23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

العلة بالعبيد وليس بالشمس

العلة بالعبيد وليس بالشمس

الحرية ضرورة حياتية تمنيناها كثيرا في سنوات القهر ونحن نرسف في قيد الدكتاتورية ، ولكن هل اقتنعنا بها حين بزغت شمسها علينا ؟
من خلال الاطلاع على تواريخ الامم نجد ان المجتمعات التي سجنت في ليل العبودية على امتداد حقب زمنية طويلة قد ادمنت ذلك الليل ووجدت ذواتها فيه وتالفت مع عتمته ، بحيث انها صارعت كل تغيير او ثورة قامت في بلدانها بشتى الاساليب وتحت مختلف الذرائع التمويهية من اجل اطفاء قرص الشمس الذي ازاح ذلك الظلام.
عقدة العبودية هذه لم يتم الخلاص منها الابعد زوال اجيالها ومجيء اجيال اخرى جديدة ولدت تحت شمس الحرية وعرفت قيمة بريقها .
ولهذا فان التطور باوجهه السياسية والاجتماعية والحضارية في بلدان الغرب وبعض بلدان الشرق قد حصل في الازمنة الاخيرة من تاريخ البشرية بعد ان تخلصت نهائيا من عشاق ومدمني العبودية .
نحن الان ورغم مضي عقد ونصف من الزمن لازلنا نحارب الحرية بوعي وبلاوعي من قبلنا ، ناسبين اليها كل التشوهات التي طرأت على حياتنا بدون ان نعترف ان معظم تلك التشوهات هي نتاج سلوكياتنا الخاصة بعد ان فهمنا الحرية فهما خاطئا .
ان الحنين الى زمن الابوة المستبدة سيستمر طويلا وستستمر معه كل السلوكيات الشاذة وعلى مختلف المستويات التي تبدر من محبي القيود والعتمة .
لكنه سينتهي لاحقا عندما تنقرض هذه الاجيال التي لاتمتلك بصرا يستسيغ نور الحرية البهي وتحل محلها الاجيال التي تؤمن بهذه الضرورة العظيمة .