23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

العلم في غير محله جهل وداء

العلم في غير محله جهل وداء

العلم والمعرفة فضاء شاسع اثيره رائع نهاره ساطع ليله نافع بشرط تنظيم المواضع من حيث العقول والفضول والحلول وبخلافه يصبح داء وبلاء ومادة للجهلاء والاستهزاء ، والمقولة التي تجسد مقدمتنا هي ” ليس كل ما يعرف يقال ، وليس كل ما يقال حضر أهله ، وليس كل ما حضر أهله ، حان وقته ، و ليس كل ما حان وقته صح قوله ” .

هنالك علماء خاضوا في علوم لا طائل منها وليس لانها لا فائدة منها بل هي علوم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولكن توقيتها وظروفها والعقول التي تتلقاها، وهل تحدث تاثيرا في حياة المجتمع؟ ، هذا ما يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار ، فهنالك علماء او كتّاب اثاروا علوما اثارت الشحناء والبغضاء والاستهزاء حتى وصل الحال لانكار الحقيقة ، واخطر من يخوض في علم ليس في محله هو الاعلام ، فالاعلام وسيلة وغاية وكما يقال سيف ذو حدين ، هنالك من توفرت له كل الامكانات التي تؤدي الى نجاح المهمة من مال وخبرة ورجال الا انها استخدمت استخداما سيئا اما بقصد او بجهل الا ان النتيجة واحدة وهي سلبية وهدم قيم المجتمع .

كل العلوم نافعة، التوقيت هو محل النقد لان نفعها يصبح محل انتقاد مثلا اشاهد من يتحدث عن فوائد غرائب القران ان صحت غرابتها وهذا لا اشكال فيه ولكن هل يا ترى المتحدث يحفظ ويطبق ؟ يتحدثون عن البرزخ والاخرة وكيف تكون الجنة ، فان جهلتها هل تؤثر على ايماننا ؟ واخر يتحدث عن احداث تاريخية لماذا حدثت ولماذا لا تكون كذا؟ نعم قد يكون فيها بحث جميل واستدلال يحل التعليل ، اكرر هي علوم بحق ولكن ماذا نحن بامس الحاجة له ؟ اقرا كتب اتالم عل الاموال التي صرفت على طباعتها والجهود الني بذلت لترويجها ليس لانها لا تنفع بل لان الوقت ليس وقتها والعقول لا تقراها ، وبعد مدة توضع على الارصفة لتباع كتاب بالف دينار

سالته عن سعر كتاب مجلة الموسم عن شخصية معينة قال ثمانية الاف قلت له بخمسة قال حتى بسبعة لا ابيع ، بعد يومين اشتريته بالف دينار من على ارضية سوق الحويش ، كم كتاب وعنوان على هذه الشاكلة ؟

موسوعة كبيرة وباهضة الثمن لاعراب موسوعة اخرى ، الا يعتبر هذا علم وجهد ؟ بل علم وجهد رائعان ولكن هل ادى الغرض ؟

الاعلام هنالك وسائل مكرسة لنشر الكذب واخرى لترويج الجرائم وثالثة لتسفيه عقول الناس وتصر على ذلك حتى تحقق مقولة كثرة المساس تعدم الاحساس فترى المتلقي يقرا خبرا عن جريمة بشعة يعقبها اعلان عن (مقوي جنسي ) ومن بعدها عقد جلسة ثم الاعلان عن ( جزامة احذية ) وهكذا يستدرج العقل الفردي ليصبح التسقيط جمعي

المشكلة الحقيقية ان الخوض في التاريخ يبدا ولا ينتهي والاستفهامات لا تنفذ ومن السهولة تحريك مشاعر الناس مع فقدان المصداقية ، فكم من كذبة اخذت صداها واحدثت تصدعات ليخرج المسبب ليعتذر او لينكر ولا احد يحاسبه ، وعلى نفس مغزى المثل المشهور (المال السائب يعلم على السرقة) ، وسائل الاعلام غير المنضبطة تعلم على الخسة والكذب وفقدان المصداقية وتشويه الاخلاق .

من خبث بعض مؤسسي وسائل الاعلام يحددون هدفهم على المدى البعيد يبدا مشوارهم الاعلامي بالتفاعل مع مشاعر الناس حتى ولو على حساب اهدافهم المرصودة وبعد ان تكسب ثقة الناس تبدا بنفث سمومها لدرجة تصبح هي المعيار على صحة الخبر من كذبه مهما كانت الحقيقة .

نحن اليوم بامس الحاجة لترتيب علومنا حسب الاولويات في حياتنا حتى لا تصبح محل استهداف الجهلاء ومثيرة الاستهزاء

شخص وجه لي سؤالا عن كيفية ظهور الامام المهدي وكيف سيحكم فاعتذرت له عن الاجابة وقلت اسالني عن اثبات ولادته وهويته فانه الاهم اما ما تريد معرفته فهو حاصل في وقته علمت به ام لم اعلم فهو واقع .