6 أبريل، 2024 7:00 م
Search
Close this search box.

العلم للجميع ولكن بشرط

Facebook
Twitter
LinkedIn

المعرفة من حق الجميع ولكن بشرطها وشروطها ، تقسم المعارف الى صنفين معارف دينية ومعارف دنيوية ، الضوابط في المعارف الدنيوية اكثر تنظيما من الضوابط في المعارف الدينية ، كيف ذلك؟ لان الذين يشتغلون في شتى صنوف المعارف الدنيوية يتنافسون فيما بينهم بالافضل ولا ينتقص احدهم الاخر وكل ضمن تخصصه ، يعني عالم الكيمياء لا يتدخل بعلم الفيزياء والمهندس لا علاقة له بالطب والمخترع الميكانيكي لا يشغله الصيدلاني وحتى ضمن الصنف الواحد يتنافسون بالافضل اي من يكتشف او يصنع الافضل هو الافضل ولا يستطيع احد ان يفرض السيء على المجتمع الا الطواغيت وليس العلماء .

بينما العلوم الدينية لان ثمارها اولا في الاخرة فيحصل الخلط في الدنيا ، والدين برمته مهما كان اسمه هو ان الله عز وجل يريد للخلق الافضل من حيث العبادات والمعاملات مهما تكن الديانة فالانبياء والرسل والمعجزات جاءت من اجل البشرية .

الحديث عن علوم الدين هي محل نقاش فعلاقة الانسان مع الله عزوجل ومع المجتمع ، فالعلاقة الاولى شانه ولا علاقة للاخر به ، واما نوع العلاقة مع الله والمعتقدات التي يعتقدها الانسان فيما تخصه لايحق للاخر ان يتهجم عليه علنا قد يكون هو على خطا فالمفروض ان تظهر ما تراه الصح دون التهجم على الاخرين ،التاريخ بكل صفحاته وكتابه وعلومه لايمكن لاحد ان يجزم بصحة رايه في التاريخ دون الاخرين ، والمعارف الدينية لكل معرفة تخصص ، الحديث علم الرجال الفقه البلاغة القران المنطق الافتاء ووو ، المجتهد هو من يغوص في المعارف الخاصة باصدار الحكم وفق ما يعتقده هو وهو المسؤول عن ما يقول .

نحن المسلمون متفقون على الله عز وجل ورسالته المبعوثة عن طريق رسول الله محمد (ص) بواسطة المعجزة القران الكريم ، وكلنا نريد ان نسلك الطريق الصحيح لرضا الله عز وجل ، فليس من الصحيح ان نشتم من لم يسلك نفس طريقنا ، ومن هذا المنطلق كثيرا ما اطلع قراءة او مشاهدة لاشخاص يغوصون بعلوم لا نفع منها سوى انتقاص الاخرين وهو ليس على حق ، وهنالك من يحاول ان يختلق قصصا هزيلة لكي يدعم رايه الذي هو اصلا فيه اشكال ، وانا اشاهد احد هؤلاء اسمه عبد الزهرة اللاري وهو يحكي قصة سني يمدح عمر وشيعي يمدح علي وتخاصما فجاء امريكي ليحل النزاع وعندما سالهم اين علي وعمر قالوا له الحدث قبل الف سنة فتعجب منهم الامريكي وبدا يضحك عبد الزهرة اللاري ومعه عدنان ابراهيم ، لا اقول الا ان هذه القصة ضمن منطق التفاهة ، فان كنت انت ومن على شاكلتك ضامن ان الله عز وجل يرضى عنك وهو الصحيح وغيره الخطا فهذا دليل على الوهم ، لا احد يستطيع ان يضمن رضا الله عز وجل اذا كان الامام السجاد عليه السلام يقول لو بقي اثنين احدهما يدخل جهنم لخشيت ان اكون انا .

قدس من شئت من رجال التاريخ ولكن لا تفرضه على غيرك هذا اولا وثانيا اظهر المحاسن لكي تلفت انتباه الاخرين لا ان تشتم لكي تلفت انتباههم ، يقول الامام الرضا عليه السلام لو علم الناس محاسن كلامنا لاتبعونا .

لكل انسان له الحق في قراءة التاريخ وفق مفهومه ولا يحق للاخر التهجم عليه ، قد يكون هنالك نقاشات علمية للعقلاء للوصول الى الحق شريطة ان لا تكون بمحضر العوام لانه سينحرف الحوار عن مساره الصحيح .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب