19 ديسمبر، 2024 1:02 ص

العملية الاستنباطية ومسألة حسم الخلاف البشري – 1

العملية الاستنباطية ومسألة حسم الخلاف البشري – 1

لا شك ان القدره الاستنباطية التي منحها الله للبشرية لمساعدتها الى الاستهداء الى معرفة الحقيقي من المزيف , قدرة اساسية في حماية البناء الاجتماعي من التصدع لاسيما وان الارجاف سمة اساسية في الوجودين الكوني والبشري سواء عبر النفاق او الكفر البشري او عبر الوسوسه الشيطانية , الظواهر التي اصبحت اثارها السلبية معروفة للقاصي والداني ولقد لفت القران الانتباه الى اهمية الاستنباط ودوره في الحماية الاجتماعية
اذ جاء في الاية الثالثه والثمانين من سورة النساء ما يلي …

واذا جاءهم أمر من الامن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى أولي ألامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم و رحمته لا تبعتم الشيطان الا قليلا.

لنقرء النص معا وليساعدنا الله … فقد نمنا طويلا … ولنحاول وضعه في محاور لتسهيل عملية الفهم والتحليل ولعل المحاور الست التاليه مناسبه في أعطائنا منظورا متكاملا لمقاصد النص ومراده

محور الخبر ببعديه ألامني او الخوفي
محور ألاشاعه والترويج لها
محور المرجعية القياديه العادلة
محور الاقتدار الاستنباطي للقيادة
محور الفضل الالهي ورحمته
محور التشويش الشيطاني

مستهلين بالمحور الخامس باعتباره مرتكز ومفعل المحاور الاخرى ففي محور الفضل الالهي والرحمه يكمن تفعيل النشاط المعرفي الانساني عموما ولذلك جاءت الاشاره في القران الى التنزيل المعرفي باعتباره المنهل الاساس الذي استمد كل الانبياء والرسل علمهم منه وهو المنهل الذي يستمد البشر علمهم منه سواء اعترفوا بذلك او لم يعترفوا وهذه مسالة خلافيه قديمه ومتكرره متجسده برد الكفره على سؤال ما انزل ربكم قالوا ما انزل من شئ او  قالوا أساطير الاولين وكرهوا ما انزل الله ورد المؤمنين الذين قالوا خيرا واعترفوا ان كل امدادهم العلمي وغيره من الله
ان عملية تفاعل المصفوفه الحرفيه الكونيه بالمصفوفه الحرفيه الانسانيه مرهونة بتفعيل خالق الكون والانسان وطريقها الانتباه والتركيزوالتفرغ والسهر والجوع عموما وفي الاطار الايماني يضاف اليها الخشوع والتصديق والتوفيق ولهذا جاء وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون.

أنتباه ! آ ل م تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
وعطاء ربك كما هو معروف مفتوح لكل الفئات كافرها ومؤمنها والحريه مكفوله فمن شاء ان يؤمن ومن شاء ان يكفر.

يتبع …

[email protected]