لا يخفى على المتتبع ما يقوم فيه العلمانيين من مظاهرات مستمرة بائسة تستهدف القوى الإسلامية وبالذات القوى الشيعية، متهمةً إياهم، بالفشل في الحكم، وكأن الشيعة هي الجهة الوحيدة الحاكمة للعراق.
متناسين الآخرين من الأحزاب السياسية الممثلين في الحكومة، واغلبهم متهمين بالفساد؛ محاولين تصدير فكرة للمجتمع، بأن الشيعة لا يجيدون الحكم ولا يستطيعون إدارة البلاد من خلال تظاهراتهم وسعاراتهم ، بإيهامهم بأن العلمانية هي الطريق الأمثل في إدارة البلاد؛ مستشهدين بالثورة الفرنسية ونتائجها على المجتمع الأوربي التي دعت الى فصل الدين عن السياسة، والأحرى إبعاد الكنيسة عن التدخل بالسياسة؛ حيث يعتقدون بأن (رجال الدين) لا يحق لهم التدخل بالسياسة، متناسيين غالبيته العظمى المسلمة.
لكنهم لم يدركوا الفرق بين المسيحية والإسلام, إننا نؤمن بأن ديننا الإسلامي متكامل, ولم يتعرض للتزييف والتحريف إطلاقاً، كما حدث عند المسيحية, والإسلام يمتلك كم من النظريات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية؛ وهو الوحيد الذي يتناول الحقوق والحريات بصورة واسعة من كل الجوانب التي تحفظ حرية وكرامة الفرد المسلم والغير مسلم الذي يعيش بينهم؛ مع الحفاظ على الحرية والدين في آن واحد؛ وهذا غير موجود لدى غيره.
لقد تصدى الشيعة للعملية السياسية في العراق بعد سقوط البعث عام ٢٠٠٣ في ظل كل الصعوبات والمعوقات التي أحاطت بهم؛ كالاحتلال ومحاولة دول الجوار ان تضع لها بصمة في إدارة البلاد، والدفع لعدم الاستقرار، وإضعاف الاقتصاد، ووضع العراقيل أمام بناء الدولة ومؤسساتها,مُحاوِلةً إضعاف الحكومة الجديدة، حتى وصل الحال لتأسيس الجماعات الإرهابية ودعمها, فكان الشيعة الطرف الوحيد المستهدف، حتى صدور فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي.
فلم نسمع هناك فصائل للعلمانيين: ودعاة الدولة المدنية هبت للدفاع عن وطنهم وأنفسهم, و لم يقدموا أي دعم لمعركتنا ضد الإرهاب, ولو بكلمة واحدة، سوى السُباب والشتيمة ضد الإسلاميين والهجوم على المرجعية التي أوقفت زحف الإرهاب نحو بغداد, لقد دفعت الفصائل الشيعية المجاهدة مئات الشهداء من كافة الأعمار؛ حتى طهروا ارض العراق من براثن الإرهاب الداعشي، إلى إن وصلت انتصاراتهم إلى اكبر معاقلهم وهي مدينة الموصل.
وان الشيعة بصورة عامة والمرجعية الدينية خاصة, لهم تاريخ مشرف في مواجهة الغزوات التي ابتليت فيها البلاد كالعسكرية والفكرية؛ ونذكركم بفتوى الإمام الحكيم: (الشيوعية كفراً والحاد) فسرعان ما تهاوت الشيوعية وتلاشت؛ فسأل إلى أين وصل بهم المطاف؛ وكيف كانوا يمتلكون القوة الفكرية والبشرية؛ بليلةٍ وضحاها تبخرت, ولم يبقى للشيوعية في العراق إلا الاسم فقط.
نحن قوم لا نهزم؛ وساحات الجهاد تشهد لنا؛ وان أخطئنا بإدارة البلاد, سوف نعاود إصلاح ما فسد, ونستفيد من أخطاء تجربتنا, فلا تعتقدوا أنكم تتمكنون من نشر ثقافتكم وبضاعتكم فلا رواج لها بيننا؛ وأن كانت لكم قوة, فصناديق الاقتراع قادمة, ولم يبقى لها إلا القليل, فأثبتوا وجودكم وحجمكم, فإذا اختاركم الناس فلا سبيل لنا عليكم.