إن الشعوب العربية تتكون من خليط غير متجانس من قوميات مختلفة ,من العرب والكرد والامازيغ وغيرهم ومن أديان مختلفة, مثل الإسلام والمسيحية واليهودية والدروز والصابئة واليزيدية. وتتألف هذه الأديان بدورها من مذاهب و طوائف التي تنقسم إلى تيارات وجماعات متناحرة ومتصارعة داخل الطائفة الواحدة .حكمتهم الدكتاتورية بالحديد والنار لفترات طويلة.
وبعد قيام الشعوب العربية بثوراتها وانهيار هذه الحكومات, برزت الانتماءات الفرعية مثل الطائفية والمذهبية والعشائرية. تمثلت بالصراعات والنزاعات والاشتباكات كما يحصل ألان في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن ومن قبلها العراق, وذلك بسب انعدام أو ضعف الانتماء للدولة حتى باتت هذه الانقسامات تهدد كيان ووجود تلك الدول واستمرار بقائها.
أصبحت العلمانية هي الحل الوحيد الذي يمكن إن يجمع كل هذه الشعوب بأديانها وطوائفها ومذاهبها و قومياتها المختلفة, في الرجوع للمواطنة والدستور والدولة المدنية.
لذا توجب علينا معرفه مفهوم العلمانية, والعمل على تنظيفها من كل الأدران التي ألصقت بها عن عمد.
نشأت العلمانية بصورة منظمة مع نجاح الثورة الفرنسية في عام 1789م ,التي تم خلالها رفع مبادئ التنوير وهي المساواة في الحقوق والمواطنة والحرية, ومحو الأفكار السائدة عن التقاليد والتسلسل الهرمي والطبقة الأرستقراطية والسلطتين الملكية والدينية. والعلمانية من أهم المصطلحات في الخطاب التحليلي الاجتماعي والسياسي والفلسفي الحديث.
وتعني عدم تسلط الدين على الدولة والمساواة بين جميع الأديان وحرية ممارسه العقائد والعادات والطقوس لجميع تلك الأديان.
أي تعمل على تحرر الدين من قيود الدولة, وتحرر الدولة ومؤسساتها من رجال الدين. حيث إن المجتمع والدولة يجسدان علاقات اجتماعيه فقط وهي لا تلغي الأديان أو الممارسات الدينية, بل تخرج السياسة والتنظيم الاجتماعي من حيز الدين.
أي الإيمان بإمكانيه إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية, في تحديد أسباب المشاكل الحياتية اليومية للشعوب وإيجاد الحلول المناسبة لها بطرق علميه, دون التصدي لقضية الإيمان بالقبول أو الرفض
ونتيجة للمكتسبات التي حصل عليها رجال الدين بعد الثورات العربية من سلطه ونفوذ ومال, اتجهوا لبث الروح الطائفية وتثبيتها وتعزيزها بمختلف الطرق في سعيهم لبناء الدولة الثيوقراطية. وتشويه مفهوم العلمانية واتهامها بالكفر والإلحاد. للعمل على إجهاض محاوله العلمانية في سعيها للم شمل هذه الشعوب وتبني العلم والمعرفة لبناء الدولة وتخليص تلك الشعوب من شبح الجهل والتخلف والتبعية.