18 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

العلاقة بين الإرهاب والتسوية

العلاقة بين الإرهاب والتسوية

اختلاف واضح في الأروقة السياسية، بشأن ورقة التسوية المفترضة لتسوية الخلافات العالقة، بين جميع العراقيين، وتأتي هذه المبادرة بعد سنين متعددة، عانى العراق خلالها من الإرهاب والقتل والدمار، فلماذا التسوية الآن؟ وهل هي بالضد من الانتصارات المتحققة في الميدان؟
بدايةً، فأن الشعب العراقي طوال عقود من الزمن، عانى الويلات، سواء من الدول المستعمرة، أو الأنظمة القمعية التي مارست بحقه أبشع صور التعدي، وارتكبت أروع الجرائم، الآن وبعد العام 2003 فقد تغير الوضع، فكان القتل سابقاً يمارس من قبل حكومات ودولٌ مستعمرة، أما اليوم فقد تولى الإرهاب هذه المهمة، بالنيابة وبدعم من دول تقف خلفه.
يتبادر سؤال في ذهن كل مواطن عراقي، ألا وهو: إذا كان هذا الإرهاب، بسبب تغيير نظام الحكم في العراق، فلماذا لانشهد نفس هذا القتل والدمار، في بلدان أخرى، شهدت تغييراً في أنظمة حكمها، كما حصل في مصر وتونس، ومن قبل في إيران وغيرها من الدول الأخرى؟
تلك البلدان تختلف اختلافاً ديمغرافياً عن العراق، ذلك أن تركيب تلك الدول، غالباً مايكون ذو غالبية قومية أو طائفية معينة، وهذا حد من نفوذ الإرهاب في تلك الدول، إضافة إلى أن العراق، شهد تحول جذري في نظام حكمه، وقد أثر هذا التغيير على المنطقة برمتها، وظهرت مسميات للواجهة، تشير لخطر هذا التحول الجديد في العراق، كما أشار له ملك الأردن، عندما وصفه بالهلال الشيعي، وأيضا ما غلب إعلاميا على الساحة العربية، بالمد الشيعي.
إذن العراق غيّر خريطة المنطقة وسياساتها، فقبل هذا التحول لم يكن للشيعة حجم كما هو الآن، هذا من جانب وهناك جانب آخر، هو أن العملية السياسية الجديدة، التي بدأت في العراق، تكاد تكون رائدة في محيطها العربي، وهنا الحديث عنها كنظام ديمقراطي، بغض النظر عن بعض مخرجاتها السلبية، التي ربما تكون بسبب حداثة التجربة.
لهذا عانى العراق إرهاباً ممنهجاً، تقف خلفه دولٌ ومنظمات، هدفها إفشال هذه العملية السياسية، ولعدة أسباب منها طائفي، وآخر خوفاً من وصولها إليها، بالنتيجة المواطن العراقي كان بمثابة الضحية، خلال كل هذه السنين الماضية، فهو أصبح حراً  لكنه فقد أمنه.
مما تقدم يتضح لنا، أن إبقاء العراق كما هو عليه الآن، هو إرادة منظمات ودول، بالتالي يبقى العراقيون يعيشون معاناتهم، وكأنهم في يدورون حلقة مفرغة، نصيبهم منها القتل والدمار، اليوم طرح مشروع التسوية من قبل التحالف الوطني، للخروج من هذه الحلقة المفرغة، وذلك بالحوار مع كل المؤثرين في الساحة العراقية، من غير الإرهاب وحزب البعث، بحيث ينتج هذا الحوار، عن اتفاق وطني لايبقي للإرهاب حاضنة، أو أفكار في هذا البلد.
نحن اليوم، نتحمل أمانة الآف الشهداء والجرحى والأيتام، ونتحمل أيضاً مسؤولية المستقبل، إذ يجب أن تكون التجارب السابقة درساً لنا، للتعامل مع القادم من السنين، لأننا انتصرنا من قبل أكثر من مرة على الإرهاب، وإن لم يكن بهذه الكيفية وهذه التضحيات، لكن بعد فترة نرى أن الإرهاب يعود مجدداً، لذا لابد من حل جذري يجنبنا التجارب السابقة، وينهي الطائفية في بلدنا، فالتسوية هي لطرد الإرهاب، وضمان حقوق جميع الأطراف، وحفظ دماء الشهداء.

أحدث المقالات