17 نوفمبر، 2024 9:21 م
Search
Close this search box.

العلامة الحسيني لـ«المستقبل»: لاعتماد السيرة «العاشورائية» دون بدَع

العلامة الحسيني لـ«المستقبل»: لاعتماد السيرة «العاشورائية» دون بدَع

على بعد يوم من مناسبة رأس السنة الهجرية والتي تصادف أيضا ذكرى «عاشوراء» والتي من المفترض أن تكون مناسبة جامعة للبنانيين عموما والمسلمين على وجه التحديد خصوصا في ظل الإنقسام المذهبي التي تشهده المنطقة، دعا الامين العام للمجلس الاسلامي العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني «المسلمين من كافة الطوائف والمذاهب إلى الوحدة في هذه الذكرى التي يجب أن تكون فرصة للتلاحم والتقارب بين جميع الاديان والمذاهب والابتعاد عن التسييس والتحريض ونبذ الفرقة والعصبية».

 

ولفت الحسيني في حديث الى «المستقبل» إلى أن «الأصل في ذكرى عاشوراء بعدها عن الاستغلال السياسي، فهي مناسبة دينية تخص جميع المسلمين وخير وسيلة لإحياء ذكرى الحسين بن علي رضي الله عنهما هي التشبه بسلوكه في الدنيا كمرحلة انتقالية للآخرة خصوصا وان الحسين أطلق ثورته الإيمانية دفاعاً عن الإسلام بعدما مزقت الخلافات الأمة الإسلامية»، مؤكداً أن «ثورة الحسين ليست دعوة للثأر والقتل واليأس والألم وتعذيب النفس والجسد، بل كانت دعوة لجميع المسلمين، ومن يعمل على حصر فكره بمذهب أو فئة يحجمه ويبطل دعوته التوحيدية».

 

ودعا «خطباء المنبر «العاشورائي» إلى اعتماد الرواية الصحيحة لأحداث عاشوراء والى عرض السيرة الحسينية بصدق تام دون إضافات خاطئة أو بدع وتحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين تحريماً مطلقاً»، مؤكداً أن «الأصل في ذكرى عاشوراء هو بعدها عن الاستغلال السياسي، فهي مناسبة دينية تخص جميع المسلمين لأنها حركة أطلقها الإمام الحسين دفاعاً عن الإسلام دين التوحيد، نابذاً التفرقة، ورافضاً الانقسامات السياسية التي أصابت الأمة في زمنه. كما يمكن الاستفادة سياسياً من هذه المناسبة ولكن ليس بالاتجاه الذي يسلكه البعض، أي أن الذكرى يجب أن تخدم الهدف السياسي الأسمى للمسلمين، بتوحيد موقفهم من التحديات التي تواجه الأمة، وبإعلان موقف إسلامي وحدوي، يستنكر الإرهاب الذي يلبسه أصحابه لباس الإسلام، والدين منه براء، وبإعلان موقف آخر يرفض تحركات بعض المجموعات الضالة في مجتمعاتنا العربية، بإيعاز من دول غير عربية، لتهديد الاستقرار فيها، وخلق حالة من الغوغاء التخريبية».

 

ورداً على سؤال يتعلق بمبدأ الاحتفال بعاشوراء للسنة والشيعة معاً وليس للشيعة فقط، قال الحسيني «كان الشيعة العرب يحيون الذكرى جنباً إلى جنب مع سائر المسلمين الذين يعيشون معهم في نسيج اجتماعي وقومي واحد داخل كل دولة من الدول العربية إذ إن الشيعة فصلوا منذ قرون مسألة الانتماء إلى مذهب ديني، عن مسألة الانتماء القومي، والولاء للنظام السياسي الذي يعيشون في ظله، ولم تكن هناك مشكلة في أن يكون المرء شيعياً ويحمل أية جنسية، فلا تناقض بين الانتماءين، الأول انتماء مذهبي ديني وعاطفي وأخلاقي، والثاني انتماء سياسي وطني وقومي»، مضيفاً: لكن قيام نظام ولاية الفقيه أوجد مقولة جديدة وغريبة عن تراثنا الشيعي، ومن هنا كان تصدينا من موقعنا المرجعي الإسلامي للشيعة العرب، واستطعنا بحمد الله أن نوضح الصورة الحقيقية لثورة الإمام الحسين، كثورة إسلامية توحيدية، ينبغي إحياؤها من قبل جميع المسلمين».

 

وتابع «إن المجلس الإسلامي العربي يحاول التصدي للتحريف والبدع وحتى الغلو، والواقع أننا كنا نحن أول من دعا للاعتماد على المصادر الصحيحة، وقد نجحنا لأننا نصحنا أبناء طائفتنا ووجهناهم للرجوع للرواية الصادقة لأحداث عاشوراء. وقد قمنا من أجل ذلك بنشر هذه المصادر بعد شرحها وتنقيحها وقد تطلب الأمر جهوداً كبيرة، كما أقمنا المحاضرات والندوات العديدة، وشاركنا في مؤتمرات لا تعد ولا تحصى، وانتشرنا في كل مكان لتعزيز ثقافة الاعتماد على المصادر التاريخية الصحيحة التي لم تطلها يد التحريف».

 

وتطرق الحسيني للحديث عن العادات التي يمارسها البعض خلال إحياء ذكرى عاشوراء، والتي اعتبرها بعض الفقهاء إساءة إلى الإسلام وإلى ذكرى عاشوراء وثورة الحسين وطالبوا بتجنبها كونها تعطي انطباعاً سيئاً عن تلك الذكرى وربما يخاف البعض من إحيائها بسبب تلك العادات، فشدد على انه «لا يجوز أن تكون مناسبة ذكرى شهادة الحسين مدعاة للبعض لإدخال البدع في الدين أو الغلو والتطرف، فالحسين براء من كل ضلالة وبدعة وشرك وهو القائل بأنه يسير بسيرة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نبهنا من استيراد أي مفاهيم أو عادات أو تقاليد خارجة عن الشريعة الإسلامية».

 

ورأى أن «الذين يمارسون التطبير والضرب بالسيف في ذكرى عاشوراء لم يفهموا معنى ثورة الحسين ولا هم ينتمون الى فكره ونهجه»، موضحاً أن «خير وسيلة لإحياء الذكرى هي في التشبه بسلوكه، وهو سلوك إسلامي يعمل للحياة الدنيا، كمرحلة انتقالية للحياة الأخرى. أي السعي إلى إقامة حكم الإسلام العادل على الأرض والعيش في ظلاله، أي إنها دعوة للحياة وليس للنزف والموت عبثاً».
جريدة المستقبل
http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=NP&ArticleID=679887

أحدث المقالات