19 ديسمبر، 2024 12:00 ص

العلمانية بين قمع الكنيسة ورحمة الاسلام ..

العلمانية بين قمع الكنيسة ورحمة الاسلام ..

جاء مصطلح “العلمانية” من الكلمة الإنجليزية “Secularism” (سيكيولاريزم) وتعني فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة مادية بحتة بعيداً عن تدخل الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته. وجاء هذا التفسير من قبل الغرب بعد أن شهدت أوربا حروبا ضارية وصراعات بين الكنيسة من جهة وأتباع النهضة العلمية التي شهدتها آنذاك حيث وقفت الكنيسة ضد العلم والعلماء وشردت الكثير منهم وأعدمت محاكم التفتيش التي انشئتها الكنيسة وأحرقت الكثير منهم أحياءا واتهمتهم بالهرطقة ..ونتيجة لاستعمار الدول العربية من قبل الغرب والشرق تم استيراد هذا المذهب السياسي فدعا معتنقيه لفصل الدين عن الدولة وحاولوا تمريره إلى المنطقة العربية والإسلامية فتم بقصد تعميم فكرة إن كل دين هو ضد العلم والعقل ومن تلك الأديان هو الإسلام , وذلك لإبعاد الشعوب الإسلامية عن دينهم الحق ولكن كل جهودهم تلك باءت بالفشل فلم يتم الانقلاب على الدين كما توقعوه ذلك بسبب بسيط هو إن الإسلام مع العلم ومع العقل بل هو العلم والعقل بذاته وموضوعه هذا إذا علمنا إن الحرب التي تم رصدها ضد الإسلام كانت حربا عالمية جندت لها كل الإمكانات المادية والإعلامية والعسكرية .
إن هذه الإشارة بفشل الانقلاب العلماني كاملا في المنطقة الإسلامية لم يقم احد بإمضائها وإعلانها حديثا إلا سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله حيث إن اغلب المفكرين لم يوفقوا إلى إعلان ذلك بسبب قصور نظرتهم إلى واقع الحال فقد أكد سماحة السيد في المحاضرة الثانية عشرة في معرض كلامه حول حياة السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدست نفسه الزكية حيث قال سماحته في نظرته إلى العلمانية (لا نكون كالجهلاء وكالببغاوات نرفض العلمانية نكفر العلمانية ، العلمانية ماذا تقول؟ العلمانية تدعو الى العلم، العلمانية اتت لمحاربة الكنيسة، لمحاربة القياصرة الذين كفروا العالم، كفروا النظريات العلمية، كفروا العلم وطلب العلم قتلوا العلماء صلبوا العلماء فاتت دعوى للعلم، العلمانية اتت من العلم اتت من طلب العلم اتت من الدعوة للتعلم اتت من الدعوى الى المعرفة” ) واكد سماحته .. ( انه لا اشكال لديه مع العلمانية المقترنة بالدين والإيمان والإخلاص وإنما ضد العلمانية التي تفتك وتطيح بالدين وتبعد الناس عن الله تعالى وتجعل علاقة الانسان عبارة عن آلة رقم حسابي لجهة معينة) . وأضاف سماحته .. ( لماذا لم يحصل الانقلاب الكلي في المجتمع الاسلامي في تأثيرات المارد العلماني الماسوني لأن الاسلام هو الذي دعا الى العلم هو الذي امر بالعلم هو الذي امر بطلب العلم ليس كالكنيسة وحكم الكنيسة والمعابد اليهودية وغير اليهودية اولئك حاربوا العلم ،اولئك جعلوا ضمن المنهج والنظرية الدينية عندهم محاربة العلم وأهل العلم بينما الاسلام دعا الى العلم والى طلب العلم لكن العلم مع الاخلاق الحميدة الفاضلة , مع الايمان ))