21 مايو، 2024 9:06 م
Search
Close this search box.

“العلة علة والطبيب الله”!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العلة الحقيقية ليست بهذا الشخص أو ذاك , أو بهذا المذهب وغيره , العلة فينا جميعا , العيب فينا وبلا إستثناء!!

لماذا نحاول تنزيه أنفسنا ونجلس في قصور نفوسنا العاجية , وهي مشيدة من حجارة أمّارة السوء التي فينا!!

لماذا لا نواجه أنفسنا ونقول : لقد فشلنا على مدى عقد من الزمان , أن نحكم أنفسنا بأنفسنا , وتواكلنا على الآخرين لتحقيق مصالحهم بنا؟!

لماذا لا نعترف بعلتنا؟!

علينا أن نعي بأن نفوسنا وعقولنا ومداركنا معيوبة , ولا ينفع معها الترقيع , لأنه سيتسبب بإنبعاجات متوالية وشديدة , وقد تحقق ذلك بتفاعل عيوبنا.

فهناك عقلية ونفسية إقصائية إجتثاثية إمحاقية لا تعرف التفاعل المشترك , وإنما رؤيتها تتلخص بالمثل ” لو ألعب لو أخرب الملعب” , و “طريقي أو لا طريق” , و “ويايه لو عليه” .

وفينا عاهة مروعة عجيبة عنوانها “إحباط بعضنا” , فلا تجدنا نشجع بعضنا أو نفخر ببعضنا , وإنما نبحث في بعضنا عما هو سلبي ومفرّق , ونأبى أن نرى بعيون الرضا والحق والمسؤولية والعدل, وهذا ينعكس في سلوكنا وخصوصا الذي نسميه سياسيا.

كما إننا نتميز بالإستحواذية , فردية حزبية وفئوية , ونستحضر الدين لتبرير ما نقترفه من الخطايا والآثام , لكي نخدع أنفسنا ونسوغ المزيد من الأعمال المقرفة.

ولا يمكننا أن نتفق على راية واحدة أو هدف مشترك , لأن الشك سيد آليات تفكيرنا فيما بيننا فقط , ونميل إلى التبعية للآخرين القادرين على تأهيلنا لنكون ضد بعضنا.

وبسبب ذلك وغيره قالوا فينا “عراقيون ما تصير إلْهم ﭽارة” , وقد أثبتنا بالعمل الصريح صوابية هذا القول , وإلا كيف يمكننا تفسير هذا السلوك المضحك المبكي , الذي أوصلنا إلى قاع الوجيع القاسي , ونحن في القرن الحادي والعشرين , ولا يزال الكثير منا بعقلية لماذا لم يكن فلان الخليفة بدل فلان , وعلينا أن نقاتل بعضنا بسبب ذلك؟!

من المؤلم والمخزي أننا تحولنا إلى “نكتة” , إلى “مضحكة” , ومجتمعات الدنيا تنظر إلينا على أننا لا نستحق بلدا بحجم العراق , وبأننا أعداء الوطن والدين والديمقراطية والقيم الإنسانية , وعاجزين على العيش معا والعمل سوية , بل تصلح تسميتنا بالسراق والنهابة , الذين سرقوا وطنهم ونهبوا ما فيه وأودعوه في بنوك الدنيا , حتى صنعت السنوات العشرة الماضية عشرات البليونرية وملايين الفقراء والموتى والمهجرين داخليا وخارجيا , والكل يسبّح بحمد ربه الذي يتصوره كما تمليه عليه رؤاه!!

إنها المخازي والمآسي وناعورالقواسي المقنعة بما تسميه دين!!

فهل سنرعوي ونستفيق ونمتلك شجاعة مواجهة النفس وإيقاظ الضمير؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب