تفتخر جميع شعوب العالم براياتها الوطنية ، لأنها تمثل رمز وجودها ورقيها و معلما من معالم حضارتها التي تميزه عن سائر الأمم لما تحمله تلك الراية من خصوصيات ودلالات خاصة بتلك الشعوب.
كما يحتل العَلَم في تاريخ الشعوب والاوطان مكانة بالغ الاهمية وربما تصل تلك الاهمية الى درجة القدسية فضلا عن تعبيره لأمجاد الشعوب ونضالها من اجل الحرية والكرامة.
الشعب الكوردي من الشعوب التي لها جذور تأريخية تمتد لآلاف السنين ولعب دورا كبيرا وبالغ الاهمية في بناء وتطور الحضارة الانسانية ، وكان لابد ان يكون له كيانه الخاص على ارضه التي قسمت بين دول المنطقة عنوة من دون الرجوع الى رأيه، ولكن ارادة وعزيمة هذا الشعب كانتا اقوى من كل التحديات ولم يدخر جهدا في سبيل الارتقاء بعناصر الحياة الاساسية ومنها الحفاظ على الارض والثقافة والتراث والعناصر الاخرى لرقي المجتمع المتحضر.
اذا كان للعلم اهمية قصوى بالنسبة للشعوب المستقلة في العالم فان هذه الاهمية مضاعفة للشعب الكوردي نظرا لفقدانه الاستقلال على ارضه والتعبير عن وجوده على ارضه والحفاظ على قيمه ومبادئه الانسانية السامية ، فضلا على تمييزه عن سائر الشعوب والامم التي يتعايش معها او بجوارها منذ الاف السنين.
ففي الثاني والعشرين من كانون الثاني عام 1946، وفي احتفال كبير أمام حشد من الجماهير الغفيرة والعديد من رؤساء العشائر ورجال الدين وطلبة المدارس وجميع شرائح مدينة مهاباد الواقعة في شرق كوردستان ، أعلن القائد الكوردي الشهيد
القاضي محمد في ساحة (جوارجرا) الواقعة في وسط المدينة عن تأسيس جمهورية كوردستان الديمقراطية ورُفع العلم الكوردستاني فيها بشكل رسمي لأول مرة ، لتكون تلك الجمهورية نواة لأول كيان كوردي مستقل يُرفع فيه العلم الكوردستاني كرمز لجمهوريتهم في مداخل المدينة وعلى اسطح البنايات الحكومية والمدارس والميادين والشوارع الرئيسة وكذلك على اسطح وشُرُف جميع البيوت والاماكن العامة ومنذ تلك اللحظة التاريخية اصبح العلم الكوردستاني رمزا يمثل جميع ابناء الشعب الكوردي بمختلف معتقداتهم الدينية والعقائدية وتوجهاتهم السياسية والايديولوجية ولذلك كان العلم الكوردستاني رمزا لجميع الثورات التي اندلعت من اجل الحرية والكرامة.
ولأهمية هذا الرمز الوطني والقومي فقد صوت برلمان كوردستان في الحادي عشرمن شهر تشرين الثاني من عام 1999 على قانون رفع العَلَم الكوردستاني ومنذ ذلك اليوم تقرر ان يكون السابع عشر من شهر كانون الاول من كل عام يوما لرفع العلم واقامة الاحتفالات والمهرجانات الفنية والثقافية تيمنا بهذا الرمز الذي كافح وناضل من اجله .
يبقى ان نذكر بان العلم الكوردستاني يتكون من ثلاثة الوان رئيسة ، اللون (الأحمر) الذي يرمز إلى التضحية والفداء والدماء السخية التي قدمها الشعب الكوردي في سبيل الحرية والاستقلال واللون (الأخضر) يرمز إلى طبيعة كوردستان الخلابة وجبالها ووديانها الخضر، واللون (الأبيض) يرمز إلى السلام والوئام والتسامح والتعايش المشترك مع بقية الشعوب ، اما شعار العلم في وسطه فهو عبارة عن شمس اصفر اللون يرمز إلى الديانات القديمة للكورد و 21 شعاعا يرمز الى 21 اذار أي يوم عيد نوروز الذي يعد العيد القومي للشعب الكوردي.
فتحية لجمهورية مهاباد وتحية لروح القائد الشهيد القاضي محمد وتحية للشعب الكوردي في يوم العلم الكوردستاني.