السيد حسن المدرس استاجره شخص لهدم جدار في بستان ، وبعد الاتفاق على الاجرة ونوعية العمل بدا السيد بهدم الجدار واثناء عمله جاءه شخص طلب منه ان يتوقف عن هدم الجدار فرفض السيد التوقف عن الهدم فصاح عليه بصوت عال الم اقل لك توقف عن هدم الجدار ؟ فقال له السيد وماعلاقتك بالعمل انا اؤدي ما اتفقت عليه مع الشخص الذي استاجرني ، فقال له انا صاحب البستان ، فقال له السيد هات بينة تثبت ذلك ، فاستغاض الرجل وتركه وهو يردد بعض الكلمات ، ذهب الى مكان الاستراحة وارسل اثنين من الخدم لياتوه بالسيد وبالفعل جاءوا به فقال له الرجل اني ارى انك لست بعامل ما هي حقيقتك ؟ فكان السيد يحمل ملفوفة قطعة قماش فتحها واخرج الجبة والعباءة والعمامة فارتداها وقال له انا طالب علم وبسبب ضيق الحال اعمل بعد انتهاء الدروس لكي اعيش ، فتعجب الرجل وامر احد الخدم بتبليغ التاجر الفلاني بتخصيص ثلاثة تومانات شهريا للسيد .
هذا الرجل هو محمد رضا خان قائد جيش القاجار على اصفهان بداية القرن الرابع عشر الهجري .
الغاية من القصة هي مسالة راي وعرف وليس فرض وان كان العرف يصبح حكم ، فالعمامة رمزيتها ان من يرتديها يعني انه رجل دين ، وهذه العمامة تفرض التزامات على من يرتديها حتى يعطي استحقاقاتها ، للاسف هنالك من هو ليس باهل لها وضعها على راسه ومارس الدجل فالمشكلة باخلاقه وليس بالعمامة .
العمامة يكون مكان حضورها هي الحوزة والجامع والقضاء والاجتهاد المؤسسة الدينية فمن يمارس هذه المهن يضعها على راسه وبخلاف ذلك حفاظا عليها من الجهلاء الافضل ان لا يرتديها المعمم .
رجل الدين لا يعني انه لا يحق له ممارسة بقية الاعمال بل من حقه ان يكون طبيبا ومهندسا وتاجرا وعامل بناء ولكن هذه المهن لا يعني عند ممارستها ان تكون معمم ، فالعمامةالها خصوصياتها .
حقيقة هي مجرد وجهة نظر ليس من الصحيح ان يكون معمم موظف في نادي رياضي مدرب او ماشابه ذلك ، نعم من حقك ان تمارس الرياضة ولكن بزي الرياضة ، فهل رايتم ضابط بزي الضباط يمارس مهنة البقالة ؟ ليس من الصحيح ان يكون المعمم موظف الدوائر الحكومية العامة ليس حجبا لحقه بل حفاظا على مكانة العمامة ، فليلبس الزي الوظيفي المتعارف بين الموظفين ويعمل معهم امر رائع ، لا نحاول ان نهرب من الحقيقة فهنالك اصبح من ينظر الى العمامة نظرة سلبية بسبب السلبي الذي وضعها على راسه وبسبب التصرف غير اللائق عندما تكون على الراس . رمزية العمامة هو الدين هي الاخلاق هي عدم الغش وهكذا بل حتى طبيعة المسير للمعمم يجب ان تكون باتزان ، اما ان ارى معمما يقود دراجة نارية وخلفه زوجته وامامه اطفاله فهذا الامر لا يتفق وحصانة العمامة ، نعم الظروف قد تحتم عليه هذا التصرف فالاجدر به ان لا يرتدي العمامة وهو بهذه الصورة ، فهل رايتم عامل مطبخ يرتدي زي الطباخة يتجول في الاسواق بزيه هذا ؟
قبل سقوط الطاغية اتفقت مع رجل دين على ان يعقد قراني ، وجاء عصرا وهو يضع على راسه غترة وبيده كيس او كما نسميها ( علاقة) مصنوعة من كيس الرز فعندما دخل الدار وجلس اخرج العمامة من الكيس وارتداها وبعد انهاء العقد اعاد العمامة وخرج ، طبعا في تلك الظروف معروفة مسالة اعتقال العمامة من قبل الطاغية ، شاءت الصدفة بعد سنين من سقوط الطاغية ان التقي بالرجل نفسه وبيده نفس الكيس وعلى راسه الغترة فاقتربت منه وسلمت عليه وقلت من المؤكد لا تعرفني ولكن جنابكم من عقد قراني قبل عشرين سنة فابتسم وقال بالتوفيق قلت له احزر ان في الكيس العمامة فابتسم وقال نعم قلت لم لا ترتديها ؟ فقال هكذا افضل .
نعم العمامة لها قدستها ورمزيتها ولكثرة المتلبسين بها للاسف اصبح الراي يجمع الكل بالسلبية . واليوم وانا في ايران رايت ممن ينتقد تواجد المعمم في الدوائر المدنية بل بعضهم فرض على المؤسسة لانه معمم وليس كفاءة العمل وهذه الطامة الكبرى ، ونكرر هكذا تصرفات ادت الى ردة فعل سلبية من قبل الشارع الايراني ، اتمنى ان لا اكون قد تدخلت فيما لايعنيني ولكن اكتب هذا المقال حفاظا على رمزية العمامة وعدم وقوع الصدامات مع الظنون السيئة من قبل المواطن العادي .