يجمع الكثير من المراقبين لشأن العراقي على قراءة العلاقة بين المواطن والانتخابات على انها علاقة يشوبها الكثير من الإشكالات والشبهات وهي غير مستقرة بسبب وجود حلقة رخوة بين المواطن والمسؤل و أخفاق الأخير في المؤسسات التشريعية والتنفيذية في تقديم الخدمات وسن القوانين وغياب البرنامج الانتخابي وعدم وجود معاير في التنافس والاعتماد على نظرية المؤامرة والتسقيط وإذكاء الخوف من صعود الأخر الأمر الذي يولد حالة من الإحباط والتفكير في العزوف عن المشاركة في الانتخابات وهذا هو الحاضر في الشارع وعند المواطن, كذلك يرئ المراقبين على ان الأحزاب المشاركة في السلطة لديها ما يؤهلها ويضمن لها البقاء والحصول على المقاعد فهي تمتلك المال والسلطة وتفكر في التنافس على رأس الهرم ولا يؤثر عليها عزوف المواطن بقدر ما يؤثر على الأحزاب الصغيرة والتيارات المدنية الديمقراطية التي تعول على الناخب كونها لامتلك مقومات التنافس من المال و السلطة وتطمح في المنافسة والحصول على مقاعد خصوصا وان البعض منها يمتلك تاريخ نضالي عريق لا كنها لم تجد فرصتها في الوصل بسبب الحاضنة الاجتماعية والجهل الذي يخيم على بعض المواطنين ولعل ذلك انعكاس لتدني الوعي بالحقوق وضمور المستوى المعرفي والثقافة التي يعيشها المجتمع وسيطرت الموروث عليه بالإضافة الى السيطرة المحكمة للإسلام السياسي على الشارع العراقي الذي يعتمد الخطاب الديني المنبري وإثارة العاطفة نحو المكون من اجل التأثير على راءي المواطن واستمرا الشحن الذهبي, لذلك يرى المراقبين بان الانتخابات ستشهد مشاركة الجماهير المؤدلجة أكثر من المواطنين وهذا سوف يؤثر بشكل كبير على العملية الانتخابية التي سوف( تضع إصبعها على الجرح من خلال المراجعة على تحديث سجلات الناخبين) وظهور نسب مشاركة متدنية وبقاء الحال على ما هو علية وبقاء نفس الكيانات السياسة التي لا تفكر ولا تمتلك برنامج بناء دولة , والتي أصبحت بحكم الممارسة قادرة على صنع الأزمات وقت وكيف ما تريد من اجل تمرير مشاريعها الانتخابية لذلك نشهد قبل كل انتخابات تصاعد وتيرة صراع طائفي او مصالحي بدون أي مبرر, فقط من اجل مسألة معينة, فما يلوح في المدى القريب هو تنامي الكثير من الأزمات كأزمة الصراع على رئاسة السلطة والتصويت على الموازنة وحصة الشركات في الإقليم والمناطق المتنازع عليه وانتخابات كركوك وغيرها من الأزمات ناهيك عن التدخل الخارجي والمال السياسي الذي يتدخل بشكل واضح وصريح وإخضاع الانتخابات الى الأحداث المحيطة بالبلاد , والمواطن الذي عاد بخفي حنين منذ الانتخابات التي جرت 2005ولحد ألان بدا يعي بان مياه كثيرة جرت تحت الجسور,وانى الخطابات ستتوجه الى تكريس الفرز الطائفي والشحن المذهبي وبدا يعرف من يريد ان يتعامل مع العراق كدولة وليس طائفة ويشخص مكامن الخلل ويعرف الفساد ولكن هؤلاء فئة قليلة ومهمشة في هذه المرحلة وغير قادرة ان تقف امام السلطة والمال السياسي والتدخلات الخارجية,لذلك نجد العلاقة بين المواطن والانتخابات في هذه المرحلة غير توافقية.