18 ديسمبر، 2024 6:43 م

العلة في العمالة لإيران

العلة في العمالة لإيران

إحراق مكاتب الأحزاب التي لديها صلات بإيران في بعض من المحافظات، والتي کان من أبرزها مكاتب ميليشيا بدر وحزب الدعوة وتيار الحكمة، الى جانب إحراق لوحة في شارع رئيسي وسط محافظة البصرة كانت تحمل صورة الخميني، عبرت بصورة أکثر من واضحة مايعتمر من غضب وسخط في صدور أبناء الشعب العراقي على الدور المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي إستغل ويستغل العراق من أجل مآربه المشبوهة، والحق إن ماقد عبر عنه سکان هذه المحافظات هو في الحقيقة يجسد مشاعر الشعب العراقي قاطبة ازاء الدور الخبيث لإيران في العراق.
منذ أن إستقر الحال لنفوذ النظام الايراني في العراق، فإن أوضاع العراق تسير وبصورة ملفتة للنظر نحو الاسوأ ولاسيما بعد أن طفق يٶسس ميليشيات وجماعات مسلحة تابعة له وتأتمر بأمره، وقد أثبتت الايام بأن هذه الميليشيات تٶدي دورا بالغ السلبية خلف ويخلف آثارا وتبعات ونتائج وخيمة على العراق، والذي أثار أکثر غضب الشعب العراقي، هو إن هذا النظام لم يراعي أبدا الاوضاع المأساوية للعراقيين وظل يتابع مصالحه وينفذ مخططاته وإن الشعب العراقي جسد غضبه حيال الممارسات الإيرانية بقطعها روافد الأنهر المغذية لشط العرب، والكهرباء وتدخلاتها العسكرية والسياسية في العراق، بحرق تلك المکاتب لأحزاب تدين بالولاء لطهران وبطبيعة الحال فإن ماجرى هو بمثابة الخطوة الاولى ذلك إن هذا الشعب وبعد أن صار يعرف مايجري خلف الکواليس والى أين وصل الامر بالعراق من جراء خضوعه للنفوذ الايراني، فإنه سوف يعمل مابوسعه من أجل تغيير هذه الحالة السلبية الشاذة.
السيادة الوطنية للعراق والتي يتم إنتهاکها وبصورة سافرة من جانب هذا النظام الذي يتصرف مع العراق وکأنه مجرد تابع له ليس له أي حول أو قوة، هي أساس ومربط الفرس، إذ متى ماتمت إستعادة السيادة الوطنية للعراق وجعله يتنفس الصعداء بعيدا عن سم نفوذ وهيمنة هذا النظام، فإن الاوضاع ستشهد تغييرات إيجابية عليها لصالح الشعب العراقي، ذلك إن الاوضاع في العراق کلها لصالح النفوذ الايراني ولصالح المخططات المشبوهة التي يتم تنفيذها ضد العراق وضد بلدان المنطقة، ولاغرو من أن طهران تريد جعل العراق حلقة وسط يربطه بمناطق نفوذه الاخرى، ومن هنا، فإن الغضب العراقي الذي إنفجر في البصرة وشمل محافظات جنوبية ووسطى، تطور يضع النظام الايراني ونفوذ في العراق في موقف ووضع حرج خصوصا إذا ماعلمنا بأن الغضب العراقي الذي ألحق الهزيمة بالجيش البريطاني في ثورة العشرين، قادر أن يلحق هزيمة شنعاء بهذا النظام.