة الوزارية الأسرائيلية المصغّرة تبتغي تحليل وتقييم أيّ ردّ فعلٍ او تعليقٍ ما من قيادة حزب الله حول هذه العملية البريّة ( اذ تستقرئ الجهات المعنية لما وردَ في عبارةٍ او فقرة من خطاب السيّد مؤخراً ” بأنّ الحزب يرحب بأي هجومٍ بري للجيش الأسرائيلي – كيما يواجه ما سيواجه – وكان ذلك قبل عدة ايامٍ من عمليات القصف الجوي الأسرائيلي المُركّز لمناطقً في الجنوب وغير الجنوب اللبناني بإعتبارها تحتوي على اوكارٍ ومنصّات صواريخ للحزب , حيث تشير وتُفسّر تلكم الأستقراءات بأنها تتعلق بهجومٍ جبهوي على الجنوب اللبناني , وهذا مما غير مرجّح عسكرياً وغير مطروحٍ ضمن مفهوم او مصطلح ” التعبئة ” في إعداد خطط الهجوم , ومن خلال ذلك لابدّ ان يغدو الهجوم البري من الأجنحة او عبر عملية التفاف …. فمنذ الأيام التي خلت تركّز الأقمار الصناعية التجسسية الأسرائيلية والأمريكية بجانب وسائل الأستطلاع والتصوير الجوي عن منطقةٍ محددة وآمنة وخالية من ايّ تواجدٍ لمقاتلي الحزب وبمسافةٍ بعيدةٍ عن مناطقهم , حيث لابد ان تكون شمال منطقة الجنوب اللبناني , لتأسيس قاعدة رئيسية وآمنة للإنزال الجوي للمدرعات الأسرائيلية والآليات الأخرى عبر المروحيات العسكرية الضخمة سواءً الأباتشي اوغيرها والتي تحمل سرايا وافواج النخبة من الجيش الأسرائيلي , وتكون مقر قيادة ميدانية لإدارة العمليات ….لابدّ هنا من لفت وجذب الأنظار الى أنّ القوّة الأسرائيلية المفترضة التي قد يجري انزالها , فإنّها بالطبع والقطع لا تواجه أيّ دبّاباتٍ ومدرعاتٍ لا يمتلكها حزب الله اصلاً وفصلاً , وهذا مما يُسهلّ حركتها بكلّ مرونة وحتى لتدارك وتجنّب أيّ قصفٍ مدفعي مفترض من مقاتلي الحزب , ومما يمكن معالجته بالطيران على ألأقل . . الهدف الستراتيجي ( شبه اللامرئي ) لهكذا عملية برّية صارت محتملة , فهو الزحف والإنتشار بالدبابات والآليّات المدرّعة لإكتساح اوسع المناطق الممكنة المحددة من الجنوب اللبناني التي قد تضم وتختبئ في ثناياها الطبوغرافية المُموّهة على منصّات وقواعد الصواريخ التي تدكّ العمق الأسرائيلي ومنشآته العسكرية حتى الى قبل دقائقٍ من كتابة هذا المقال ! والتي عجزت الموساد وال CIA عن كشف مواقعها وبكل ما اوتيت من تقنيات تكنولوجيا الغرب .!
لحديثنا شبه المقتضبِ هذا شجونٌ وشجونٍ , قد تكشفُ مفاتنه غير الفاتنة , الساعات والأيام القليلة جداً المقبلة .!