18 ديسمبر، 2024 6:26 م

العلم الإيراني في شوارع بغداد

العلم الإيراني في شوارع بغداد

كالعادة يصنع العراقيون جدل على اي إشارة او حركة حتى لو كانت طبيعية ، واليوم الجدل دار حول رفع العلم الإيراني في شوارع بغداد.
صدقوني … ان الذي اعترض على رفع العلم الإيراني في شوارع بغداد، لم تستفزه او تحركه وطنيته التي انتفضت واعترضت خوفا على وحدة وسيادة العراق ، بل حركته مسالة اخرى وهي محاولة اعادة اذهان الناس الى حجم الولاء لإيران.
أنا شخصيا ارى ان رفع العلم الإيراني في مسيرة دعا اليها زعيم إيراني راحل هو شيء طبيعي وهو تجمع إسلامي اكثر من كونه تجمعا قوميا او وطنيا ، لان مناسبة يوم القدس في اخر جمعة من رمضان أصبحت رمزا لمحور المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
من ينكر انه لا يوجد اي دولة في المنطقة تدعم محور المقاومة اكثر من ايران التي فتحت خزائنها لكل الفصائل المسلحة، لكن بنفس الوقت من ينكر وجود البعض ممن يكن الولاء لإيران .. اذ ان من يخفي هذا الامر اما ساذج او يجانب الحقيقة، لكن لماذا لا تريدوا ان تصدقوا ان الرابط الاسلامي هو أقوى من اي رابط وطني (ان اكرمكم عند الله اتقاكم)، لذا فان الذي يحضى بدعم ايران لا يخجل من هذا الامر بل يفتخر ويعلن ذلك صراحة .
اذن من تعتقدون انه موالي لإيران هو غير وطني، هذا غير صحيح ، لان المسالة عابرة لحدود الوطنية وداخلة في حرب صراع الحضارات التي أشعلت شرارتها منذ اتفاقية سايكس-بيكو، ونتج عنها زراعة الكيان الصهيوني في المنطقة.
نعم لا احد يرضى ان يكون بلده حديقة خلفية لإيران او اي دولة اخرى، لكن الحقيقة تقول انه تحالف إسلامي صميمي لمواجهة الكيان الصهيوني وأي تهديد مصدره امريكا او هذا الكيان، وشبيه بتحالف امريكا والصهيونية والسعودية لمواجهة التحالف الاسلامي.