جلسَ رجل في زاوية المطعم وبيده ورقة وقلم، فشاهدته عجوز كانت جالسة أيضاً عن بُعد، فظنت أنه يكتب رسالة لأمه، والمراهقة حسبت أنه يكتب رسالة لحبيبته، والطفل خال له أنه يرسم! والتاجر ظن أنه يدبر صفقة، والموظف إعتقد بأنه يحصي ديونه، فكان كل شخص يفسر تصرفات الآخرين من زاوية إهتماماته، فكل شخص يرى الناس بعين طبعه فلا تظلموا أحداً، وعلى أي حال فلن نسلم من كلام الناس أبداً.
كتُبت رسائل حب ووئام كثيرة من قبل الرجال الأشداء الحكماء، والنساء المؤمنات لأجل بناء الدولة العصرية العادلة، وقد ظنوا أنه يغازل الوطن، ويجامل على حساب الشهداء والدماء، أما الطفل الصغير فقد كان ظنه صحيحاً، فالحكيم طالما حرص كل الحرص، على رسم حاضر جميل ومستقبل أجمل لأطفال العراق وشبابه.
أما التاجر فكان يعتقد بأن الحكيم يدبر صفقة سياسية، لكنه مخطئ لأنه حكيم جداً فيما أعلنه، عند تأسيس تيار الحكمة الوطني، في الرابع والعشرين من تموز (2017)، فنراه قد طالب بحل المشاكل الإقتصادية وتحويل الإقتصاد الريعي الأحادي، نحو إقتصاد السوق الحر، وتشجيع الإستثمار لجعل العراق بلداً ناجحاً متقدماً، وبذلك ترعى الدولة جميع مواطنيها، ومنهم الموظف والمتقاعد والرجل البسيط.
إقتران العمل السياسي بالعمل الجهادي لأبنائنا الشباب، محوره هو أنهم لن يحيدوا عن هدفهم في بناء الدولة العصرية العادلة، فعناوين الشباب والخدمة هما الأبرز للمرحلة القادمة، لأن العراق يستحق أن نقدم له أفضل ما نملك، تبعاً لتغير الظروف، وأن نضخ في عروقه دماء كفوءة شابة جديدة، بعيداً عن التعقيدات والأساليب البيروقراطية الخانقة لتضميد جراح الوطن.
إن فسح المجال للشباب ليتصدوا للعمل التنظيمي والسياسي الجديد، خطوة مهمة كان يسعى أليها منذ زمن ليس بالقصير، لذا طالبهم الحكيم بأن يشدوا الرحال نحو المستقبل فهو يناديهم، رغم أن بعض المنعطفات قاسية لكنها إجبارية لمواصلة الطريق، فالولادات الكبيرة مؤلمة ودامية لكنها عظيمة، وتستحق التضحية لبناء عراق آمن مطمئن مستقر، يضمن للإنسان الحرية والأمان.
ختاما: سمعنا كثيراً بأسماء تيارات ولدت حديثاً، وتم تسجيلها في مفوضية الإنتخابات، ولكن ولادة تيار عملاق منذ أيامه الأولى، فهذه حالة يجب النظر فيها والوقوف عندها، فالأب الشرعي لهذا التيار هو تيار شهيد المحراب، وجاء من رحم المجلس الأعلى، وتجمع الأمل، والجهاد والبناء، وباقي المكونات التابعة له، فإحذروهم لأنهم قادمون وبقوة فالعملاق ينجب عملاقاً!
.