نعيش الحياة وكأننا باقون لمئات السنين يحدوا بنا الأمل ويبعث فينا روح البقاء…لكن الحياة قصيرة مهما كان عدد سنواتها فالإنسان يولد وكأنه ميتاً وبقائه في الحياة مجرد رقم قد كتب فيه عدد الساعات والايام التي يعيشها…
اذا لماذا نحزن ونشقى من اجل البحث عن السعادة الابدية في هذه الدنيا ونحن نعرف المعادلة الوقتية للعمر وندرك جيدا ان لكل بداية نهاية…
كثيرا ما نتعرض في هذه الدنيا لنكسات وازمات تتركها لنا العقبات المستحيلة في هذه الحياة..
نجلس مع انفسنا نتأمل ساعاتها.. ماضيها.. حاضرها. والادهى من كل ذلك مستقبلها ونحن نعرف جيدا انه من المبهمات المخفية..
نفرح بمجرد حصولنا على مبتغانا وننكسر فجأة ويدخل الحزن في قلوبنا اذا ما انعكست الظروف التي نعيشها وتحولت الى نتائج سلبية…
آمالنا كثيرة ولكن اغلبها من عالم الخيال فمن لا يزرع ويؤمن بحقيقة الواقع لن يحصد من آماله الا الخيبة ويحولها فجأة الى عالم النسيان….
كثيرا ما بكينا من الآلام التي ترافقنا ونحن نعيش مع الايام والتي تأتينا بأنواع واشكال ومواقف مختلفة… واقوى هذه الآلام هو ألم الفراق لأنه يؤدي دوما الى طرق مغلقة لا يمكن علاجها الا بطريقة واحدة هي طريقة النسيان.. واذا ما دققنا كثيرا في مفاصل حياتنا التي قضيناها بحلاوتها ومرارتها فان من نعم الخالق على المخلوق هو نعمة النسيان لأنها تعيد برمجة انفسنا من جديد وبلحظة تهون علينا آلام الفراق فيندمج النسيان بكل عناصره وقوته ويقضي على احساس موجود في المشاعر العاطفية لتتولد بعدها انظمة مشاعر جديدة مع حياة وعالم جديد يستطيع تحويل الامس الى ذكريات وجدانية ولكنها اقل وطأةًّ بمفهومها وتأثيرها ودلالتنا على ذلك هو استمرار الحياة بأفراحها من جديد فكم تمر يوميا سيارات الاعراس من قرب المقابر وهي تحمل انواع الزينة وفيها كل مظاهر الفرح وتحمل في داخلها اقارب العرسان مبتهجين بعالم فرح جديد بعيدا عن ذكريات واحزان من في القبور…
هنا تدخل مرحلة العمر بأرقامها الدقيقة فكلما تقدمت تلك. المرحلة تجد ان الآمال قد تغيرت واصبح الانسان يبحث عن شيء جديد يجد فيه راحته النفسية قبل كل شيء بعيدا عن التفكير بالمكاسب التي كان يتمناها بأوقات سابقة.. اذا هنا تتقلص ساعات اختيار المكاسب الدنيوية وبصبح الاختيار اقرب الى الهدوء المادي وتصبح كل المشاريع الماضية مجرد عالم خيالي لا يصلح الا ذكريات اغلبها منسية لأنه لم يتحقق في لحظة معينة ويكون استدراك الذكريات للأحداث الحقيقية التي حدثت في حياتنا ومواقعها الجغرافية والاشخاص الذين عاشوا معنا تلك اللحظات…
هذه هي التركيبة الحقيقية لعمر الانسان نجمعها في جمل بسيطة:-
(( احلام طفوله..اعمال جادة…ذكريات….آمال وهمية منقطعة ))…….