5 نوفمبر، 2024 9:45 ص
Search
Close this search box.

العمليات العسكرية العراقية والإعلام …!!

العمليات العسكرية العراقية والإعلام …!!

إعتادت الناس في العراق ” بشكلٍ خاص ” والجمهور العربي ” بشكلٍ عام ” ممّن يتابعون ويشاهدون الصور المتلفزة للعمليات العسكرية العراقية ” البريّة والجوية ” التي تقوم بها قيادات الجيش في مناطقٍ مختلفة من الاراضي العراقية ” ضد الارهاب ” , اعتادوا هؤلاء جميعا ان يلاحظوا ويشاهدوا أنَّ  > قناة الحرّه عراق الامريكية  < هي وسيلة الإعلام الوحيدة والفريدة التي ترافق معظم الحملات العسكرية التي يراد تصويرها وتغطيتها إعلامياً , ومن دونِ مصاحبةٍ لأيٍّ من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العراقية الاخرى , ولاسيّما قناة ” العراقية ” الرسمية التابعة للدولة , وحتى فضائيات الاحزاب الدينية المشتركة في السلطه لم تكن مشمولة ايضا بالتغطية الاعلامية لمثل هذه العمليات العسكرية , هذا الأمرُ بالطبع يدعو للتوقّفِ وللتأمّل ويرسم من حوله اسلاكاً شائكةً من علائم الإستفهام والإستغراب , كما انّه من المبهم كيف تتجاهل رئاسة الوزراء العراقية ومِلاكاتها الحزبية ردَّ الفعل النفسي والفكري للجمهور العراقي حين يشاهد ويسمع اخبار ونشاطات الجيش يجري بثّها عبر عدساتٍ وشاشةٍ امريكية .!! ولماذا منحُ هذا  السبق الصحفي لهذه القناة حصريّاً والتي عليها ما عليها من علامات إستفهام , وماهو مُسوّغ او مبرّرعدم اصطحاب وسائل الإعلام المحلية الأخرى  ,  وهل بوسع مصوّرٍ ومراسلٍ تلفزيوني من هذه القنوات ان يعدّ تقريره المتلفز خلافاً لما يتناغم ويتواءم مع ما تريده القيادات العسكرية .؟ ..ثمّ , وعلى مدى اوقاتٍ طوالٍ سابقة ولغاية الآن فقد كان هنالك جهلٌ مُدقَع وفُقرٌ اشد في الافلام الوثائقية القصيرة والصور والتقارير المتلفزة التي كان وما فتئَ يجري بثّها وعرضها عن العمليات العسكرية العراقية مع الارهابيين , فكلُّ ما يجري عرضه تلفزيونياً يقتصرُ        على قطعاتٍ وعجلاتٍ عسكريةٍ في حالة انتشار أو قوات معيّنه تقتحم اوكاراً او بيوتاً  خالية لإرهابيين او مشتبه بهم , ثمّ تأتي صورٌ اخرى لأشخاصٍ مقبوضٍ عليهم وهم معصوبي الأعيُن ومُكبّلي الأيادي من دون عرض وتصوير عملية الاشتباك وتفاصيل إعتقالهم الفنية  ,  إنّه من غير المفهوم وغير المعلوم وغير المهضومِ ايضا لماذا لا تفكّر ” كابينة ” رئاسة الوزراء العراقية او بتعبيرٍ           ادق ” : الدائرةُ الضيّقة المحيطة بدولة نوري المالكي من مِلاكاتِ حزبِ الدعوةِ الحاكم بالتفكير الجمعي لما يراودُ كلّ او معظم جماهير الشعب العراقي ” ولا    اقول فئاته او مكوّناته او طوائفه – لأنَّ ذلك عيبٌ بالطبع ” ولا سيّما وبشكلٍ خاص القوى المعارضه لهم , لماذا