23 ديسمبر، 2024 8:51 م

العلويون قادمون للتغيير في تركيا !!

العلويون قادمون للتغيير في تركيا !!

يتكون الشعب التركي من خليط فسيفسائي من اعراق واطياف مختلفة تجانست منذ القدم لتشكل دولة تركيا الحديثة . ويشكل العلويون (10 ) مليون نسمة من مجموع الشعب التركي البالغ (76) مليون نسمة . ولم تعترف تركيا الاسلامية سابقاً و العلمانية حديثاً  بالهويات الفرعية وتمسكت بالهوية العثمانية ، واليوم بعد هذه المسيرة الطويلة تطفو على السطح معاناة العلويين والشيعة شأنهم شأن الكرد الذين يقاتلون الحكومة التركية للمطالبة بحقوقهم . و يعترف ( اردوغان ) للمرة الاولى بوجود فتنة طائفية بين ابناء الشعب التركي حسب رأيه ، انها ليست فتنة وانما المطالبة بالحقوق والمساواة . ولصقت بالمتظاهرين في ميدان تقسيم بان معظمهم من العلويين الذين يتبنون اليسارية والشيوعية والعلمانية والالحاد ولا تربطهم بالدين والعلوية والشيعة سوى الاسم فقط بغية تشويه صورتهم في المجتمع التركي المحافظ . وخلق اصطفاف طائفي لحزب العدالة والتنمية وقد نجح في ذاك الى حدٍ بعيد لتنظيم التظاهرات المؤيدة لـ (اردوغان ) في المدن الاخرى . ان اعترافه بوجود قوى اقليمية ودولية  لخلق فتنة طائفية في تركيا ، يأتي جراء ايمانه بنظرية المؤامرة وما اقترفت يداه بحق الشعوب والدول المجاورة لا سيما العراق وسوريا من التدخل بشؤونها وايجاد تنظيمات طائفية وبؤر ارهابية مزقت النسيج الاجتماعي لها ، لذا فان الذي يحدث في تركيا هو انعكاس  لما يحدث لنيل الشعوب حريتها وكرامتها جراء الاحتلال التركي الطويل لها . واللافت للنظر ان المنطقة لم تشهد مثل هذا الاصطفاف الطائفي سابقاً مثلما نراه اليوم جراء سياسة حزب العدالة والتنمية الطائفية وتبنيه افكار سلفية ووهابية متشددة لجعلها تحت العباءة العثمانية ، مما جعل المنطقة في بركان طائفي محموم   . نعتقد ان ما ارتكبه ( اردوغان ) وحزبه في اشاعة ثقافة التطرف في المنطقة سوف يفتح الباب على مصراعيه من الان لتدمير تركيا العلمانية ومبادئها الخمسة وزعزعت السلم والامن الاقليمي وتحرك الشعوب المنظوية تحت الدولة التركية الحالية الى المطالبة ليس بحقوقها فحسب وانما بالاستقلال وبالتالي تشرذم تركيا الى ثلاث دويلات ( تركية – كردية – علوية ) ، وسينقلب السحر على الساحر وتذهب احلام ( اردوغان ) ادراج الرياح في اعادة مجد الخلافة العثمانية الى سابق عهدها ، واستقطاب التنظيمات الاسلامية المتشددة و استمالتها للشد الطائفي ومحاصرة الهلال الشيعي المزعوم بالتنسيق والتعاون مع السعودية و الاخوان  والقاعدة والنُصرة والسلفية والوهابية. فيما سيكون الغرق الحتمي  لـ (اردوغان ) وحزبه اتٍ لا ريب فيه وبالتالي ستفشل كل محاولاته لقبر ثورة العلويين والاكراد  في اعلان دولتهما المستقلة ، وسيكون  هو احد معاول التهديم للدولة التركية الحديثة .