17 نوفمبر، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

العملية الاستنباطية ومسألة حسم الخلاف البشري – 2

العملية الاستنباطية ومسألة حسم الخلاف البشري – 2

وفي محور الشيطان يكمن التشويش والتضليل والانحراف والشيطان برنامج تشويشي يقصد منه أختبار الصمود الانساني في مسعاه الارتقائي          و الاستجابه للنداء الشيطاني مرهونة بالنفس ولذلك قال الشيطان لما قضي الامر … ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم.

هكذا تتعاون أطراف الانحراف على الانسفال البشري وتبديل نعمة الله كفرا وبالتالي أحلال اقوامهم دار البوار ونظرة عابره الى الارض العربيه تحكي لك مصداق ذلك و حكاية سقوط آدم معروفه.

وهكذا فان سلامة القياده واقتدارها الاستنباطي يكمن بالانشداد الى المحور الالهي  ويكمن انحراف القياده وضياعها بالانشداد الى المحور الشيطاني وتبقى النفس العامل الحاسم في المعادله لما تمتلكه من أستعدادي الارتقاء والانسفال.

ننتقل بعد ذلك الى المحاور الاربعه الاخرى , مبتدئين بمحوري الامن والخوف والاذاعة والاشاعه لارتباطهما , موكدين بان قانون الازدواج ومنها المتضادات قانون مركزي في الوجدين الكوني والانساني , كذلك قانون البث والتوصيل.

ولاشك ان كل الاحداث الجاريه في العالمين الاعلى والاسفل , ما هي الا نتيجة التفاعلات مابين تلك المزدوجات والمتضادات وعبر البثوث والاتصالات الجاريه بينها ,  بيد ان هناك فارق ما بين الساحتين بسبب وجود قوى … تفعل ما تؤمر … في الساحة الاولى وليس هناك مثل تلك القوى في الساحه الثانيه لذلك كان للقياده العادله والمرجعيه المؤمنه والعليمه دور مهم في الساحه الثانيه  وهنا ننتقل الى المحورين الاخيرين وهما محوري القياده العليمه والعادله وقدرتها الاستنباطيه  وهنا نواجه الفاجعه الكبرى في الساحة العربيه  والاسلاميه حيث العدل شريد  والاستنباط لا وجود له  و غيوم الغفله تلبد السماء فلا نور يصل واخطبوط تغطية الحقائق يعشعش في كل مكان والرين يضفي باقنعته الكثيفه على القلوب فلا تفقه الفجيعه التي تزهق النفوس والوقر الذي صم الاذان فلم تعد تسمع والغشاوه التي اسدلت على الابصار فلم تعد ترى , فلا غرابه ان يصف الله المتصامم والمتباكم و المتعامي باشر الدواب.

الامه التي هدمت صوامعها وبيعها وصلواتها ومساجدها وساحت تكفر بمنزل علمها ومعلم رسلها والتهت بالشعائر والشكليات ونست الوظائف و الاهداف , نست شهادة التوحيد امام الكفر والشهادة بالقسط امام الانحراف داخل بيئيها وانذار المعوج وتبشير المستقيم والدعوة الى الخير والتنمذج الايماني الحي.

نست ان هدم مراكز القيم هو الفساد بعينه ونست ان تجربة نبيها المعرفيه لم تنضج الا في عار حراء ونست ان نظام التنزيل المعرفي الرباني شغال عبر المصفوفات الحرفيه ونست الصمت في الحضرة الالهيه والعمل على الاستحثاث المعرفي الرباني وفهم الخطاب¸لذلك لا غرابه ان  تضيع المنطقه معرفتها و نورها الذي يمكنها من الاستنباط وفهم رسالتها في الارض ¸الرساله المشار اليها قرانيا بجعلناكم امة وسطا لتكون شهداء على الناس !
ياويل من نسى شهادته على نفسه لله , فكيف تتوقع منه ان يشهد علي الناس.

ولكن الايام حبلى و لا بد للمسطور ان يتحقق وما يجري في المنطقه الان من احداث الا خطوات باتجاه ذلك التحقق , فلا يياس المؤمن من رحمة الله فالامر مفعول ولا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون.

ولينتبه قادة المنطقه الذين يكنزون اموال المنطقه في المصارف الغربيه ولا ينفقونها في سبيل الله ,سبيل اعمار المنطقه و ترقية انسانها بشكل خاص واعمار الارض الاسلاميه وانسانها بشكل عام ان الايام حبلى وان عذاب الله شديد في الان وفي البعدئذن فان العذاب الذي يجتاح المنطقه مخيف وسريانه عبر الارض غير مامؤن.

[email protected]

أحدث المقالات