يشهد التاريخ العراقي مواقف ومآثر وطنية عظيمة اقترنت بمواقف رجال الدين المعممين الثائرين ، من الطائفتين الشيعية والسنية ، في مقارعة الأستعمار والظلم وحكم الطغاة والرجعية والجشع والطائفية والأفكار المسمومة اجتماعيا .
واذا استثنينا الدور المؤسساتي وتأثيره الشعبي الواسع الانتشار للحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف ، وبقية المراكز المقدسة في كربلاء والكاظمية وسامراء والأعظمية ، فأن القيادات التي جمعت بين البعدين الفقهي الديني والسياسي الثوري ، تشخص في آفاق الذاكرة اسماء مثل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، ومحمدالحسين آل كاشف الغطاء ، والشيخ كاظم آل نوح خطيب الكاظمية ، والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر ومحمد باقر الحكيم وغيرهم من اماجد العراق .
اليوم تجد ان عشرات العمائم السوداء والبيضاء التي تجلس في مجلس النواب ، او تأخذ مواقع في السلطات التشريعية والتنفيذية الأخرى ، وهي تستنزف ذلك التاريخ العريق المشرف المطّهر الذي ارتبط بقدسية الأحساس لدى المسلمين في العراق .
العمامة وخاصة السوداء ، ارتبطت بالمقدس ، وحين تتورط بالسحت الحرام والكذب وسرقة المال العام وكل انواع الموبقات وصولا الى قتل الشعب ، فهذا الدور الاجرامي المزدوج ، يجعلها ذات تأثير سلبي على الآخرين ، بما يعني ان القوانين تبدأ تسير بالمقلوب فيصبح الحرام حلالا والحلال حراما ..!
انسحاب السيد مقتدى الصدر من العملية السياسية اصاب العراقيين بالصدمة والشعور بالخيبة ، فغياب قائد وطني ثائر وشجاع يعادل غياب بطل صنديد من ارض الميدان .
انسحابك ياسيدي مقتدى ، يعني اختفاء عمامة مقاومة نادرة القوة والتأثير في هذا الوقت الذي يشهد عودة الدكتاتورية والطغيان بأبشع صورها واساليب فسادها وخرابها .
نداء الشيخ الشجاج صباح الساعدي يوم امس للسيد الصدر بالعدول ينبغي ان يتحول الى مظاهر تنظم مطلب وطني عام بعودة هذه العمامة الثورية لساحة الصراع والألم الوطني .
[email protected]