23 ديسمبر، 2024 1:36 ص

العمليات الإرهابية الأخيرة و”إطلالة” المُبَرِّرون “كالعادة”!؟

العمليات الإرهابية الأخيرة و”إطلالة” المُبَرِّرون “كالعادة”!؟

جرحى المواجهة لا يجدون مَنْ يعالجهم!!
كما تعودنا سابقاً وبعد كل عملية أو عمليات إرهابية قاتلة ومباغتة يخرج علينا المبررون من “خبراء” المؤسسات الأمنية العراقية والمؤسسة العسكرية! ليعيدوا لنا نفس التسجيل المحفوظ!.. الإرهابيون يريدون إثبات الوجود! والإرهابيون محاصرون وليس لديهم غير المغامرة أو الموت أو السجن! وتمضي الأيام لتسترخي قواتنا العسكرية أو الأمنية من جديد وتغرق في النوم والكسل! في المقابل ينشط “الدواعش” بمساعدة “حواضنهم البريئة”! ومخابراتهم المنتشرة والمتغلغلة في المناطق المقصودة لإيصال الإحداثيات عن أماكن ومواقع القوات العراقية الأمنية منها والعسكرية! ثم يقوموا بالواجب!! وهنا تأتي ردة الفعل العشوائية ويذهب فيها بعض الأبرياء وهروب الأشقياء!.
لقد تعودنا على هذا الفيلم يتكرر وهذه التبريرات تتلى علينا ولا تهمنا هذه المأساة المتكررة لأن الناس اعتادوا عليها وهيمن اليأس على أكثرهم وسلموا أمورهم إلى الأقدار.
أما لماذا حدثت هذه العمليات الإرهابية القاتلة في هذه الأيام فهناك مَنْ يعزيها إلى صدور أوامر سعودية إلى عملائها التقليديين! ومرتزقتها التحرك لإرباك الأمن والاستقرار في العراق – وخاصة حزام بغداد – بعد موقفه من “قمامة” الرياض. وبغض النظر عن هذه الأمور ومدى علاقتها بما حدث إنما يهمنا أن نذكرأمرٌ خطير ومعيب نوجهه إلى السيد “محمد العسكري” الناطق باسم القوات المسلحة والسيد “سعد معن” وهما من أشهر المبررين! وهو ما يتعلق في نتائج تلك المواجهات وحصيلتها من الضحايا والمصابين والمجروحين ونخص بالأمر منهم ما شاهدناه خلال فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي كيف أن اثنين من المجروحين ممددين على عربات المستشفى وهم في حالة خطرة حيث لم يجدوا في مستشفى “الكاظمية” أي طبيب خفر أو مَنْ يستقبلهم ويجري اللازم لهؤلاء الجرحى من القوات المسلحة العراقية التي من المفترض والواجب أن تكون للقوات المسلحة مستشفى طوارئ خاص يستقبل مثل هذه الحالات في مثل هذه الظروف الاستثنائية أو أن يكون مع تواجد القطعات وحركتها وعملياتها عربات إسعاف مجهزة بمتطلبات الإسعاف الأولي لحين وصولهم إلى المستشفى العسكري المفترض!! أو المستشفيات الأهلية الغير مؤهلة للقيام بمثل هذه الحالات؛ إن ما رأيناه هما أثنين من الجنود في حالة خطيرة وواحدٌ منهم “يعالج” على السرير وباب العمليات مغلق والمصاحبين لهما يصرخون ويطالبون ولا من مجيب .. أهكذا يكون حال الجندي العراقي المصاب في العراق العظيم لا يجد مَنْ يعالجه ويجلب من ساحة المعركة إلى مستشفيات بعيدة ويلاقي هذا الوضع المخزي والمؤلم.
هذه الحالة التي رآها الناس هي أبشع وأهم من التبريرات التي سمعناها وهي مقدور عليها وباستطاعة وزارة الدفاع أو يجب أن يكون لديها مستشفى و مستوصفات ومراكز إسعاف أولي بالقرب من الوحدات والمعسكرات وهي لا علاقة لها بالإرهابيين ومباغتاتهم و”إثبات وجودهم” …فإلى متى يبقى الحال على ما هو عليه ويبقى أولادنا عرضة للموت في كل الأحوال!!؟