23 نوفمبر، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

العمـــــامــة الداعــشــية

العمـــــامــة الداعــشــية

لنبدء من النهاية، العمامة الداعشية ليست شيعية ولاسنية ، بل هي عمامة مدفوعة الثمن لاعلاقة لها بالانتماء المذهبي على الاطلاق ولايحق لاي شخص ان يلحقها بمذهب معين ويعلن براءة المذهب الاخر . 

ثمــــة حقــيقة كبــيرة تطــفو علـى سطـح الاحـداث الاخــيرة التي جـرت فـي العـراق،الحقيقة تقــول أن  العنـف الداعشي مصادره ثلاث (سياسي عراقي ولائه لدولة اقلمية وعمامة متطرفة وحاضن بائس).

ينبغي التأكيد أنه
ليس هناك قدسية ولاحصانة لمجرم مهما كان نسبه أو لبسه أو وظيفته.
 
يدفع العراقيون جميعاً ثـمناً عالياً نتيجة  الولاءات الخارجية لبعض السياسيين والعمائم الصانعة للتطرف والممهدة للقتل . 

بداية الغاية لانريد أن يتحول العراق إلى ساحة للتصفيات الاقلمية

الحرب مع داعش وأخواتها طويلة الامد ولاتختصر بزمن معين، فالدواعش يهاجرون منذ ُ زمن طويل إلى العراق التي يقولون إنها “ارض الخلافة” تلك الهجرة اتت كنتيجة لمعادلة توفر الدعم السياسي والعمامة الداعشية والحضن الامين ، الامر الذي سهل هجرتها عبر الحدود التي أخفقت القوات  عملياً في حمايتها وراقبتها وباتت  الطرق والممرات المشتركة مع البلدان المجاورة سالكة لدخول اشرار الارض .

يفتقدُ العراق إلى مركز رسمي يعنى بالدراسات الاستراتيجية التي تحلل نمو الحركات المتطرفة في البلاد،فمنذ مدة طويلة ووسائل الاعلام ومراكز الابحاث والدراسات المعنية تصرح علنا أن داعش تريد أن تغير نمط عملها من  حكم الصحراء إلى حكم المدن، هذا التغير المحوري في الفكر الداعشي لمن يكن محط اهتمام الحكومة، ومن دون ادنى شك أن هذا التحول سببه العمامة الداعشية التي تدفع لها الدول اموال كرواتب لهم فاانتجت مدارس دينية متطرفة وساهموا من  عمق  قلوبهم في تأسيس التنافر المذهبي والحرب الفكرية بين الشيعة والسنة تمهيدا لاشعال حرب الشوارع بين المذهبين مستخدمين فضائيات القتل والتطرف وسيلة لمخاطبة الجمهور.

انتعش  التطرف الديني المفتوح في العراق انتعاشاً غير مسبوق بعد أن غير  اصحاب العمائم القاتلة (صناع داعش المحلية) وسيلتهم فباتوا يحجون إلى الفضائيات الطائفية ويجلسون فيها أكثر من جلوسهم في المساجد والجوامع والمقرات الدينية الاخرى، أن مكافحة العمامة الداعشية لابد أن لايقل أهمية عن مكافحة الارهاب الارعن، فالقاعدة القديمة تقول :معالجة السبب افضل من معالجة النتيجة .

أن مصيبة  تدهور الاوضاع الامنية في العراق بتلك العمائم الخفية والظاهرة التي دمرت البلاد وحجبت على مواطنية الحاضر والمستقبل وتسعى إلى أن ينشغلوا بخلافات الماضي أن العمامة الدينية ليس امامها سوى أن تكون محطة تسامح ونقاء في هذا المجتمع ولابد أن تسلك المساحة الوسطى،

،إن مشكلتنا في العراق ليست سياسية أو دينية أو أجتماعية كما يصور البعض ، بل مشكلتنا بتلك العمائم التي تتقن تأويل التأريخ بزيفٍ ويصوروا لنا نقاط الخلاف بين المذاهب أكثر بكثير من نقاط الالتقاء، لاقيمة حقيقة للعمامة الدينية أن كان من يرتديها لايفكر الا بمصلته الخاصة على حساب دماء الابرياء ويتحول إلى مصدرٍ لتغذية الفكر المتطرف الذي ينتج قتلة ومجرمين لقتل الاخر المختلف .

العمامة الداعشية موجودة في كل زمان ومكان وكذلك العمامة المعتدلة والعراقيون امام امتحان صعب أما أن يرفعوا صوت العمامة المعتدلة ليعشوا بسلام وامان اخاء أو أن يسلموا فكرهم وآمنهم  للعمامة الداعشية ليصبح القانون الداعشي القائل :لكل عراقي عبوة ناسفة  أو سيارة مفخخة أو طلقة نارية نافذا !     

أحدث المقالات

أحدث المقالات