لا يفنّدون طروحاتهم .! وفي ايديهم الدلائل العكسية والمضادة عبر اومن خلال عرض وبث افلام حيّه عن الأشتباكات مع الارهابيين ولا سيما عن عمليات اعتقالهم بدلاً من ترك  وإهمال الاصوات التي صارت    تنتشر وتدوّي وتشير الى ” الاعتقال العشوائي .! ” , لماذا عدم تفنيد ذلك بالأدلّة الميدانية .!! إنّ ايَّ دولةٍ تثق بمصداقيتها , وايّ قيادةٍ عسكرية تثقُ بسلامة وعدالة اجراءاتها لا تدعُ فُرصَا ومجالاتٍ للآخرين بالتشكيكِ بعملياتها العسكرية بل انها تعزز موضوعيتها بأصطحاب الصحافة وممثلي حقوق الأنسان ورجال القانون لتُظهِر لهم – والى الرأي العام من خلالهم – عدالة وسلامة موقفها وتصرّفها , فلماذا تفتح الدولة العراقية على نفسها جَبَهاتٍ من وسائلِ إعلامٍ وهي في غنىً عن ذلك حسبما هو مفترض  . وهنا : والحديثُ يجرّنا جرّاً بكافةِ حروفِ الجر الى ” عمليات الثأر للشهداء .!! ” , فأوّلاً : ننصحُ أُولي الأمر بتوخّي الدقّةَ وتوخّي الحيطة والحذر في استخدام المفردات والتعابير وأن لا يجعلوا انفُسهم هدفاً سهلاً لنبال الإعلام وروّاد النقد وسهام نخبة المثقفين , فهنالك تحفّظات على هذه التسمية ومن زواياً متباينه , فإنها تعني فيما تعني “” أنه اذا لم يسقط عدد من الشهداء في الأيام   الأخيرة التي مضت فهل انّ المقبوضِ عليهم مؤخرا سوف يُترَكون في سبيلهم ولا احد يقترب منهم – حيث لم يجرِ عرض دليل رسميٍّ واحد بأنّ الذين جرى ويجري اعتقالهم في هذه الأيام هم الذين قاموا بالتفجيرات الأخيرة , وكانَ حريٌّ بالحكومة والقادة العسكريين عرض أدلّةٍ ميدانيةٍ موثّقة بأنّ هؤلاء هم اصحاب جرائم التفجير القاطنين في حزام بغداد العريض ! بغية ان تكسب الحكومةُ شعبيةً ما مفقودة , ثمّ  اذا كان هؤلاء المعتقلين حديثا او في هذه الأيام متهمين بجرائم ارهابية سابقة فلماذا يجرِ اعتقالهم في اوقاتٍ سابقة , لماذا هذا التمهّل طوال هذا الوقت الى ان حلّ فجأةً موعد وفكرة الثأر للشهداء ؟ لماذا هذا التأخير والإسترخاء الأمني .؟ كما انّ مفردة ” الثأر ” قد امست كلمةٌ قد عفا عليها الزمنُ والتأريخ , ولا تواكب التطور الفكري والأجتماعي والقانوني  وهي بعيدةٌ كلّ البُعد عن روح التمدّن . الخلاصةُ المستخلصةُ من كلِّ هذا وغيره انّ رئيسَ الوزراءِ وطاقمه وضبّاطه بحاجة الى الخروج من الدائرة الضيقه – الخروج سيراً على الأقدام ومن دون حماياتٍ ولا   غلقَ جسورٍ ولا إغلاق شوارعٍ , الخروجُ ولو خَطَواتٍ نحو دائرة الإنفتاحِ والإعلامِ والثقافةِ + نحوَ الشمسِ التي تشرقُ خارجَ المِنطقةِ الخضراء , لماذا تُدخِلُ الحكومةُ نفسها في معركةٍ خاسرة مسبقاً مع الإعلام .!؟ والإعلامُ صارُ يُسقطُ رؤساءً وانظمةً ويفككُ دول …!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات