استفسر احد المؤمنين من مراجع الشيعة في العراق وايران ولبنان عن اصل العلوين وعقيدتهم ولمن يرجعون فكريا وموقفهم من الاسلام . فوجدت الرد من جميع الفقهاء من داخل العراق وايران ولبنان اجمعوا إنَّ هناك من الكُتّاب من نَسَبَ العلويين في الشام والعراق وتركيا وايران إلى فرقة النُصيريّة البائدة، لأنه لما فُتحت بعلبك وحمص استمد أبو عبيدة الجراح نجدة فأتاه من العراق خالد بن الوليد ومن مصر عمرو بن العاص،ومن المدينة جماعة من أتباع علي{ع} وهم ممن حضروا بيعة الغدير في غدير خم وكان عددهم يزيد على أربعمائة وخمسين مقاتلاً فسُميت هذه القوة نُصيريّة وبعد جهادهم ملكوا أراضي فسُميت تلك الأراضي بـ “جبل النُصيريّة” وهي جهات من جبل الحلو ، ثم أصبح هذا الأسم علماً لكل جبال العلويين من لبنان إلى أنطاكية.
أما فيما يتعلق بأصل التسمية “العلويين”
تعريفهم بهذا الاسم لم يكن هدية من احد، ولا منَّةً عليهم -كما يتوهم البعض- وإنما هو اسمهم الذي عُرفوا به قديماً وحديثاً، والذي ما زال أحفادهم يُعرفون به إلى أن ضعُفت شوكتهم وغُلبوا على أمرهم، فسلبهم العثمانيون اسمهم واستبدلوه باسم “النصيريين”، سيراً على سلوكهم تجاه أتباع أهل البيت {ع} وتم لهم ما أرادوا: وفرَّقوا بين العلويين وبين إخوانهم الإماميين، وألزموهم اسم النصيريين رغما عنهم الى قيام الحرب العالمية الأولى، فهبَّ العلويون لمقاومة فرنسا، واشترطوا على العثمانيين اشتراكهم مقابل تعريفهم باسمهم الحقيقي “العلويين”.هكذا ثبت اسمهم ** اما عقائد العلويين لا تختلف مطلقا عن عقائد الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع، والدليل هو آثار علمائهم وكتّابهم ومثقفيهم، ناهيك عن البيان التاريخي الذي أصدره كبار علماء العلويين ، ووقع عليه أكثر من 80 عالم ورجل دين علوي، والذين جعلوه ميزاناً لتمييز العلوي عن غيره، واعتبروا كل علوي لا يقر به خارج عن دوحة الولاية العلوية. اما عقائدهم هي كما وردت في كتبهم .. اولا التوحيد: يعتقدون بوجود إله واحد خالقٌ للعالم، لا شريك له في الملك،.وعقيدتهم في التوحيد تنفي اتهامهم من الكتاب العثمانيين حيث انهم { نفوا الحلول والاتحاد، وقالوا في التجرد وتنزيه الله سبحانه وتعالى ونفي الجسمانية عنه.
الثانية العدل: يعتقدون إنَّ الله عز وجل. منزّه عن الظلم وعن فعل القبيح والعبث، ثالثا النبوة: يعتقدون انَّ الله يصطفي خيرة عباده رسلاً لإبلاغ رسالاته للناس، ويعتقدون إنَّ الأنبياء ذَكَرَ القرانُ منهم خمسة وعشرون نبياً ورسولاً أولهمادم {ع}وآخرهم سيدنا مُحمّد بن عبد الله {ص}وهو خاتم الانبياء.
رابعا الإمامة:يعتقدون انَّ الإمامة منصبٌ تقتضيه الحكمة الالهيّة في مؤازرة الأنبياء بنشر الدعوة الالهيّة، ، وأن الإمام معين بنصٍ إلهي وأنه معصوم مثل النبي لكي يطمئن المؤمنون بالاقتداء به في أقواله وأفعاله. ويعتقدون أنَّ الأئمة بعد النبي هم:علي بن أبي طالب أمير المؤمنين, والحسن بن علي والحسين بن علي والسجاد علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري ومحمد بن الحسن المهدي عليهم السلام . وان المهدي مغيب عن أبصار الخلق لحكمةٍ إلهيةٍ يظهره الله في آخر الزمان يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما. … خامسا المعاد: يعتقد العلويون أن الله يُعيدُ الناسَ بعد الموت للحساب، فيُجزي المُحسن بإحسانه ويحاسب المسئ بإساءته…. واخيرا يؤمنون بكل ما جاء في القرآن الكريم، وما حدّث به النبي{ص} من أخبار يوم القيامة والجنة والنار، والعذاب والنعيم، والصراط والميزان ،والشفاعة. هذه المعلومات توجب علينا ان نطالع عقائد ابناء مذهبنا قبل اطلاق التهم الباطلة . او الاخذ من اعداء مذهب اهل البيت{ع} انهما دعوة ولكم الاختيار
الشيخ عبد الحافظ البغدادي