تتهافت النساء مشهورتهن ومغمورتهن على اطباء “التجميل” لتصغير الانف او تكبير الردف او نفخ الشفتين او تطرية الخدين او رسم الحاجبين وما الى ذلك من مسبوك الخدع او متروكها ، وفصّلتُ ذلك لنعرف انه وعلى هذا النسق لم يبق شيء من وجهها او جسدها في اصل خلقة الله الذي جعلها عليها،
و اباح الله للمراة التزين والتجمل ، ولا شان لنا الان في ان ذلك يجب ان يكون لزوجها او لغيره فهذا عمل الفقهاء لكن الذي يلفت كل احد ويستفز المراقب ويدعو للاندهاش ثم الكتابة هو هذا الفعل الذي تحول من تجميل كما كان الاصل الذي أُحلّ وعرف عن المراة منذ خلقها وفي كل امة ، الى تغيير في خلق الله ثم الى تشويه خلقتها وهي تظن انها تحسن فعلا ،
قال تعالى عن خطاب الشيطان : ﴿وَلَءَامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ ۚ ﴾ وان كان من تفسير هذه الآية قول ابن عباس رضي الله عنهما والحسن ومجاهد وسعيد بن المسيب والضحاك :انه تغيير دين الله وليس خلقه، ونظيره قوله تعالى : ” لا تبديل لخلق الله ” ( في الروم).ولكن جماعة من المفسرين يقولون : فليغيرن خلق الله انه الوشم وقطع الآذان وغيره ،انتهى ، ومصداق ذلك أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في ذم النامصة ومثلها ،
وعندما اراد متمرسو التجميل “وهم من الرجال طبعا” ان يتكسبوا على اكتاف المرأة كما فعل قبلهم الدجالون والمنجمون والمخادعون وصولا الى الرومانسيين ، انتحل “نحاتو البشر” دور الأطباء ليطلقوا تسمية “التجميل” زورا على تغييرهم لمعالم وجه المراة بما اتيح من وسائل التطور الحديث وادوات نحت الجسد وتغيير ملامحه ارضاء واغراء لعموم رغبات النساء ، لم يوقفهم تمييز المراة بين مايدعونه من “تجميل” وما يخلصون اليه من تشويه ، فبعد تلك العمليات “الناجحة” كما يقولون ،تخرج الينا نس.ا”ء مشوهات بوجوه مسخة ، فهذه لاتستطبع الكلام من شدة الشد الذي جرى على جلدها ولكنها تكابر لصغر عقلها وتظن انها عادت شابة جميلة تغري الرجال ؛ وتلك اشبعت شفاهها باالمواد الصناعية والحقن حتى صارت كعفريت من الجن او لعله اجمل فقد سمعنا به وما رأيناه ، والثالثة لاتقوى على تحريك اردافها لثقل ماحملت من مواد صناعية زادتها تشويها حتى اذا ارادت قضاء حاجتها اضطرت الى العودة الى منزلها للحصول على المساعدين ، واخرى جعلت حاجبيها وشعرها كطلع الشياطين واخرى لم نعد نرى انفها لشدة رشاقته حتى تظن انها خنزير صغير من الذي يقتنيه اطفال المزارعين الغربيين ، وغيرها اصبحت كالدمية “تشاكي” المرعبة للمتفرجين ،
بينما يطل علينا جمال المراة الصافي الحقيقي بسمرائهن وشقرائهن وبكل اشكالهن مما خلق الله احسن الخالقين ، وقد زانهن خفيف التجميل وبسيط اللمسات وطفيف الملطفات ، أما التي لم يرد الله منحها قدرا من الجمال فقد منحها شيئا غيره وكل فضل منه ، كما وهب رجلا مالا وجعل آخر فقيرا، فرضي وشكر وانتظر أحسن من ذلك يوم لقاء الله ، اما من تمرد واعترض فراح يسرق ويمد يد الحرام ليساويه. فكذلك تفعل المراة التي ذوى جمالها او التي كان نصيبها من الجمال اقلّ فراحت تسلم نفسها لأيدي العابثين فيشوهونها ويمسخونها ،وكل هذا وهي مازالت تظن انها جمّلت نفسها وحسنت وجهها واعادت عمرها ، وهي لاتدري انها شوهت خلق الله واتّبعت وسوسة الشيطان واوليائه ”
﴿وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيًّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