8 أبريل، 2024 6:14 ص
Search
Close this search box.

العملية الارهابية في باريس رسالة مفادها

Facebook
Twitter
LinkedIn

لاشك ان تنظيم داعش الارهابي تعرض خلال الاشهر الاخيرة الى انتكاسات عسكرية كبيرة في سوريا والعراق بفضل العمليات العسكرية التي قامت بها قوات البيشمركة في جنوبي وجنوب غربي كركوك والتي اسفرت عن تحرير مناطق واسعة وعشرات القرى الكوردية والعربية والتركمانية فضلا عن تكبيده خسائر كبيرة في الارواح والمعدات ناهيك عن كسرشوكة تنظيم داعش الارهابي في المنطقة والتي اثرت تأثيرا كبيرا على معنوياته ، والعملية النوعية التي قامت بها قوات من وكالة حماية امن كوردستان بالتعاون مع قوات خاصة من الجيش الامريكي والتي اسفرت عن تحرير حوالي 69 معتقلا من احد السجون التي كانت تحت حراسة مشددة من قبل الارهابيين ، وفي جبهات مخمور وغربي دجلة قامت قوات البيشمركة البطلة بعمليات نوعية وتمكنت من تحرير قرى عديدة والتي تعد استراتيجية من الناحية العسكرية وكان اخرها تحرير مدينة شنكال بالكامل والقرى المحيطة بها في عمليات عسكرية وقتال شرس من قبل قوات البيشمركة بقيادة القائد العام لقوات البيشمركة مسعود بارزاني ، بالاضافة الى تحرير مناطق محافظة صلاح الدين وخاصة مدينة بيجي واخيرا العملية الكبيرة التي شنتها قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائر في مناطق مختلفة من محافظة الانبار وخاصة الان هم على مقربة من مركز مدينة الرمادي.

وفي غربي كوردستان وبفعل ارسال قوات نخبة من قوات البيشمركة ودعم كبير من طائرات قوات التحالف الدولي تمكنت قوات من القوى والاحزاب الكوردستانية في ذلك الجزء الكوردستاني من توجيه ضربات كبيرة لأرهابيي داعش وخاصة في مدينة كوباني ومن ثم تحريرها من العدو برغم الامكانيات العسكرية التسليحية الهائلة والعدد الكبير من الارهابيين الذين شاركوا في تلك المعارك وكذلك تحريرمدن وقصبات وقرى

كوردية اخرى مثل تل ابيض ومناطق من مدينة حسكة كل هذا كان له تاثير مباشر على معنويات الارهابيين وشكل انتكاسة عسكرية كبيرة لقوات التنظيم.

ومن جانب اخركان لتشكيل التحالف الرباعي الروسي الايراني العراقي السوري وقيام الطائرات الروسية بقصف اهداف حيوية لمعاقل داعش الارهابي في سوريا تاثير بالغ على جميع جبهات المواجهة مع التنظيم .

بسبب تلك الانتكاسات العسكرية والضربات التي تلقاها التنظيم خلال الاشهر الاخيرة كان لابد له من القيام بعمل ارهابي نوعي واختيار هدف حيوي وكبير للتقليل من الضغوط العسكرية وصرف الانظار عن هزائمه في سوريا والعراق ، حيث اختار باريس لعمليته الجبانة التي اودت بحياة 126 شخصا واصابة 200 آخرين لأسباب اهمها :

1- سهولة الوصول الى الهدف ، وذلك لوجود جالية اسلامية تقدر بثلاثة ملايين وعدد لابأس به من الارهابيين الذين حصلوا على اللجوء والجنسية الفرنسية منذ سنين وبامكانهم السفر الى باريس بجوازات فرنسية مما يسهل وصول السلاح والعتاد اللازم الى الهدف سواء من المنافذ البرية ام عن طريق الموانئ والمطارات التي يتردد عليها المسافرون من جميع انحاء العالم ، لاسيما حسب آخر تقرير لمجلس الامن الدولي يبلغ عدد المقاتلين الاجانب في صفوف داعش نحو 30 الف مقاتل وقد جاءوا من 100 دولة من بينها دول كانت بمنأى عن نشاطات التنظيمات الارهابية مثل تشيلي وفنلدا وجزر المالديف ، حيث يشكل عدد كبير منهم من المسلمين الفرنسيين المتجنسين بالجنسية الفرنسية من دول المغرب العربي والدول الاسلامية الاخرى.

2- بما ان باريس مدينة سياحية يتردد عليها سنويا ملايين السواح من انحاء العالم وخاصة المكان الذي وقعت فيه العملية الارهابية كانت منطقة سياحية وهذا بدوره زاد من عدد الضحايا من كل انحاء العالم والفرنسيين واستغلاله اعلاميا لما له تاثير كبير وصدى على المستوى الدولي.

3- خلال الفترة الاخيرة قامت طائرات ميراج الفرنسية بتوجيه ضربات مميتة لمعاقل داعش في العراق وسوريا واختيار باريس كان الغاية منه تاجيج الرأي العام الفرنسي على الحكومة والضغط عليها للحيلولة من دون استمرار تلك العمليات الجوية ووقفها.

4- القيام بعملية نوعية كهذه لرفع معنويات المقاتلين الارهابيين في سوريا والعراق من اجل الاستمرار بالمقاومة امام قوات البيشمركة والقوات العراقية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي لأستعادة المناطق المحتلة من ذلك التنظيم الارهابي الوحشي.

ويجمع محللون السياسيون على ان الهدف الاساس من العملية الارهابية في باريس كان توجيه رسالة الى جميع الدول المشاركة في التحالف الدولي وخاصة الدول الاوربية بان ليس هناك مكان في العالم يكون بمنأى او بمأمن عن ضربات داعش وان التنظيم يمكنه ضرب اي نقطة في العالم يراها تصب في صالحه والضغط على الدول من اجل اعادة النظر في مواقفها تجاه التنظيم ، ولكن الرد الفرنسي كان سريعا على الرسالة حيث اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد العملية الارهابية : ان الهجمات نفذت بواسطة مقاتلي تنظيم داعش الارهابي مشيرا الى ان الهجمات ضد القيم التي تدافع عنها فرنسا في كل مكان في العالم وضد كون فرنسا بلدا حرا مؤكدا ان فرنسا لن ترحم تنظيم داعش الارهابي مشددا على ان باريس سوف ترد وبقوة على الهجمات بكل الوسائل

المتاحة سواء في داخل ام خارج البلاد وان تلك العمليات الارهابية لا يمكنها ارغام باريس على اعادة النظر في موقفها الحازم تجاه مكافحة الارهاب في العالم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب