23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

العلماء والمحك السياسي‎

العلماء والمحك السياسي‎

يعد الموقف السياسي واحداً من الامور المهمة، التي اصبحت داخلة في تقييمنا للتجارب والاشخاص، فان أي تجربة تظهر لتمثل نمطاً معيناً من التفكير او أنها تمثل طيفاً معيناً من الناس ان لم نقل إنها تمثل الجميع، يُسأل اليوم عن دورها في العمل والحراك السياسي ، فالحركة السياسية وحتى العسكرية اليوم أصبحت تجري بشكل بحيث تستهلك كل الطاقات الممكنة بغض النظر عن توجهها او ما تعنيه، فالحراك السياسي اليوم في العراق بكل طوائفه واطيافه،  يستغل الشعب اولاً فيستغل جوعه وفقره وحاجته ويستغل جهله واندفاعه ويستغل ماورثه من العنصرية والتعصب للقبيلة او للمجموعة كذلك الحراك السياسي توجه لاستثمار الدين بكل ما تعنيه الكلمة من تفاصيل، وينصب الاهتمام حول المسائل التي يمكن ان تستثمر وتنتج لهم نتائج إيجابية تصب في مصالحهم وتقوي من وجودهم وحراكهم، فتحرك السياسيون على على اهم المراسم الدينية كصلاة الجمعة وخطبها فصارت تخطب الخطب الرنانة في دعمهم وتشييد امجادهم وشخصياتهم، وتحركوا على المنابر والخطباء فاصبح كل خطيب يمثل حزبا معينا او فكرا خاصا بجهة معينا ويختلف عن الهة الاخرى ويبدا بتهميشها و تسقيطها، فكل السياسيون في العراق لم يتركوا في مجتمعاتهم أي فرصة للنجاح والظهور كي يستغلوها حتى وصل الحال ان يستثمراو العلماء ورجال الدين فيقحمونهم في مشاريعهم ويربطون انفسهم واحزابهم بالشخصيات الديني يعتمدون في ذلك على قداسة اهل العراق للعالم ولرجل الدين حتى مرغ البعض منهم الكثير من الصفحات الناصعة بالتراب بسبب ارتباطهم وتعلقهم بهم والدعوة العلمائية لهم في كل الاصعدة انا لا اتناول طائفا او جهة احزباً الاغلبية هي من سارت في هذا المشروع ولهذا صار من الضروري الحذر من استغلال الدين او رجاله  ، فاصبح الموقف السياسي يشكل ابتلاء عصيباً وعسيراً وعلى العالم او أي متصدي اخر لحل الازمة من رجال الدين  ان يكون واعياً وملتفتاً لما يجري وحريصا كل الحرص على بناء البلد البناء الحقيقي بالرجال الامناء الموثوقين المعروفين .
 وان كان هذا النداء المفروض ان يكون من اول الامر، منذ عام 2003 حين دخل المحتلون ورفعوا برقع المرجعية ودعمها لهم ،  لكننا اليوم وبعد كل الذي حصل  بحاجة الى خطوة اخرى في طريق الاصلاح هو ان نميز حتى في خطوات من تعامل مع الازمة من رجال الدين و متصدين فلا يمكن ان تستمر الغفلة عقوداً من الزمن ولا يجوز شرعاً ان يبقى الخطأ والكذبة ماضية ثابتة على صدورنا وعلى مصيرنا جميعاً، علينا  كأمة وكنخب ان نعرف ونميز ان الحراك السياسي والتخالف والاختلاف قد انتج لنا بعض الامور الايجابية على الرغم من قساوة ما مررنا به، وهي انها ميزت لنا من يمكنه ان يتعامل مع الواقع السياسي بدقة، ويشخص لنا معطياته بوعي وبموضوعية، ولا تجرفه الاحداث او المواقف الآنية او تشخيصات الاخرين وتصريحات المزيفين ، فمن الضروري اذن ان يكون الوعي اولاً واخراً و سلاحنا في تمييز ما يحصل وتقييم من يمثلنا اليوم وغداً، فليس كل تعاطي هو محسوب وان أي خطا في مثل ازمة العراق غير مغفور كما يقال، ولا اتصور ان الامر يدخل في الاجر والاجرين، لان المسالة فيها ارواح ودماء تسيل كلما هبت رياح المصلح واحرقت هشيم الفتن .ًٍ
29/2/16